أعلنت إدارة ناحية السيبة الواقعة جنوب البصرة، الأربعاء، أن مياه البحر شديدة الملوحة بدأت منذ أيام قليلة بالتغلغل مجدداً في شط العرب بسبب تراجع كميات المياه العذبة التي تغذي الشط، وفيما أكدت مديرية الماء أن اللسان الملحي يواصل تقدمه ببطئ باتجاه مركز المحافظة، دعت مديرية الموارد المائية الى معالجة الأزمة.

وقال مدير ناحية السيبة أحمد هلال الربيعي في حديث لـ السومرية نيوز، إن "مياه البحر المالحة أخذت منذ يوم الأحد الماضي بالتغلغل في مجرى شط العرب بسبب تراجع كميات المياه العذبة التي ترفد الشط"، مبيناً أن "تلك المشكلة تسببت بمعاناة لسكان الناحية، كما خلفت أضراراً بيئية واقتصادية منها تلف مزروعات ونفوق أسماك في الأنهار المتفرقة من الشط بعد أن ارتفعت نسبة التراكيز الملحية في المياه الى 13 ألف جزء في المليون".

ولفت الربيعي الى أن "في حال تحول اتجاه الرياح من الشمال الغربي الى الجنوب الشرقي فإن ذلك سوف يؤدي الى تعميق المشكلة، حيث أن تلك الرياح سوف تساعد اللسان الملحي على التقدم أكثر باتجاه مدينة البصرة"، مضيفاً أن "مديرية الموارد المائية لو تمكنت من تشغيل القناة الاروائية التي تم شقها قبل أعوام قليلة لانحسرت تأثيرات مشكلة ملوحة المياه على الناحية، إلا أن القناة جافة حالياً بسبب توقف مضخاتها عن العمل من جراء عدم توفر الوقود لتشغيلها".

من جانبه، قال مدير مديرية الماء في المحافظة خالد جمعة في حديث لـ السومرية نيوز، إن "اللسان الملحي تجاوز ناحية السيبة، وهو يواصل التقدم ببطئ باتجاه مدينة البصرة (مركز المحافظة) بسبب اغلاق منفذ نهر الكارون، إضافة الى تصريف مياه بزل في شط العرب"، موضحاً أن "المناطق التي تضررت لغاية الآن من عودة أزمة ملوحة المياه هي قضاء الفاو وناحية السيبة ومنطقة سيحان، فضلاً عن القرى الممتدة بمحاذاة شط العرب بطول 59 كم، والمحصورة بين ناحية السيبة وقضاء الفاو".

وأشار مدير مديرية الماء الى أن "اطلاقات المياه العذبة الواصلة الى البصرة تتراوح ما بين 50 الى 52 متراً مكعباً في الثانية، وعلى الموارد المائية زيادة تلك الإطلاقات من أجل دفع اللسان الملحي باتجاه البحر وإيقاف تقدمه".

يذكر أن مشكلة ملوحة المياه ناجمة عن ظاهرة طبيعية كانت تعتبر خلال العقود السابقة نادرة الحدوث، إلا أن البصرة أخذت تتعرض لها بشكل متكرر في كل فصل صيف منذ عام 2007، وهي تقدم اللسان الملحي (الجبهة الملحية) القادم من الخليج في مجرى شط العرب نتيجة قلة الإيرادات المائية الواصلة عبر دجلة والفرات، بحيث عادة ما تصل خلال فصل الصيف نسب التراكيز الملحية الذائبة في مياه الشط الذي تروى منه معظم الأراضي الزراعية في المحافظة وتجهز منه الكثير من المناطق السكنية الى أكثر من 8000 جزء بالمليون، بينما يفترض أن لا تزيد ملوحة مياه الري عن 2500 جزء بالمليون، واما المياه منخفضة الملوحة الواصلة الى المحافظة عبر قناة البدعة فهي غير كافية لسد الاحتياجات السكانية، ولذلك عادة ما يتم خلطها مع مياه شط العرب قبل ضخها الى المناطق السكنية.

وتعد أقضية الفاو وأبي الخصيب (جنوباً) وشط العرب (شرقاً) أكثر المناطق تضرراً من تلك الظاهرة، حيث يعاني سكانها منذ أعوام من ملوحة المياه، كما جفت فيها العشرات من بحيرات تربية الأسماك، ونفقت الكثير من الحيوانات الحقلية، كما تراجع إنتاج النخيل من التمور الى أدنى مستوى، وهلكت معظم بساتين الحناء، بحيث أصيب الواقع الزراعي بشلل شبه تام، إلا أن الأنشطة الزراعية في القاطع الصحراوي من المحافظة لم تتضرر من جراء تلك الظاهرة، وذلك لأن المزارع الواقعة ضمن قضاء الزبير يعتمد ريها على المياه الجوفية.

www.alsumaria.tv