أصبح الأرق أمرًا شائعًا للعديد من الأشخاص في العالم، حتى أنه يكاد يكون المشكلة الأولى عالميًا التي يصعب إيجاد حل نهائي لها وعلاج شافٍ تمامًا. كما أنه أحد الأسباب المهمة في التأخر بالحياة المهنية والاجتماعية للكثيرين ممن يعانون من هذه الظاهرة المزعجة التي تحرمهم من النوم ليلًا على الرغم من التعب الشديد.
وفي إطار إيجاد علاج فعال للقضاء على الأرق، تعددت الأساليب العلاجية من أدوية وعقاقير وطرق شعبية، لكن قلة من هذه الطرق آتت أُكلها. لكن طريقة بسيطة باللسان أثبتت أنها ناجعة وفعالة في القضاء على الأرق وتجهيز الجسم للاسترخاء التام ثم الغرق في النوم للاستيقاظ بكل نشاط. وهي أقرب لحيلة تجعل الجسد والدماغ جاهزين تمامًا لقضاء ليلة كاملة بالراحة التامة.
حيلة باللسان للتخلص من الأرق والحصول على قسط طويل من الراحة..
في البداية، يجب التركيز على تحضير الدماغ ببطء للاسترخاء عبر التنفس ببطء وذلك لتقليل معدل ضربات القلب وضغط الدم. فالتنفس ببطء له أهمية كبيرة في تحضير الجهاز العصبي اللاودي (parasympathetic system) المسؤول عن الاسترخاء وتجاوز الجهاز العصبي الودي (sympathetic system) المسيطر على الاستجابة للضغط التوتري، وبالتالي، تحضير الجسم فسيولوجيًا للدخول إلى مرحلة النوم العميق والتخلص من المكدرات والتي من أهمها الأرق.
تقنية 4-7-8 للتخلص من الأرق ..
وفقًا للدكتور “أندرو ويل”، فإنه يجب الجلوس على السرير مع ظهرٍ مستقيم، ثم الضغط بطرف اللسان على سقف الفم خلف الأسنان الأمامية تمامًا، والحفاظ على هذه الوضعية مع إغلاق الفم والاستنشاق عبر الأنف، مع الاستمرار على هذه الوضعية حتى العد للرقم 4. ثم إمساك النفس حتى العد إلى الرقم 7، ثم الزفير من الفم حتى العد للرقم 8. وتكرار هذا النمط حتى إكمال أربع عمليات تنفس. ويجب الحرص على إشراك اللسان في هذه العملية لدوره الكبير كما أشار الدكتور “ويل”.
تقنيات وتمارين أخرى تساعد على التخلص من التوتر والاستغراق في النوم:
تقنية التنفس ببطء، وذلك عبر الاستنشاق والزفير ببطء حتى الشعور بأن كل شيء سلبي يخرج من الجسم مع الزفير.
تقنية أخرى وهي تقنية الجلوس، على الرغم من أنها تبدو بعيدة عن النوم، لكن بهذه الطريقة وكما يظهر في الوضعية بالصورة أعلاه، يسمح الجلوس بتدفق الأكسجين إلى الرئتين ومجرى الدم في الجسم.
كما أن لتمارين اليوغا أهمية كبيرة في المساعدة على الاسترخاء التام، منها تمرين Kapalbhati للتنفس الذي يُركز 100% على الطاقة عبر التنفس. وذلك عبر الجلوس في وضعية الركوع مع استقامة الظهر ووضع اليدين على الركبتين، مع التنفس عن طريق الأنف والزفير بقوة عن طريق الفم ما يؤدي إلى انقباض عضلات البطن، ما يؤدي في النهاية إلى الدخول بحالة من الاسترخاء التام.
تقنية أخرى تساعد على التخلص من الأرق والتوتر عبر التنفس وهي التناوب في الشهيق والزفير من فتحات المنخر، وذلك عبر إغلاق إحدى فتحات الأنف للتنفس من الأخرى والتناوب بهذه الطريقة حتى يتحقق التوازن بين الجسد والعقل. ويُمكن القيام بهذا التمرين يدويًا باستعمال الأصابع مع إبقاء العينين مغلقتين طوال فترة التمرين.
تقنية مضاعفة الزفير تُساعد أيضًا في التخفيف من التوتر، وذلك عبر الاستلقاء على السرير على الظهر واستنشاق الهواء لمدة ثلاث ثواني والزفير لمدة ست ثواني، مع تكرار العملية حتى النوم.
مع التركيز على هذه التقنيات والتمارين البسيطة، يتم تحقيق التوازن والحياد بين العقل والجسد ويخلد الجسم إلى النوم بعد تحقيق الاسترخاء التام. ولطالما أثبتت هذه التمارين نجاعتها في علاج الأرق والتخلص من التوتر، حتى لو لم تُؤتِ ثمارها في البداية، إلا أن الممارسة المستمرة تؤدي في النهاية إلى تحقيق المطلوب.