استعانت به السينما مراراً.. جامع أنتيكات يقتني سيارات عبد الناصر والسادات وعبد الحليم حافظ وفريد شوقي


تثير شغفه وتكاد تعزله عن أي مغريات أخرى تجتذبه نحوها، تفتنه بتصميمها الكلاسيكي والنادر، فيضعف أمامها ويسارع إلى امتلاكها وإضافتها إلى مجموعته الكبيرة.

سيد سيما المعروف بـ “أسطورة الأنتيكات”، يروي أسباب تعلقه بالسيارات القديمة وتحويلها إلى مهنته، التي قد تبدو شاقة وممتعة ومكلفة.

بدأت رحلته من قلب أحياء الخردة لاقتناء سيارات المشاهير، ولم ينقطع سعيه الدؤوب عن تلك السيارات التي تنتمي لعقدي الأربعينات والخمسينات من القرن الـ 20، فظل يبحث عنها وعن أقدم ما يمكن العثور عليه.

يقول سيد سيما لـ "هافينغتون بوست عربي" إن "عشق عشق الأنتيكات جعلني أركض طوال حياتي للحصول على سيارات قديمة أنتجت في عقود سابقة".

ومع الوقت تعرف على أنواع السيارات ووجد نفسه مغرماً بتفاصيل السيارات المختلفة، حتى أصبح يبحث عن المشاهير والرؤساء دون الاهتمام بالأضواء المحيطة بهم بقدر ما كان ينشغل بالسيارات التي يمتلكونها.

ويستطرد قائلاً، "بدأت في تحقيق حلمي مع بداية السبعينات بعد أن وجدت أصحاب السيارات القديمة العائدة إلى الأربعينات والخمسينات يتجهون لمواكبة أحدث الموديلات، فقررت أن أجمع ما ادخرته من أموال وقمت بشراء أول سيارة في حياتي بمبلغ لم يتعدَّ 70 جنيهاً مصرياً، واستمر هذا الأمر على مدى 40 عاماً".



وعن أحياء الخردة التي كانت مدخله الحقيقي لأنواع وأسماء وموديلات السيارات القديمة، يوضح سيما أنه نتيجة عمله في تصليح السيارات لفترة طويلة استطاع فحص السيارات جيداً ومعرفة أين تكمن المشكلة لينجح في ذلك.

وأكد أن المشكلة الوحيدة التي تواجهه هي قطع غيار هذه السيارات، لأنه يصعب وجودها في مصر، وهذا ما يدفعه لاستيرادها من الخارج بأثمان باهظة.

وأضاف، "لا يرتبط أمر هوايتي بالتجارة، على العكس سأستمر في تنمية هذه الهواية من مالي الخاص، والاستفادة تكمن في خدمة الأعمال الفنية التاريخية، وبذلك تكون المنفعة مشتركة وأحصل من ورائها على عائد مادي جيد".

وأضاف أن مجموعته لا تقتصر على سيارات المشاهير فقط، بل سيارات لموطنين عاديين لأنه يبحث عن السيارة وقيمتها وليس مالكها.
ويمتلك حالياً مجموعة متنوعة من السيارات القديمة من جميع الفئات والموديلات لشخصيات فقيرة وثرية، ومنها أيضاً أتوبيسات وتاكسيات وحناطير وموتوسيكلات، وكلها من الزمن الجميل.

قصة لقب “سيما”



وأشار سيما إلى استعانة العديد من الأعمال المصرية الفنية بتلك السيارات في بعض الأفلام والمسلسلات مثل "رأفت الهجان"، وفيلمي "عبد الناصر" و"أيام السادات"؛ وكثيراً ما استعان المخرج يوسف شاهين بسياراته في أفلامه منها "إسكندرية كمان وكمان".

وأكد أن إرثه سيستمر من خلال أولاده، الذين ورثوا تعلقه بالسيارات القديمة، وهذا ما جعل المخرجين مثل يوسف شاهين يطلق عليه لقب "سيما".

سيارات الزمن الجميل


كما أوضح سيما أن أول سيارة اشتراها هي سيارة مدير شركة اوستون في مصر، ثم بعد ذلك سيارة الفنان عبد السلام النابلسي ذات الثلاث عجلات ونوعها شيميت، نتيجة وقوعه بضائقة مالية متعلقة بالضرائب، فاضطر وقتها إلى بيع سيارته.

ومن بين الفنانين أيضاً سيارة إسماعيل يس من نوع فورد 29 موديل 20، والفنان رشدي أباظة وكانت سوداء من نوع بيكر، والفنانة صباح موديل 57 روتش بيلا، وسيارة الفنان عماد حمدي. حتى سيارة الفنان فريد الأطرش، وكذلك سيارة الفنان سعد عبد الوهاب، وعبد الحليم حافظ وفريد شوقي وغيرهم.

وحصل أيضاً على سيارة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر من خلال المزادات لبيع سيارات المشاهير ومركبات الجيش، وخاصة بعد هزيمة العام 1967، وعندما بدأ الاستغناء عن سيارات الجيش. واشترى أيضاً سيارة الرئيس الراحل أنور السادات موديل شيفورليه، وتمكن من شراء سيارة الحرس الخاص بالرئيس جمال عبد الناصر من نوع كاديلاك.

أخيراً، عبر سيما عن حزنه الشديد على بعض الموديلات، التي تعرضت للتلف بعد الاستعانة بها في بعض الأفلام كما حدث في مسلسل "أسمهان" وفيلم "عيال حبيبة".

منقول