يعقد القادة الأوروبيون اجتماعا في بروكسل اليوم الأربعاء 29 يونيو/حزيران للمرة الأولى دون مشاركة لندن لتحديد آفاق جديدة للمشروع الأوروبي الذي لا يزال يعاني من تبعات صدمة خروج بريطانيا.
ووافق قادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي امس الثلاثاء على منح بريطانيا مهلة قبل إطلاق آلية الخروج رسميا مع التشديد على أنهم لن يقبلوا الانتظار "طيلة أشهر".
وحذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل البريطانيين بأنه لن يحق لهم "انتقاء ما يريدون" في علاقتهم المستقبلية مع الكتلة الأوروبية، في مساعي منها لمنع عدوى الانفصال لدول الاتحاد الأخرى.
وبعد مغادرة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، توجهت رئيسة وزراء أسكتلندا نيكولا ستورجون إلى بروكسل لتقييم فرص انضمام أسكتلندا إلى الكتلة الأوروبية ككيان مستقل.
ويفترض أن تلتقي ستورجون التي تترأس الحزب الانفصالي قبل ظهر الأربعاء رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز لكن ليس مقررا في الوقت الحالي أي لقاء مع رئيسي المفوضية والمجلس الأوروبيين.
وكانت ستورجون قالت في نقاش البرلمان الأسكتلندي لخروج بريطانيا: "خروجنا من أوروبا سيكون رغما عنا"، مشددة على أن الأسكتلنديين "صوتوا بوضوح من أجل البقاء" في الاتحاد الأوروبي وكانت نسب التأييد 62%.
وبعد خمسة أيام على الصدمة التي أحدثها قرار الخروج، أمهل القادة الأوروبيون بريطانيا بعض الوقت مساء الثلاثاء لبدء إجراءات الخروج.
وأعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أمام صحفيين إثر عشاء للدول الـ28 أن قادة دول وحكومات الاتحاد الأوروبي يقرون بضرورة "إعطاء الوقت لعودة الهدوء".
وشدد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أن على لندن أن تبدأ "بأسرع وقت ممكن" آلية خروجها من الاتحاد الأوروبي.
ولم يتراجع كاميرون عن موقفه حول هذه النقطة وكرر أنه سيترك لخلفه مهمة تطبيق "بند الخروج" في إشاره إلى المادة 50 من معاهدة لشبونة.
وكرر كاميرون التأكيد على أن "قرار تطبيق المادة 50 يعود إلى الحكومة المقبلة بعد أن تحدد الهدف الذي تريد تحقيقه".
وفي مشاركته الأخيرة في قمة أوروبية، اضطر كاميرون إلى شرح هزيمته المؤلمة في الاستفتاء الذي أجري يوم الـ 23 يونيو/حزيران وصوت فيه 52% من البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقال كاميرون في دفاع منه عن قرار إجراء الاستفتاء "أنا أسف للنتيجة بالطبع لكنني لست نادما على تنظيم الاستفتاء لأنه كان الأمر الصواب".
وعلق الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قائلا: "كان متأثرا...كان يشعر أنه قرار تاريخي وبأنه مسؤول"... " لم يرغب أحد من المشاركين في إذلال كاميرون لأن ذلك كان سيعني إذلال الشعب البريطاني".
في المقابل كانت الانتقادات من نصيب معسكر مؤيدي الخروج. وتساءل يونكر: "ما لا أفهمه هو عدم قدرة الراغبين في الخروج عن اطلاعنا على ما يريدونه فعلا".
وحذر يونكر من أن الدول المؤسسة للاتحاد "ليست الوحيدة التي تضع المشروع"، ملمحا بذلك إلى وجوب عدم تجاهل دول أوروبا الشرقية التي تبدي استياء لعدم إشراكها بصورة كافية.
ومنذ الفوز المفاجئ لمعسكر الخروج، بدا مسؤولون فيه بالتراجع عن بعض الوعود التي قاموا بها خلال حملة الاستفتاء.
ودعا كاميرون في بروكسل إلى إقامة "علاقة وثيقة إلى أقصى حد" بين لندن والاتحاد الأوروبي بعد الخروج، قائلا: "الدول الـ27 الأخرى ستبقى جيراننا و أصدقاءنا وحلفاءنا وشركاءنا".
وقالت ميركل من جهتها "الاتحاد الأوروبي قوي بما يكفي لتجاوز انسحاب بريطانيا والاستمرار في المضي قدما حتى بعضوية 27 دولة".
ودعت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، الدول الثلاث التي تعتبر من دعائم الاتحاد ومؤسسيه والقوى الاقتصادية الثلاث الكبرى في منطقة اليورو، إلى إعطاء "دفع جديد" للمشروع الأوروبي الذي لا تزال ملامحه غامضة.انتهى
http://alforatnews.com