يوجد في قارة أوروبا، التي تمتد من جبال الأورال والقوقاز شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، نحو 50 دولة و7 بلدان تابعة، منها 4 لبريطانيا، وواحدة لكل من الدنمارك والنرويج وفنلندا، و6 دول غير معترف بها، مثل أبخازيا وقبرص الشمالية وكوسوفو، ويقدر عدد سكانها بنحو 700 مليون نسمة.
وفي القارة الملقبة بالعجوز ثمة دول تتميز بارتفاع مستوى المعيشة فيها، يمكن تصنيفها بكونها من الأعلى في العالم.
وتأخذ معايير مستوى المعيشة في الاعتبار متوسط الدخل وتكاليف المعيشة والقوة الشرائية للفرد، وهي أمور تتفاوت بين بلد وآخر، كما تتفاوت بشكل كبير أحيانا.
ومن الدول ذات الدخل المتدني على سبيل المثال، اليونان والبرتغال بحسب ما ذكر كبير خبراء الاقتصاد في موقع "غلاسدور"، أندرو تشامبرلين.
وبحسب التصنيف لشهر أبريل، فقد جاءت إستونيا في المركز السابع عشر من حيث مستوى المعيشة المرتفع لأعلى 17 دولة أوروبية معيشة، بحسب التقرير الذي أشار إلى أن مستوى المعيشة فيها منخفض نسبيا، كما أن مستوى الأجور والقوة الشرائية فيها بين الأقل أوروبيا.
وفي المركز 16 جاءت اليونان التي ما زالت تعاني من الأزمة المالية التي تعرضت لها منذ سنوات قليلة، حيث البطالة مرتفعة والأجور متدنية للغاية.
أما البرتغال فجاءت في المركز 15 من حيث مستوى المعيشة، كما أنها تعاني من استمرار حالة التقشف بعد حصولها على مساعدات مالية من الاتحاد الأوروبي.
واحتلت إيطاليا المركز 14، لكنها في وضع أفضل نسبيا من اليونان والبرتغال، حيث أن الأوضاع تتحسن فيها ومستوى المعيشة آخذ في الارتفاع مع بقاء تكاليف المعيشة متدنية نسبيا في مدن مثل العاصمة روما.
ويعتبر مستوى المعيشة في إسبانيا، التي احتلت المركز 13، من بين الأدنى في أوروبا، وهي مازالت ترزح تحت ضغط الأزمة المالية التي تعرضت لها منذ أزمة الديون السيادية الأوروبية إلى جانب البرتغال وإيطاليا وأيرلندا، وأخيرا اليونان.
وجاءت بلجيكا في المركز 12 من حيث مستوى المعيشة، ويقدر متوسط الأجور فيها بحدود 46 ألف دولار سنويا، لكن الجزء الأكبر منها يندرج تحت بند نفقات الإيجار.
وفي المركز 11 حلت فرنسا، التي تمر حاليا باضطرابات عمالية، لكن مستوى الأجور فيها يعتبر متوسطا نسبيا.
واحتلت بريطانيا، التي صوتت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي مؤخرا وتراجعت قيمة عملتها جراء ذلك، المركز العاشر أوروبيا من حيث مستوى المعيشة، ومع أن متوسط دخل الفرد فيها يقدر بنحو 46 ألف دولار، فإن جزء كبيرا منها يذهب كدفعات وأقساط لشراء منازل.
وفي المركز الـ9 جاءت النمسا، التي يعادل متوسط الدخل فيها نظيره في بريطانيا، غير أن نسبة ما يذهب للإيجار منه يظل متدنيا نسبيا، وبالتالي فقد تقدمت على بريطانيا بهذه القائمة.
وتحتل أيرلندا المركز الثامن من حيث مستوى المعيشة المرتفع، حيث متوسط الأجور فيها مرتفع أيضا، ويعد تنافسيا على مستوى القارة العجوز، مع العلم أن أيرلندا كانت تعرضت لأزمة مالية خانقة قبل سنوات قليلة، لكنها نهضت سريعا وتجاوزت الأزمة بشكل رائع.
واحتلت النرويج المركز 7، وهي تصنف بين الدول ذات مستوى المعيشة المرتفع أوروبيا وعالميا، ويقدر مستوى دخل الفرد فيها بنحو 68 ألف دولار، لكن نسبة كبيرة منها تذهب إلى الإيجارات والنفقات المحلية.
وفي المركز السادس جاءت فنلندا، التي تصنف بين الدول الأعلى من حيث مستوى المعيشة، ومستوى دخل الفرد فيها مرتفع جدا، لكن جزءا كبيرا منه يذهب على الإنفاق على المشتريات والمطاعم والنقل والخدمات والإيجارات المرتفعة.
واحتلت هولندا المركز 5 من حيث مستوى المعيشة المرتفع، ويعود سبب ذلك بشكل رئيسي إلى أن تكاليف النقل والخدمات والبضائع والمطاعم فيها متوسطة، مقارنة بالدول الأخرى مثل فنلندا والنرويج.
في المركز 4 جاءت السويد، حيث الوضع فيها من حيث النفقات مماثل لهولندا، لكن مستوى الدخل فيها أعلى، بل ومن بين الأعلى عالميا.
واحتلت ألمانيا المركز الثالث أوروبيا، مع العلم أنها تعتبر من بين أقوى الاقتصادات عالميا، ومع أن مستوى الدخل فيها أقل من نظيره في بعض الدول الإسكندنافية.
وفي المركز الثاني جاءت الدنمارك، وذلك بفضل تكلفة المعيشة المنخفضة فيها، الأمر الذي يتيح لمواطنيها توفير الكثير من دخلهم الفردي.
سويسرا احتلت المركز الأول من ناحية مستوى المعيشة في أوروبا، وربما في العالم، ذلك أن المواطن السويسري يحقق دخلا مرتفعا مقارنة بنظرائه في كثير من الدول، بل ويصل إلى ضعفي نظيره المقيم في مدينة نيويورك الأميركية.
يشار إلى أن الجنسية الألمانية احتلت المرتبة الأولى عالميا بحسب مؤشر نوعية الجنسية الصادر عن مؤسسة "هنلي وشركاه"، بعد أن حصلت على نسبة 83.1 في المائة.
ويتيح جواز السفر الألماني لحامله السفر إلى 177 دولة من دون الحصول على تأشيرة مسبقة، كما يتيح له العيش والعمل في الخارج بسهولة، وكذلك التنقل بين أكبر عدد من البلدان من دون الحصول على تأشيرة.
واحتلت الجنسية الدنماركية المركز الثاني من حيث الحياة النوعية، وسجلت معدلا يصل إلى 83 في المائة، وتبعتها الجنسية الفنلندية بنسبة 82 في المائة.
وتلتها في المركز الرابع النرويج، ثم السويد وإيسلندا، وتساوتا بحسب المؤشر وحلتا في المركز الخامس، وتبعتهما أيرلندا والنمسا في المركز السادس، ثم فرنسا سابعة فسويسرا ثامنة وهولندا تاسعة وبلجيكا عاشرة.
واحتلت بريطانيا المركز 11 ثم إمارة ليختنشتاين في المركز 12، وجاءت إسبانيا في المركز 13.