دعاء العهد

أفرد السيد ابن طاووس في كتاب مصباح الزائر فصلاً لأعمال السّرداب المقدّس فأثبت فيه ستّ زيارات ثمّ قال : ويلحق بهذا الفصل دعاء النّدبة وما يُزار به مولانا صاحب الأمر (عليه السلام) في كلّ يوم بعد فريضة الفجر، وهي السّابعة من الزّيارات، ودعاء العهد الذي أمرنا بتلاوته في زمان الغيبة وما يدعى به عند إرادة الخروج من ذلك الحرم الشّريف، ثمّ بدأ في ذكر هذه مٌور أربعة.

أحد الأمور الأربعة هو دعاء العهد: وروي عن الصّادق (عليه السلام) انّه قال : من دعا الى الله تعالى أربعين صباحاً بهذا العهد كان من أنصار قائمنا، فإن مات قبله أخرجه الله تعالى من قبره وأعطاه بكلّ كلمة ألف حسنة ومَحا عنه ألف سيّئة، وهو هذا :

اللّـهمٌ رَبَّ النُّورِ الْعَظيمِ، وَرَبَّ الْكُرْسِيِّ الرَّفيعِ، وَرَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ، وَمُنْزِلَ التَّوْراةِ وَالانْجيلِ وَالزَّبُورِ، وَرَبَّ الظِّلِّ وَالْحَرُورِ، وَمُنْزِلَ الْقُرْآنِ الْعَظيمِ، وَرَبَّ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبينَ وَالأنْبِياءِ وَالْمُرْسَلينَ، اللّـهمٌ إنّي أسْألُكَ بِإسْمِكَ الْكَريمِ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الْمُنيرِ وَمُلْكِكَ الْقَديمِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ أسْألُكَ بِاسْمِكَ الَّذي أشْرَقَتْ بِهِ السَّماواتُ وَالأرَضُونَ، وَبِاسْمِكَ الَّذي يَصْلَحُ بِهِ الأوَّلُونَ وَالاخِرُونَ، يا حَيّاً قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ وَيا حَيّاً بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ وَيا حَيّاً حينَ لا حَيَّ يا مُحْيِيَ الْمَوْتى وَممٌيتَ الأحْياءِ، يا حَيُّ لا إلـهَ إلّا أنْتَ، اللّـهمٌ بَلِّغْ مَوْلانَا الامامَ الْهادِيَ الْمَهْدِيَّ الْقائِمَ بِأمْرِكَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ و عَلى آبائِهِ الطّاهِرينَ عَنْ جَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ في مَشارِقِ الأرْضِ وَمَغارِبِها سَهْلِها وَجَبَلِها وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَعَنّي وَعَنْ والِدَيَّ مِنَ الصَّلَواتِ زِنَةَ عَرْشِ اللهِ وَمِدادَ كَلِماتِهِ، وَما أحْصاهُ عِلْمُهُ وَأحاطَ بِهِ كِتابُهُ، اللّـهمٌ إنّي اُجَدِّدُ لَهُ في صَبيحَةِ يَوْمي هذا وَما عِشْتُ مِنْ أيّامي عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ في عُنُقي، لا أحُولُ عَنْها وَلا أزُولُ أبَداً، اللّـهمٌ اجْعَلْني مِنْ أنْصارِهِ وَأعْوانِهِ وَالذّابّينَ عَنْهُ وَالْمُسارِعينَ إلَيْهِ في قَضاءِ حَوائِجِهِ، وَالْممٌتَثِلينَ لإوامِرِهِ وَالْمٌحامينَ عَنْهُ، وَالسّابِقينَ إلى إرادَتِهِ وَالْمُسْتَشْهَدينَ بَيْنَ يَدَيْهِ، اللّـهمٌ إنْ حالَ بَيْني وَبَيْنَهُ الْمَوْتُ الَّذي جَعَلْتَهُ عَلى عِبادِكَ حَتْماً مَقْضِيّاً فَأخْرِجْني مِنْ قَبْري مُؤْتَزِراً كَفَنى شاهِراً سَيْفي مُجَرِّداً قَناتي مُلَبِّياً دَعْوَةَ الدّاعي فِي الْحاضِرِ وَالْبادي، اللّـهمٌ أرِنيِ الطَّلْعَةَ الرَّشيدَةَ، وَالْغُرَّةَ الْحَميدَةَ، وَاكْحُلْ ناظِري بِنَظْرَة منِّي إلَيْهِ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ وَسَهِّلْ مَخْرَجَهُ، وَأوْسِعْ مَنْهَجَهُ وَاسْلُكْ بي مَحَجَّتَهُ، وَأنْفِذْ أمْرَهُ وَاشْدُدْ أزْرَهُ، وَاعْمُرِ اللّـهمٌ بِهِ بِلادَكَ، وَأحْيِ بِهِ عِبادَكَ، فَإنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ : ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أيْدِي النّاسِ، فَأظْهِرِ الّلهمٌ لَنا وَلِيَّكَ وَابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ الْمُسَمّى بِاسْمِ رَسُولِكَ حَتّى لا يَظْفَرَ بِشَيْء مِنَ الْباطِلِ إالّا مَزَّقَهُ، وَيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُحَقِّقَهُ، وَاجْعَلْهُ اللّـهمٌ مَفْزَعاً لِمَظْلُومِ عِبادِكَ، وَناصِراً لِمَنْ لا يَجِدُ لَهُ ناصِراً غَيْرَكَ، وَمُجَدِّداً لِما عُطِّلَ مِنْ أحْكامِ كِتابِكَ، وَمُشَيِّداً لِما وَرَدَ مِنْ أعْلامِ دينِكَ وَسُنَنِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَاجْعَلْهُ اللّـهمٌ مِمَّنْ حَصَّنْتَهُ مِن بَأسِ الْمُعْتَدينَ، اللّـهمٌ وَسُرَّ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِرُؤْيَتِهِ وَمَنْ تَبِعَهُ عَلى دَعْوَتِهِ، وَارْحَمِ اسْتِكانَتَنا بَعْدَهُ، اللّـهمٌ اكْشِفْ هذِهِ الْغمٌةَ عَنْ هذِهِ الامَّةِ بِحُضُورِهِ، وَعَجِّلْ لَنا ظُهُورَهُ، إنَّهمٌ يَرَوْنَهُ بَعيداً وَنَراهُ قَريباً، بِرَحْمَتِـكَ يـا أرْحَمَ الرّاحِمينَ .

ثمّ تضرب على فخذك الايمن بيدك ثلاث مرّات وتقول كلّ مرّة :

ألْعَجَلَ الْعَجَلَ يا مَوْلاىَ يا صاحِبَ الزَّمانِ . رَبّْع سِاْعةِ مٌنَ وَقًتْكِ لُا اكِثُرَ بّْعدِ صّلُاةِ الُصّبّحُ