الإثنين 27 يونيو 2016 - 10:07 صباحًا
الفلوجة – سبوتنيك لم يكن أبطال القوات المسلحة والحشد الشعبي والعشائري وحدهم «فقط» من دحر وكسر «الدواعش» في الفلوجة، فلقد انتفضت أرض العراق الطاهرة بترابها وحجارتها وسمائها لتنتقم من هؤلاء الإرهابيين المجرمين، وماجت مياه نهر الفرات الطاهرة لتثأر من شذاذ الآفاق وتبتلع الهاربين منهم من حي الجولان، انتقاماً للمدنيين الذين اغرقوا وهم أحياء، ولأرواح الأطفال عندما ثقبت أجسادهم بالرصاص «الداعشي» المصوب عليهم أثناء الهرب نحو الخلاص من قبضة الحصار والجوع بيد «داعش» في الفلوجة.وغرق العشرات من عناصر عصابة «داعش» الإرهابية في مياه الفرات، مساء أمس الأول السبت، عند محاولتهم الهرب من آخر معاقلهم في الفلوجة التي خسروا سيطرتهم عليها، أمام انتصار كبير للقوات العراقية خلال الـ24 ساعة الماضية، ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء من مصدر أمني عراقي، أمس الأحد، أن «عدداً كبيراً من «الدواعش» غرقوا في نهر الفرات، عندما حاولوا عبوره من حي الجولان شمال الفلوجة، نحو منطقة الأزركية شمال غرب المدينة». هروب عناصر «داعش»، من حي الجولان جاء بعد توغل القوات العراقية فيه بمعركة من ثلاثة محاور انتهت بهزيمة العصابة الإرهابية وتكبدها خسائر بشرية بعشرات القتلى، وتحرير مدينة الفلوجة وتطهيرها من رجس «داعش»، ونقلت «سبوتنيك» عن المصدر الأمني قوله: ان «خلافات وقعت بين قادة وعناصر عصابة «داعش» في منطقة الأزركية، إثر غرق قطعانهم في الفرات، النهر الذي طالما رموا فيه جرائمهم من جثث الضحايا والمدنيين الذين يتم إغراقهم وأطرافهم مربوطة معا بحجر كبير يهبط بهم إلى قاع النهر من دون عودة». وشهد نهر الفرات غرق أطفال مع أمهاتهم، خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب اطلاق النار الذي حاولت به عصابة «داعش» منع العائلات من الهرب من الفلوجة، بواسطة زوارق قديمة، نحو عامرية الفلوجة التي تضم مخيمات النزوح للمدنيين، ودُعم تقدم القوات العراقية، بضربات للطيران العراقي استهدفت مقار وتجمعات عصابة «داعش» في الجولان وفي منطقة الحلابسة غرب الفلوجة. وذكر المصدر الأمني، أن «القوات العراقية أخلت عمق الحلابسة وقتلت العشرات من عناصر عصابة «داعش» الإرهابية التي اعتمدت على المفخخات والعبوات الناسفة في محاولات لصد تقدم القوات، ومن الحلابسة، هرب عدد من عناصر «داعش» إلى الأزركية أيضاً، تزامناً مع تمكن القوات العراقية من تطهير الطريق الواصل بين عامرية الفلوجة وسدة المدينة بالكامل». واستمراراً بالنهج الاجرامي ضد المدنيين افاد مصدر امني في صلاح الدين، امس الأحد، بأن عائلة مؤلفة من أربعة أشخاص بينهم طفلان ماتوا جميعا نتيجة العطش بعد هربها من قضاء الحويجة صوب ناحية العلم شمال المحافظة.وقال المصدر في تصريح صحفي: إن «عائلة فارة من قضاء الحويجة مؤلفة من طفلين والأب والأم في الضفة الغربية بجبال حمرين شمال صلاح الدين باتجاه ناحية العلم، ماتت عطشا بسبب ارتفاع حرارة الجو وعدم امتلاكهم للماء». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «الحادثة ليست الأولى بل سجلت القوات الأمنية الشهر الماضي وفاة خمسة أشخاص قضوا عطشاً بعد محاولتهم الهروب من قضاء الحويجة الذي يسيطر عليه تنظيم «داعش» جنوب غربي كركوك، الى ناحية العلم شرقي تكريت»، لافتا الى أن غالبية العوائل تفر عبر مناطق جبال حمرين وتحتاج الى أكثر من عشر ساعات لاجتيازها مع ارتفاع درجات الحرارة في هذه الأوقات».
المصدر
http://www.imn.iq/archives/53970