إذا لم تشعر بأي إنجاز أو سعادة بالحياة، فربما تقرر حينها إعادة تقييم هدفك منها. هذا يمكن أن يكون تحدياً عظيماً للذات لأنه يقود إلى الاعتقاد بأنك تعيش الحياة بطريقة خاطئة. لا تقلق، فلم يفت الأوان بعد لتعيش الحياة التي تريدها. بالطبع تريد حياة سعيدة ذات هدف، لكن ما هو الهدف؟ وكيف تحدده؟
إليك بعض الخطوات التي ستقودك إلى معرفة الجواب…
عملية تحديد الأهداف تتم من خلال ثلاثة أجزاء:-
الجزء الأول: تقييم الاهتمامات
1 – احتفظ بدفتر للأعمال اليومية
يُعد تدوين الأعمال اليومية أداة مفيدة لإجراء أية تغييرات لحياتك وآرائك. إنشاء دفتر لذلك الغرض من شأنه أن يساعدك علي تدوين كل ما تريد، ومن ثم دراسة أفكارك الخاصة بأهدافك في الحياة، وكذلك دراسة مشاعرك ومواطن السرور لديك.
لا داعي للقلق حول ما تبدو عليه كتاباتك، فهذا الدفتر خاص بك أنت لا بأحد آخر. لذا فمن المهم جداً أن تكون منفتحاً وصادقاً تماماً مع نفسك بغض النظر عند جودة ما تكتبه.
2 – اسأل نفسك
للبدء في تحديد أهدافك، عليك أولاً أن تُقَيِّم:-
* ما تحب أن تقوم به.
* وما تفعله حاليا.
* وما تحتاج إلى تغييره من أجل حياة هادفة.
هناك تسعة أسئلة هامة عليك أن تجيبها لتتمكن من تحديد أهدافك بدقة:-
1- متي كانت أسعد أوقات حياتك؟
2- ما الذي جعلك حقاً فخوراً بنفسك؟
3- ما المميزات التي تعجبك في الآخرين؟
4- ما الذي جعلك تشعر حقاً أنك علي قيد الحياة وأنك مُفعَم بالطاقة؟
5- ما مقدار السعادة التي تشعر بها في اليوم الواحد؟
6- ما التغيير اللازم لجعل حياتك أكثر سعادة؟
7- ما الواجبات التي تجاوزت رغباتك الخاصة؟
8- إذا كان بإمكانك إحداث تغيير واحد للعالم، ماذا سيكون هذا التغيير؟
9- إذا كان لديك أسبوعاً واحداً لتعيشه، كيف ستقضي هذا الأسبوع؟
3 – دَوِّن اهتماماتك ومشاعرك في قائمة
اكتب الأشياء التي تستمع حقاً بالقيام بها. الأشياء التي تجلب لك السعادة. ربما تكون ذات صلة بعملك أو حياتك الشخصية أو حتى حياتك المنزلية. أهم شيء أن تستمتع بها دون الحصول علي أجر في المقابل. و الأهم أكثر أن تجعلك تفقد الإحساس تماماً بالوقت.
4 – اكتب ما تحب وعَمَّن تحب
ما تحب ومن تحب هم أساس تحديد مدى جودة حياتك وكيفية قضاء وقتك فيها. الاعتراف بالأشياء والأشخاص الذين تحبهم يمكنه المساعدة في التركيز علي مشاعرك وأهدافك بالحياة. ركِّز على الأشياء التي تحبها من كل قلبك بدلاً من التركيز على قيمتها وأسباب القيام بها. هذا كله يُقرِّبك من مشاعرك الحقيقية.
إذا كان محور حياتك هو حُبك لعائلتك، فمن غير المرجح أن تشعر بالرضا إذا كانت حياتك تسيطر عليها مهنة ما تقضي بها معظم وقتك بعيداً عن عائلتك الحبيب.
5 – ابحث عن مواطن السعادة
هذا مشابه للجزء الخاص بتدوين الاهتمامات، لكِّن العثور على مسببات السعادة يجب أن يكون هو الأكثر تركيزاً عليه. فكِّر فيما يشعرك بالسعادة. فكِّر في آخر مرة ضحكت فيها من كل قلبك، أو ابتسمت فيها بقوة. قد يكون من المفيد أيضاً أن تفكِّر في نوع الرياضة أو الألعاب التي تحبها كثيراً، حتى لو كنت تحبها وأنت صغيراً. هل تحب ألعاب المحاكاة أم الألعاب العادية؟ هل ما زلت تفرح بتلك الألعاب مثلما كنت صغيراً؟
6 – استخدم عملية التخطيط التحليلي
تخيَّل نفسك في عُمر التسعين. أنت الآن تنظر للوراء على حياتك وأنت راض تماماً عنها. فقد عشت حياة رائعة ذات مغزى. تخيَّل تفاصيل تلك الحياة، ثم قم بالعمل حالياً – بعد أن عدت من خيالاتك – على تحديد ما عليك القيام به خلال كل عام من الآن حتى سن التسعين، وذلك من أجل الوصول إلى حياة رغدة متكاملة.
علي سبيل المثال:- تصوَّر نفسك في عُمر التسعين حيث يحيط بك الأبناء والأحفاد. أنت الآن متقاعد عن العمل بعد مسيرة مهنية ناجحة ساعدتك في محيطك الأسري، حيث تعيش في منزلك الكبير مع الكثير من الأراضي المحيطة.
هذا يُخبرك بأنك تريد أن تكون لك عائلة، وأنك ترغب في الحصول على وظيفة لتساعد الآخرين من حولك، وأنك ترغب في العيش في محيط ريفي بشكل مستقل.
التخطيط بهذا الشكل ربما يقودك إلي التفكير في إنجاب الأطفال عند سن الثامنة و العشرين مثلاً، وأن تعثر على وظيفة ذات مهام اجتماعية عند عُمر الخامسة و العشرين، وأن تحافظ علي صحتك باستمرار حتي تتمكن من الاستمرار في العيش بشكل مستقل في سن الشيخوخة.
الجزء الثاني :- فكِّر بمنظور شخص أخر
1 – حدِّد الهدف من كونك إنساناً
هذا ليس سؤالاً بسيطاً. ربما يأخذ منك بعض الوقت والتفكير لاتخاذ الجواب المناسب. لكن إذا كان بإمكانك تحديد الغرض من كونك إنساناً حقاً، يمكنك حينها أن تتخذ تلك الفكرة هدفاً لك في الحياة.
علي سبيل المثال:- قد تقرر أن الغرض من الإنسانية هو مساعدة الآخرين ليحلو هذا العالم. إذاً فهدفك الشخصي حينها هو مساعدة كل من تقابل في حياتك، و بالتالي يمكنك تحديد الخطوات اللازمة للبدء في هذا العمل.
2 – ابحث عن الشخصيات الملهمة
فكِّر في الأشخاص الذين يلهمونك. ربما يكونوا زعماء العالم أو شخصيات تاريخية أو حتى أفراد ممن تعرفهم في حياتك. فكِّر لماذا يلهمونك، ثم حدِّد الأفعال والصفات التي لديهم وتتمنى أن تكون لديك أنت أيضاً.
ربما تريد أن تُبقي تلك القائمة ضمن جدول أعمالك اليومية. لكن تذكر أنه لا يجب أن تقتدى بكل جانب من جوانب شخصياتهم، بل تعامل بالصفات التي تحبها تلك في حياتك اليومية لتكون جزء أساسي منها.
3 – غادر منطقة الراحة فوراً
اترك منطقة الراحة لتتوسع مداركك. فالإنسان يميل بلا شك إلى الخمول والكسل. الخروج من منطقة الراحة يعطي فرصة أكبر لمشاهدة العالم الخارجي. مع هذا الإدراك المتجدد للعالم من حولك، يمكنك أن تري العالم بموضوعية أكبر وتُقيِّم مشاعرك وأهدافك في هذا العالم.
في اللحظة التي يتكوَّن فيها لديك وعي أكبر بالناس من حولك، ستقرر حينها كيف تريد أن تتعامل مع هؤلاء الناس. حدِّد الشخصية التي تريد أن يراك الناس عليها، ثم انطلق في التعامل على هذا الأساس.
كل تلك الخطوات ستقودك حتماً إلي أهدافك التي تسعي لها، لكن وحدها لا تكفي. ستحتاج إلى الجزء التالي لتنتهي تماماً مما تريد.
المصدر