ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﻣﻠﻜﺎً ﺃﻋﻠﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺄﻥ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﻛﻠﻤﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﻓﻠﻪ ﺟﺎﺋﺰﺓ 400 ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻳﺴﻴﺮ ﺑﺤﺎﺷﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺇﺫ ﺭﺃﻯ ﻓﻼﺣﺎً ﻋﺠﻮﺯﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﻐﺮﺱ ﺷﺠﺮﺓ ﺯﻳﺘﻮﻥ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻐﺮﺱ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻟﺘﺜﻤﺮ ﻭﺃﻧﺖ ﻋﺠﻮﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻙ، ﻭﻗﺪ ﺩﻧﺎ ﺃﺟﻠﻚ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ: ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻮﻥ ﺯﺭﻋﻮﺍ ﻭﻧﺤﻦ ﺣﺼﺪﻧﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺰﺭﻉ ﻟﻜﻲ ﻳﺤﺼﺪ ﺍﻟﻼﺣﻘﻮﻥ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﺣﺴﻨﺖ ﻓﻬﺬﻩ ﻛﻠﻤﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﻓﺄﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻮﻩ 400 ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﺍﺑﺘﺴﻢ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ: ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍ...ﻟﻔﻼﺡ: ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﺗﺜﻤﺮ ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻭﺷﺠﺮﺗﻲ
ﺃﺛﻤﺮﺕ ﺍﻵﻥ !!!!
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ: ﺃﺣﺴﻨﺖ ﺃﻋﻄﻮﻩ 400 ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺃﺧﺮﻯ، ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﻭﺍﺑﺘﺴﻢ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ: ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻔﻼﺡ: ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﺗﺜﻤﺮ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺷﺠﺮﺗﻲ ﺃﺛﻤﺮﺕ ﻣﺮﺗﻴﻦ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ: ﺃﺣﺴﻨﺖ ﺃﻋﻄﻮﻩ 400 ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺃﺧﺮﻯ.
ﺛﻢ ﺗﺤﺮﻙ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﻼﺡ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ:
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺤﺮﻛﺖ ﺑﺴﺮﻋﺔ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ: ﺇﺫﺍ ﺟﻠﺴﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻓﺈﻥ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺳﺘﻨﺘﻬﻲ ﻭﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ، ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻳﺜﻤﺮ ﺩﺍﺋﻤﺎ ..
ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ:
ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺟﻮﻫﺮ ﺛﻤﻴﻦ،
ﺗﻜﺴﺒﻨﺎ ﺳﺤﺮ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺑﺤﺴﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ، ﻓﺈﻥ ﺃﺭﺩﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﻧﺤﻠﻲ ﺃﻟﺴﺘُﻨﺎ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻄﻴﺐ ..
ﻓﻠﻨﻄﻬﺮ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻟﻨﻨﺜﺮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﻣﻦ ﻧﻘﺎﺑﻞ.
ﻓﻜﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﻨﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﻛﻠﻤﺔ
ﻃﻴﺒﺔ ﻳﺴﻌﺪ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﺐ.