هل تعلم أن رواد الفضاء يعودون بعينات البول الخاصة بهم من محطة الفضاء إلى الأرض، حيث يُعتبر كنزًا هامًا؟!
تكيّف البشر على كوكب الأرض بما يتلاءم مع تعرضهم لقوة ثابتة من الجاذبية، في حين أنه على رواد الفضاء التعرض لتجربة فقدان الجاذبية لفترات طويلة، وبسبب ذلك تحدث لهم تغيّرات فسيولوجية.
والتغير الأكثر وضوحًا هو انخفاض كتلة العضلات حيث أنها لا تتعرض لضغط أو إجهاد، فيعاني رواد الفضاء من ضمورها نتيجة عدم استخدامها، هذا المبدأ نفسه ينطبق على عظام الإنسان. ومن المعروف أن رفع الأثقال يزيد من قوة العظام وكثافتها. وفي وضع رواد الفضاء حيث لا يبذلون مجهودًا كبيرًا في ظل انعدام الجاذبية، تقوم العظام بإعادة تشكيل نفسها، وذلك بالتكسر، وإطلاق المعادن إلى مجرى الدم، بينما تصبح المعادن الجديدة جزءًا من العظام.
تتم هذه العملية في الأرض إنما بنسبة متوازنة، لكن يفقد رواد الفضاء المعادن بمستويات عالية جدًا، وهذا الخلل مهم جدًا لديهم. كما أنهم يفقدون خلال وجودهم في الفضاء حوالي 2.5% من كثافة العظام شهريًا، وهو ما قد يعني فقدانهم لنصف كثافة العظام خلال 30 شهرًا.
لماذا نعتبر ذلك مشكلة؟
لأنه حين عودتهم إلى الأرض سيتعرضون للجاذبية الطبيعية مرة أخرى، ولن تكون عظامهم قوية بما فيه الكفاية لتحملها. هذا الفهم مطلوب جدًا، وذلك لأن الرحلة الاستكشافية المستقبلية لكوكب المريخ ستتطلب 3 سنوات ذهابًا وإيابًا، وهو ما قد يحدث تلفًا كبيرًا في العظام.
ربما سيثير استغرابك لو علمت أن رواد الفضاء يتبولون عظامهم!
تُفرَز العديد من المعادن نتيجة فقدان كثافة العظام عبر بول رواد الفضاء، وهو ما سيتم حرقه لاحقًا في الأرض، حيث يسمح لون اللهب للعلماء بمعرفة المعادن الموجودة فيه. وتساهم عينات البول في دراسة تطور الأمراض والشيخوحة، لأن تطور الأعراض والإصابات يكون أسرع في الفضاء.
والهدف من هذه العملية برمتها هو الفهم الأفضل لعملية إفراز المعادن من أجل التوصل لحل لمشكلة فقدانها. ومن الحلول المبتكرة كانت إخضاع رواد الفضاء أجسادهم للإجهاد المطلوب في الفضاء باستخدام أجهزة تساعد على ذلك.
والسؤال الأكثر أهمية: لماذا يعد بول رواد الفضاء كنزًا وطنيًا في الولايات المتحدة؟
في الظروف العادية يتم تدوير البول في محطة الفضاء إلى ماء، لكن وجدت وكالة ناسا طريقة لتحويل البول إلى وقود! فقد توصل العلماء إلى عملية تُسمى التناضح والتي تسمح باستخلاص الأمونيا من البول، وإضافتها إلى خلايا الوقود لإنتاج طاقة نظيفة ومتجددة.
المصدر