هو الشيخ أحمد بن الشيخ حسون بن سعيد بن حمود الليثي الوائلي. اشتهرت هذه الأسرة في النجف بأسرة آل حرج، وحرج هو اسم الجد الأعلى لها وهو أول من نزح من الغراف بلدهم الأصلي وهبط في النجف الأشرف على أثر معركة بينه وبين بعض العشائر وتوزعت هذه الأسرة في مواطن سكناها على أماكن متفرقة ونواح شتى فقطن القسم الأكبر منها في موطنهم الأصلي في الغراف وقطنت طائفة أخرى في ناحية الحمّار من قضاء سوق الشيوخ ويعرفون بآل حطيط، واستوطن جماعة منهم منطقة الحي واشتهروا بآل باش آغا، بينما استقر بعضهم في الفيصلية وكذلك في أبي صخير وهم يمارسون مهنة الزراعة. وهذه الأسرة العربية العريقة التي امتازت بالأريحية والنخوة والشهامة بالإضافة إلى بروز بعض الشخصيات العلمية والأدبية كالشاعر إبراهيم الوائلي والدكتور فيصل الوائلي وغيرهم من أعلام الأسرة.
ولد الشيخ الدكتوراحمد الوائلي فى النجف 17 ربيع الأول 1347هـ الموافق 1 سبتمبر 1928م فى اسرة دينيه عرف عنها الورع والتدين والعلم الديني وهو ما مكن الشيخاحمد من العيش في بيئه علمية وادبيه حيث النجف ملتقى علوم الارض وقد كان والده قد ارتقى وخدم المنبر الحسيني بعد ان كان تاجراً للحبوب الا انه وبعد مصاهرة الشيخ القسام اقدم على العلم الشرعي وخدمة المنبر الحسيني
درس الشيخ الوائلي على يد كل من الشيخ محمّد تقي الإيرواني ـ الشيخ محمّد رضا المظفّر ـ الشيخ علي كاشف الغطاء ـ السيّد حسين مكّي العاملي ـ الشيخ عبد المهدي مطر ـ السيّد محمّد تقي الحكيم ـ الشيخ هادي القرشي ـ الشيخ علي ثامر وآخرون وقد ارتقى المنبر الحسيني وهو بعمر العاشرة حيث كان يقرأ المقدمة فى ظاهرة علمية فريدة ونادرة
جمع الدراستين الحوزوية والأكاديمية حيث التحق بالكتاتيب مثل بقية أقرانه، وكانت علامات النبوغ والتفوق واضحة عليه، ففي السابعة من عمره درس وحفظ اجزاء من القرآن الكريم، ولا شك أن ذلك ترك أثره الكبير على شخصيته وثقافته وتوجهاته الإسلامية الأصيلة حيث أنهى تعليمه النظامي في سنة 1962، و حصل على البكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية ، ثم التحق بكلية الفقه التي تخرج منها سنة 1969م ثم حصل على شهادة الماجستير من جامعة بغداد عن رسالته (أحكام السجون في الشريعة والقانون) ثم حصل على شهادة الدكتوراه من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة عن اطروحته(استغلال الأجير وموقف الإسلام منه) سنة 1972 وليعود للمنبر الحسيني كاول دكتور معمم على المنبر الحسيني
وصف الدكتورالشيخ احمد الوائلي بعميد المنبر الحسيني وهو اللقب الملازم له حتي على شاهد قبره وقد تميز بانه خطيب متكلّم ، شاعر مجيد ، أديب متضلّع ، عُرف بجودة البيان والإطلاع الواسع ، والأسلوب العلمي وعذوبة المنطق ، والتحدّث حسب متطلّبات الظرف ومقتضيات العصر .
له علم واسع بالمذاهب الاسلامية حتي انه كثير ما كان يقارن فى خطبه وعن اي مسألة بحكمها بجميع المذاهب الاربعه لدي اهل السنه مما يعطي انطباع بعلمه الواسع وقد كان يذيب الفروقات ويدعو لوحدة الامه الاسلامية
للوائلي تاريخ عريق ومجد أصيل في خدمة المنبر الحسيني الشريف فقد تدرج منذ بواكير حياته في هذا الاتجاه وتبلورت في شخصه إمارات النبوغ وسمات التفوق منذ عهد بعيد حسب ما تنص الوثائق والمستندات التاريخية والاجتماعية حتى أصبح ركناً هاماً من أركان الخطابة الحسينية، وعلماً من أعلامها، إلى أن ألقت إليه زمامها، وسلمته قيادها، بعد أن خلت الساحة من فرسانها، فكان الوريث لميدانها، واستلام عنانها، بحق وجدارة، فهو اليوم أستاذ لجيل من نوابغ الخطباء المعاصرين، ومقياس لمستوى الخطيب الناجح، والعبقرية الفذة في الأسلوب، لذلك اعتبر المؤسس للمدرسة الحديثة لخطابة المنبر الحسيني.
إن أوليات الأستاذ الوائلي في الخطابة وارتقاء المنبر الحسيني هي في العقد الأول أو على مشارف العقد الثاني من عمره وزاول ما يعرف خطابياً بقراءة المقدمة حتى إذا تناصف العقد الثاني من عمره انفرد بنفسه، وكانت مجالسه الابتدائية في النجف والكوفة والحيرة والفيصلية من بداية الأربعينات من هذا القرن.
واستمر يقرأ في مختلف المناطق العراقية كالبصرة والشطرة والناصرية والحلة وبغداد والمجر الكبير والسماوة والنجف وكربلاء وبعض القرى والمدن العراقية الأخرى. حتى عام 1951، وفيها دعي للقراءة في الكويت في الحسينية الخزعلية بمناسبة العشرة الأولى من شهر محرم.
واستمر في مجلسه هذا تسع سنوات بعدها انتقل إلى البحرين في عام 1960 م حتى عام 1965 م في مأتم ابن سلّوم ثم عاد إلى الكويت واستمر حتى منتصف الثمانينات ثم مضى إلى العاصمة البريطانية وقرأ فيها مجالس عاشوراء.
أما في العشرات الأخرى من الشهر فإنه يوزعها على أقطار وأمصار مختلفة عراقية وغير عراقية، أما في شهر رمضان فكانت مجالسه المشهودة في بغداد ثم انتقل إلى مسجد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة حتى عام 1995 م وقد غادر العراق نهائيا عام 1979 بعد ان حس ان البعث سينكل به وهو ما حدث لزملائه وترتب عن ذلك اعتقال نجله الشهيد محمد حسين والحاصل على ماجستير بالاقتصاد حيث اعدم بعدها بعام وقد حاول البعث ابتزازه للعودة للعراق .
وعرف عن الوائلي انه لا يقرأ في منطقة أكثر من عشر أيام حتى ينتقل إلى أخرى ويبقى الشوق إلى مجالسه، ويبقى تألقه فوق المنبر.
يتميز شعر الأستاذ الوائلي بفخامة الألفاظ وبريق الكلمات وإشراقه الديباجة، فهو يعني كثيراً بأناقة قصائده، وتلوين أشعاره بريشة مترفة.
اثناء مناقشة الدكتوراه فى مصر عام 1972
لذلك فهو شاعر محترف مجرب ومن الرعيل الأول المتقدم من شعراء العراق. وهو شاعر ذو لسانين فصيح ودارج، وأجاد وأبدع بكليهما، وهي بحق من عيون الشعر الشعبي كقصيدة (حمد) وقصيدة (سيارة السهلاني) وقصيدة (شباك العباس) وقصيدة (سوق ساروجه) وقصيدة (داخل لندن) وقصيدة (وفد النجف) وكلها من القصائد الرائعة. ويجري الشعر على لسانه مجرى السهل الممتنع بل ويرتجله ارتجالاً.
ورسم الأستاذ الوائلي قصائده المنبرية بريشة الفنان المتخصص الخبير بما يحتاجه المنبر الحسيني من مستوى الشعر السلس المقبول جماهيرياً وأدبياً فكانت قصائده في أهل البيت طافحة بالحرارة والتأثير.
وللوائلي دواوين صغيرة مطبوعة تحت عنوان الديوان الأول والديوان الثاني من شعر الشيخ أحمد الوائلي، وقد جمعت بعض قصائده التي تنوعت في مضامينها في ديوانه المسمى باسم (ديوان الوائلي) والتي كانت من غرر أشعاره في المدح والرثاء والسياسة والشعر الأخواني. ومن شعره في أهل البيت قصيدة في رثاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لم تطبع كغيرها في ديوان شعره مطلعها:
أفيضي فبرد الليل مدّ حواشيه ** وعبّي فؤاد الكرم راقت دواليهلاشك أن التأليف فن قائم بذاته كفن الخطابة وكموهبة الشعر وغيرها من الفنون والمواهب الأخرى.. إلا أن الوائلي يعتبر خطيباً أفضل منه كاتباً. وهذه أهم مؤلفاته والتي تناول فيها جوانب مختلفة وطرق أبواباً شتى:
ثورة العشرين
ففي (الرميثة) من هاماتنا سـمة***وفي (الشعيبة) من أسلافنا نصـب
و(العارضيات) أمجاد مخـلدة***أضحى يحدّث عنها الدهروالكتب
فالجـو طائرة والأرض قنبلة***وبالجهات البواقي مدفع حـرب
وخضت بحراً دماء الصيد ترقـده***وما السفائن إلاّ الضمـدُّ العرب
ثم انجلت وحشود من احبتنا***صرعى على القاع تسفي فوقهاالترب
فذا قوام وكـان الغصن منكسرا***وذاك وجه وكان البدر مـحتجب
وتلك أمّ يلفّ الوجـه أضلعها***على جنين ابوه في العرا تـرب
قد افلت الامل المنشود فـهي على***جمر من الألم المكبوت تضـطرب
حتّى احتضنا امانينا وصـار لنـا***بين الممالك مـن جاراتنا لقب
جاءالزعانف من حلف الفضول ومن***اذنابه فأرانـا اننـا الذنب
انحى بمنجلـه حصداً وخلّفنا***لا سلّة يجتنى فيها ولا عنـب
نقده لعبدالكريم قاسم وانحلال المجتمع
وعـاد يزأر في النادي الوديع فتىً***مُفَيهق صوته كالصخر ينـحدر
يحكي البطولات كالصبيان ان ركبوا***عصيَّهم حسبوها الخيـلَ تبتدر
وحوله نفر يروون مـن خدع***له الهدير ليروي أنَّهـم هدروا
وهو الذي كان لا يسطيع من هلع***ان تستقر على اعطـافه الأزُرُ
ايام لا نحـن في سلـم فيمنعنا***ولا بحرب فندري كيف نعتجر
اغراب لا نحـن من قيس فتمنعنا***ولا قريش فيحمي رحلنـا مضر
مشى لنا، غربـاء، لو بساعدهم***لهان، لكنّهم ظلٌّ لمـن امـروا
تقسمونا فإغراء لـمن رقصوا***رقص القرودوضغط للذي صبروا
نقده لعبدالسلام عارف وانتشار الطائفيه
بغداد يومـك لا يزال كأمسه***صورٌ علـى طرفي نقيض تجمع
يطغى النعيـم بجانب وبجانب***يطغـى الشقا فمرفّه ومضيع
في القصراغنية على شفةِ الهوى***والكوخ دمعٌ في المحاجر يلذع
ومن الطوى جنب البيادر صرّع***وبجنب زق ابـي نؤاس صرّع
ويد تكبّل وهـي مما يُفتدى***ويدٌ تقبّل وهي مما يُقطـع
وبراءة بيـد الطغاة مهانة***ودناءة بيـد المبرِّر تصنـع
ويصان ذاك لأنـه من معشر***ويضام ذاك لأنّه لا يركـع
كبرت مفارقـة يمثّل دورُها***باسم العروبة والعروبةُ ارفع
فتبيّني هذي المهازل واحذرى***من مثلهـا فوراء ذلك إصبع
شُدّي وهزي الليل في جبروته***وبعهدتي انَّ الكواكب تطلع
نقده للمندسين على المنبر الحسيني
وفريق تيمموا عتبة الأسياد ***في حقل سيد ومسود
ربضوا حولهم كما كان***اهل الكهف فيـه وكلبهم بالوصيد
لفظتهم شتى المجالات ***إذ ضاقت بهم بلاهة وجمود
فاستراحوا إلى التفيؤ***بالحوزة اكرم بظلها الممدود
فترحلوا فطاحلاً في شهور***واستطالوا هياكلاً من جليد
واستفادوا مضيرة وسمتهم***بشعار في جبهة أو فود
مؤلفاته
هوية التشيع.
نحو تفسير علمي للقران.
من فقه الجنس.
ديوان شعر2،1.
أحكام السجون.
استغلال الأجير.
أصيب الشيخ الوائلي بمرض السرطان ثلاث مرات وشفي منه، ثم رجع إلى العراق بعد سقوط نظام صدام حسين. وقد توفي في 14 جمادى الأولى1424هـ/13 يوليو2003م، في النجف الأشرف، وقد دفن إلى جانب الصحابي كميل بن زياد (صاحب الدعاء الشهير دعاء كميل) وقد أقيم له تشييع مهيب يليق بما قدمه للمذهب الشيعي وللإسلام عامة.
مرضه ووفاته
رحم الله شيخنا العظيم احمد الوائلي فمدرسته العلمية المحفوظه فى خطبه ما زالت الى اليوم تعلم الجيل الرابع الذى لم يشاهده حياً وتحديه وفضحه لكل البدع والممارسات الدخيله على المذهب وعلى المنبر الحسيني ما زالت تلقى الححه على كل واهن
لقد حرص الشيخ الوائلي على العناية بالنشأ والشباب وتوجيههم الى الطريق السليم وحرص على تعليمهم حب الدين والوطن فنراه فى جميع خطبه يصلح مسارات الخطأ فى المجتمع والاسرة والفرد وقد كان شجاعاً فى ابداء كل ما يراه حق او دسيسه على الفكر رقم انتقاد الكثير له على صراحته
عاصرت الشيخ على منبره وكنت طفلاً وما زلت اتذكر كلمته الشهيرة بان العلم لدى الانسانيه ما زال طفلاً يحبو وكنت استغرب من كلمته مقارنه بالعلم الذى كان يلقيه فخطبته كانت مشوقه ويتحول الى عدة محاور دون الاخلال فى الموضوع ومن ثم ينهيها بحدث من مأساة ال البيت عليهم السلام متصل فى تسلسل الحديث
اتذكر الشيخ كان يتحدث على نظرية دارون والتطور واصل الانسان وكان بجانبي رجل كبير بالسن ويتضح انه امي وقد لفت انتباهي انه يريد الشيخ الاستعجال بالنعي وان الحديث عن القرد والانسان لا علاقه له بالمنبر الحسيني الذي يعتقد وجد فقط لسرد مصاب ال البيت عليهم السلام وهو ما كان يحاربه الشيخالوائلي بعدم جعل المنبر الحسيني مكاناً لسرد الروايات الضعيفه والخزعبلات والرقي به ليكون الغرض منه رساله ساميه لاصلاح المجتمع وتثقيفه ونقل الصحيح عن حياة وعلم ال البيت عليهم السلام