الآن ... لم تعد هي تلك التي كانت ... لم يعد الصباح يرسم على شفتيها سجوداً ... كل الساعات التي تمرّ بقربها غائبة عن الوعي ... عن الوقوف ... تبدو كسفينة جاثمة على شاطئ مهدور ... على تفاصيل ليل الامس البعيد ... تنادي من تفرق عنها ... من تناول آخر عناقيد ( سوباطها ) ... ما عاد الدمع موجوداً ... فالبكاء صار صمتاً مطبقاً ... من فرط شجونها وشجوها ... حتى صلاتها كانت مختلفة ... ليس كما عهدناه منها ... تطيل التناجي ... تباعد بين الحروف ... تمدّ الحروف ... كل الحروف ... تطيل لحظة الوقوف النائم بين يديه ... تعاتبه حينا ... وتسخر منه حينا اخر ... ثم تغط في موت مؤقت ... فيوقظها الآذن فجراً
أعترف ....
مو سهله من أتگول كلمة فديتك ...
من طگن ألعبوات شارد لگيتك ...
============================
وهل من بعدها ظلّ ظليل .... يجاورني فيوسعني احتضانا
اعترف كثير اشتاق للدرر و مدمنة على الدرر واحب اعضاء الدرر
تبا لهم كم هم اشرار ورائعون
على فراشها ... ادوّن ساعات حبوي ... كل الذكريات المؤرشفة ... بخاطري .. بوحدتي المخلوقة من الطين .. المنقوعة بالضياء الاول من المحراب ... من الغيب المنبوذ في ساقيتها ... في استدارة وجهها المؤثث بالغياب ... بالتراتيل المقروءة في زمن النضوح ... هكذا ابصرت الخراب في الرؤوس ... وهي تتناول فأسها لاحتطاب قسوة الخطوة الاولى ... لتأسيس الوحي ... لالقاء النزوة المغررة ... لاقتصاص الليل خوفاً من نهايته ... للنكاية بطول الشارع المؤدي للضفة الاخرى ... للمسافة بين الكف والكف ... بين التنهيدة وصرخة الالم المحض .. بين الخشوع الماقر للصبوة ... للعب بنوى التمر ... لتسجيل الاسماء بلا ابجدية واضحة ... للنشأة الصاخبة واعتلاء مرسى النبوءات ... للخطايا الموثقة ... للنوايا الزائفة .. لكل ما جرى ويجري ... منذ الطين ... والى النشوء
لآخر ضحكة تنسل من شفتيها دافئة بطعم التوت ... لآخر رحلة تفوح قداسة ... لـعصابتها المزكرشة لحظة التواري ... لعيونها المخطوفة قسراً ... لظلها الغائب عن الوقوف ... لادمان الجلوس بلا فائدة ... للظفر بعناوين دحرجة الماء فجراً ... لسماع صوتها وهي تنشد الشجن ... لداخل وهي تمتم بآخر تواشيحه ... لامثالها الفاضحة ... لاحتساء الشاي على ريقها ... لـ ( قوريها ) الاثير ... وهو يشهد على رحلة عابرة ... للاضاحي .. لكم الملالي في جعبتها ... للاستغراق في الصمت المؤجل .. لصحوتها .. وهي تباكر الدمع .. لزينب وهي تحلم بارتياد بيتها ... لسامراء وهي تذكر ــــ ضاحكة ــــ كيف تاه ( والي الحرم ) عنهن ... اضعنه ... ليلتحق بهن ما بين الحرمين ... فتزيد في ضحكتها ... ثم تترحم عليه كثيرا ... لها ... ساوغل في شجني