النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

اين يقودنا الحب من كتاب لغز الموت مصطفى محمود الجزء 1 2 3

الزوار من محركات البحث: 53 المشاهدات : 476 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: January-2014
    الدولة: الجزائر
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 2,529 المواضيع: 110
    صوتيات: 14 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 1430
    مزاجي: متفائل
    المهنة: موظف
    أكلتي المفضلة: كل انواع الطعام
    موبايلي: NOKIA
    آخر نشاط: 28/July/2021
    مقالات المدونة: 38

    اين يقودنا الحب من كتاب لغز الموت مصطفى محمود الجزء 1 2 3

    الجزء الأول
    كلمة الحب لذيذة تصيبنا بالخدر و الدوار

    كل شيئ فينا يذوب و يتفتت حتى اللغة نفسها تذوب

    و الزمن و المكان يذوب و العقل يذوب
    و القلب ايضا و نحنة ننطقها
    اللغة تتعطل في لحظة الحب و يحل مكانها سكوت ناطق معبر
    و الزمان و المكان يتلاشيان في غيبوبة صاحية تكف فيها اللحظات
    عن التداعي و تنصهر في إحساس عميق بالنوة و النصر و الفرح
    قد تكون هذه النشوة لحظة واحدة و لكن هذه اللحظة تصبح كالأبد
    الحب يؤبدها فتستمر مائلة امام الشعور تستمر في المستقبل لسنوات طويلة تلاحق صاحبها و قد ألقت
    ظلا طويلا على حياته و امتزجت بصحوه ونومه و احلامه و هذيانه و التصقت به من الداخل
    فأصبح من المستحيل عليه أن ينفضها مع ثرثرة كل يوم ومشاغله و تفاهته
    اصبحت بعض نفسه تحيا بحياته و تموت بمماته
    في لحظة الحب ينفتح شيئ فينا ليس الجسد
    بل ما هو أكثر بوابة الواقع كلها تنفتح على مصراعيها فتتلامس الحقائق و المعاني و المشاعر التي يحتوي
    عليها الحبيبان
    و يحدث الإنسجام من هذا التماس بين الأفكار و المعاني و الأحاسيس الرقيقة
    و يخيل للأثنين في لحظة أنهما واحد و يسقط آخر قناع من أقنعة الواقع
    تذوب الأنانية التي تفصلهما و يصبحان مصلحة واحدة و فكرة واحدة.
    و لكنها لحظة خاطفة لأن الواقع ينسدل من جديد بين حبيبين فيعود الهم يعزلهما الواحد عن الآخر
    هم الزمن و الساعة التي أزفت و الميعاد الذي أنتهى و الوقت الذي حتم
    على كل منهما ان يعود الى عمله و هم المكان الذي يعزلهما كل واحد في بلد
    وهم الجسد الذي يحوي كلا منهما في كيان مستقل من اللحم و الدم
    وهم المجتمع الذي يحتوي على الأثنين و يطالبهما بإلتزامات و واجبات
    وهم من الماضي الذي يدخل كشريك ثقيل الظل في كل لحظة
    إننا لا نعيش وحدنا بل هناك الآخرون و كلهم ينازعون حريتنا و لقمتنا و حياتنا؟؟
    و في هذا الزحام نضيع و يطمس الواقع على أحلامنا و يأخذنا معه في دوامة من التكرار
    السخيف من الأكل و الشرب و النوم
    لا نفيق منها إلا لنغيب فيها من جديد و نمضي حياتنا في روتين ممل لا ناتقي فيه بأنفسنا أبدا
    و لا نتذوق الحب و لا نعرفه
    عن ا إن الشهوة غير الحب
    إنها اقل من الحب بكثير فهي رغبة النوع و ليس رغبة الفرد
    إنها علاقة بين طبيعتين و ليست علاقة بين شخصين
    علاقة بين الذكورة و الأنوثة
    و الفرد لا يكتشف نوعه وذكورته

    و الحب يحتوي على الشهوة و لكن الشهوة لا تحتوي عليه

    بالحب لا تكتشف فقط أنك ذكر و لكنك تكتشف أيضا أنك فلان

    و أنك اخترت فلانة بالذات
    ولا يمكن أن تستبدلها بأخرى


    الجزء الثاني


    إن كلمة أحبك هي أعمق و أجمل كلمة في حياة الرجل
    لأنها ليست مجرد كلمة و إنما هي نافذة يطل منها على حقيقته وسره.
    و الحياة الخالية من الحب حياة باردة موحشة سخيفة خالية من الحماس و الطعم

    و البهجة تنساب فيها الرغبات مضعضعة ميتة من الملل و الضجر و الفراغ
    الحياة بلا حب غربة
    و الشهوة لا تسعفنا و لا تطفي عطشنا و لا تعوضنا عن الحب
    إنها و سيلة للهروب فقط نبدد بها نشاطنا و نتخلص منه
    و الشيئ الوحيد الذي يستطيع أن يحل محل الحب هو الفن لأنه ينفذ الى القلب مثله
    ويكشف مثله عن ذاتنا العميقة و يوصلنا الى اللحظات الأبدية المليئة
    و يطلعنا على كنوز و أسرارنا
    وما يبدعه الإنسان من فنونت خالدة يدل على أنه يحتوي على بذرة الخلود في داخله
    و ما يعيشه من لحظات أبدية يدل على أنه يحتوي على الأبدية في قلبه
    و الحب هو الذي أعمق من كل حب لا يفجره في القلب و لا التصوف و الشعور الديني
    لأن الدين هو الذي يعيد الانسان الى النبع الذي صدر منه
    و يأخذ بالإنسان الساقط في الزمان و المكان ليرفعه الى سماوات الأبدية
    و لا يعرفه الى هذه السماوات إلا الحب منتهى الحب الذي يفنى به العابد عن نفسه


    وعن الدنيا شوقا الى خالقه
    وما حب الإنسان للمرأة و ماحب الإنسان للفن و الجمال إلا خطوات

    الدليل الخفي الذي يقودنا الى الله
    الى المحبوب الوحيد الذي يستحق الحب
    إنها محطات سفر الى المحطة النهائية محطة الوصول
    مرة بعد مرة يكتشف الإنسان أن موضوعات حبه لا تمتلك وجودا حقيقيا

    فالوردة تذبل و الشمس تغرب و المرأة تشيخ و الجديد في الفن يبلى
    وما رآه في المرأة جمالا يكتشف أنها لا تملكه و أنه يزيلها بالشيخوخة

    إنه لم يكن جمالها
    لقد كان وديعة أودعت عندها ثم استردها صاحبها
    دعو ترد الشهوة
    وتفتر العاطفة
    و يتجه الرجل بحبه الى امرأةأخرى لتتجدد الخيبة و يتجدد الملل و الضجر
    لا .. إن حبه أكبر من أن تستوعبه ذراعان
    غن حبه يعبر به الغايات المحدودة و يتجاوزها الى قيم الفن و الجمال و الخير و العدالة و الحقيقة
    و هو على عتبة هذه المجردات يكتشف أنه يريد الله بكل حبه فهو الواحد
    الذي تتجسد فيه كل هذه القيم اللانهائية
    وهو اللامحدود في مقابل المحدود


    الجزء الثالث
    ها هو أخيرا يجد الجواب عن السؤال اللغز الذي طالما حيره

    لماذا خلقت .. لماذا وجدت في هذه الدنيا؟

    هو الآن يعرف لماذا خلق
    ليصل الى حقيقة نفسه وليدرك إلهه
    و كل يوم يملأ ورقة الإمتحان و يجيب عن الأسئلة الأزلية
    من أنت .. ماذا تريد أن تفعل .. ماذا تخفي في قلبك
    ليكشف عن مكنونه و يحقق ذاته
    ويقوده حبه لنفسه و حبه للمرأة وحبه للجاه و السلطان الى يأس و ملل و إحباط
    بعد إحباط حتى يشرف فيه الحب الحق ليدله على الطريق
    الى الواحد الأحد الذي تجتمع فيه كل الكلمات
    ويزداد حبه عمقا ليصبح عبادة و صلاة وهو يصعد في طريق العودة الى منبع الأنوار
    وهو الآن يشعر أنه وجد نفسه حقا و عرف إلهه وعرف هدفه و عرف طريقه
    وهو ويدرك أن كل ما عاناه من عذاب و ألم و إحباط و ياس لم يذهب عبثا
    فقد كانت كل تلك الآلام هي المؤشرات التي كشفت له طريقه ودلته على الحقيقة
    كانت بوصلة ودليله في بحر الظلمات
    و من أجل هذا خلق الله الحياة
    إن الإنسان معجزة المتناقضات
    إنه فان و يحتوي على خالد
    و ميت و يشتمل على حي
    و عبد يحتضن قلبا حرا
    و زمني و يحتوي على الأبدية
    و حبه و فنه و تفكيره و صحته و مرضه و جسده و تشريحه تدل كلها على هذا التركيب المتناقض
    الدنيا كلها تقيده و جسده يقيده و مع ذالك لا تمنعه هذه القيود من أن يضمر
    في نفسه شيئا و أن يفرض هذا الشيئ على ظروفه
    ولكن شعوره يكشف عن مادة أخرى و زمن آخر يعيش فيه غير زمن الساعات و الدقائق
    زمن حر يقصر و يطول حسب إرادته
    و تعمق هذا الشعور في لحظات الحب و الإلهام و التصوف يكشف عن حقيقة أغرب
    إن هناك أفقا ثالثا في داخله
    أفقا غير زمني لحظاته أبدية مليئة لا تنقضي مثل اللحظات و إنما
    تظل شاخصة في الشعور مالئة الوجدان
    ماذا تكون تلك اللحظات
    اتكون هي الثقوب التي تطل على سره
    وماذا يكون سره الخافي تحتها
    أهو الروح؟
    وما الروح؟
    إنهما الحرية
    الحرية جوهر الإنسان و روحه و من خلال محاولاتنا لفهم الحرية سوف نقترب من فهم الروح
    من كتاب لغز الموت للراحل مصطفى محمود

  2. #2
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: May-2015
    الدولة: العراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 17,794 المواضيع: 132
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 18441
    مزاجي: الحمد لله على كل حال
    المهنة: Chemical
    أكلتي المفضلة: السمك
    موبايلي: note3
    آخر نشاط: 11/November/2024
    مقالات المدونة: 1
    رائع أخي

  3. #3
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحنونة مشاهدة المشاركة
    رائع أخي
    و الأروع تواجدك و تعليقك الأخت الحنونة اشكرك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال