هجمات مطار أتاتوك أسفرت عن مقتل أكثر من 40 شخصا.
أبوظبي - سكاي نيوز عربية
اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في تقرير نشرته الأربعاء، أن تركيا تدفع ثمن تصعيد عملياتها في الفترة الأخيرة ضد داعش، بعد أن كانت قد أبدت تساهلا في الماضي مع مسلحي التنظيم المتشدد.
ونشرت الصحيفة تقريرا حمل عنوان "Turkey, a Conduit for Fighters Joining ISIS, Begins to Feel Its Wrath "، وذلك على ضوء الهجمات الانتحارية التي ضربت الثلاثاء الماضي مطار أتاتورك، وحملت بصمات داعش.
واعتبرت الصحيفة أن السلطات التركية لعب دورا "مركزيا ومعقدا" في تاريخ تنظيم داعش منذ انطلاقته في خضم فوضى النزاع السوري، إذ وفرت للمسلحين القادمين من الغرب ممرا آمنا عبر حدودها إلى الأراضي السورية.
وحسب التقرير، فإن أحد أبرز الأدلة على أن الإدارة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان غضت الطرف عن عمليات مرور المتشددين عبر أراضيها إلى سوريا، أختام الدخول الممهورة على جوازات سفر بعض المسلحين.
فجوازات سفر عثر عليها في ملابس جثث متشددين سقطوا في الميدان السوري، حملت أختاما تركية، مما يشير إلى أن المسلحين كانوا يدخلون بطريقة شرعية إلى البلاد عبر المطارات قبل الانتقال برا إلى سوريا.
وأضاف تقرير الصحيفة، نقلا عن معلومات استخباراتية، أن مسلحي داعش في سوريا كانوا يستخدمون هواتف تركية للتواصل مع ذويهم في الخارج، كما كانوا يقصدون المناطق الواقعة جنوبي تركيا لقبض تحويلات مالية.
ويشير تحرك مسلحي داعش بحرية عبر الحدود إلا أن تركيا كانت تتغاضى عن اتخاذ التنظيم لأراضيها "قاعدة خلفية" و"منطقة مرور" و"مركز تسوق"، في مقابل إبعاد الهجمات الإرهابية عن المناطق التركية.
بيد أن "شهر العسل" بين أنقرة وداعش انتهى العام الماضي بعد أن شهدت مناطق تركية عدة ولاسيما إسطنبول وأنقرة هجمات دامية، الأمر الذي دفع الإدارة التركية إلى تعزيز وجودها في التحالف الدولي ضد التنظيم.
كما بدأت أنقرة العام الماضي بتشديد المراقبة على حدودها واعتقال وترحيل مشتبه في انتمائهم لداعش وذلك تحت تصاعد الضغط الدولي، بعد هجمات عدة في أوروبا شنها متشددون عائدون إلى بلدانهم من سوريا.
والصيف الماضي، سمحت تركيا لطائرات واشنطن التي تقود التحالف الدولي، باستخدام قاعدة أنجرليك لشن غارات على مواقع داعش الذي كان يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق، وفقا لـ"نيويورك تايمز".
وتضيف الصحيفة أن التغيير في سياسة تركيا تجاه التنظيم المتطرف، والخسائر التي تكبدها خلال الأشهر الماضية، دفعت داعش إلى تكثيف اعتداءاته على الأراضي التركية، وكان آخرها هجوم مطار أتاتورك، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصا.
وتستطرد "نيويورك تايمز" قائلة إن داعش "يعاقب" تركيا بسبب بدء حملة التضييق على تحركاته، إلا أنه في الوقت نفسه يحاول الحفاظ على منطقة رمادية، تجنبه الانخراط في صدام شامل مع بلد كان يوفر لعملياته الإرهابية الخدمات اللوجستية.