حقق برنامج الصدمة نجاحات مبهرة في عالم البرامج التلفزيونية الرمضانية لهذه السنة، والفضل يعود بشكل كبير الى العراقيين الذين يتربعون امام شاشات تلفازهم كل يوم بإنتظار آخر بطولات العراقيين الإنسانية والمشاهد التي ستعول على الشعب العراقي الكثير من المدح على وسائل التواصل الإجتماعي. وفعلاً… كالعادة، العراقيون لا يخيبون الظن ويعطون للبرنامج طعماً آخر.
لكن ليست هذه القصة في كل الحلقات. هناك بعض الحلقات التي كان رد فعل العراقيين من اسوأ ما يكون، كحلقة العامل المصاب بمتلازمة داون، او كحلقة الطفل الذي يضرب في مكان العمل، او حلقة الطائفية. والسؤال هو هنا؟ لماذا تختلف ردة فعل العراقي من حلقة الى اخرى؟
دعونا نشرحها لكم بعد أسباب:
- أسباب امنية: ولعلها أهم الأسباب التي تحدد تدخل العراقي في موقف، وهي تحدد مدى تدخله أيضاً. على سبيل المثال، لم يتدخل العراقي بقوة في حلقة الخطف ام الطائفية، لأن الخطف والطائفية ظاهرتان منتشرتان في العراق بشكل كبير، وقد أصبحت هاتين الظاهرتين سبب إختفاء وموت الكثير من الأشخاص الذي أصبحوا يخافون من التدخل في هذه المواقف خشية تعرضهم للعنف.
- أسباب إجتماعية: النسيج الإجتماعي في العراق كان قوياً جداً قبل بدأ الحروب، لكن ١٣ عاماً من الإرهاب والوضع المتأزم جعل العلاقات الإجتماعية تأخذ منعطفاً غير محبذ. الكثير من حالات السرقة والإختطاف التي حصلت خلال هذه الأعوام حصلت بين الأقارب كسرقة الإبن للأب وإختطاف العم لبنت الأخ وهكذا، مما أثر سلبياً على مستوى الثقة بين فئات المجتمع وجعل الكل يمشي في حاله.
- العادات والتقاليد: خلال فترة الحصار كان العراق مغلقاً عن العالم الخارجي، وهذا أثر على توعية الشعب بالحركات التي إنتشرت في معظم بقاع العالم التي طالبت بحقوق المرأة أو الطفل أو المعاقين، ولهذا السبب يعاني الشعب نسبة من قلة التوعية لهذه الأمور والتي عكست في حلقة الزوجة، حلقة قصير القامة وحلقة الطفل العامل.
- أسباب أخرى: هناك أسباب اخرى كثيرة تمنع العراقي من التدخل القوي في بعض المواقف وقد تعتمد على تجارب شخصية سابقة، وعلى مستوى الرقابة في المنطقة وعلى مستوى التعليم للفرد العراقي.
بشكل عام، برنامج الصدمة يظهر الفرد العراقي بصورة حسنة جداً ويري العالم ان على الرغم من تدني كافة مستويات الحياة في العراق، لم يفقد الشعب اصوله، لكن هناك بعض الحلقات التي تكون فيها ردة فعل العراقيين غير جميلة، وقد تكون ردود الأفعال هذه دلالة واضحة على ما يفتقره الشعب العراقي من مقومات الحياة. فلو كان الوضع الأمني جيداً، لما سمح العراقي بأن تخطف طفلة امام ناظريه او يتعرض شخص للطائفية بدون ان يتدخل.