تساءلت صحيفة “بيزنس إنسايدر” الأمريكية حول لغز رفض العائلة المالكة البريطانية زيارة إسرائيل، على الرغم من زيارة أفرادها عددًا من الدول العربية، مثل السعودية ومصر وعُمان. وسلطت الصحيفة الأمريكية الضوء على زيارة الأمير تشالز إلى السعودية في فبراير الماضي، وأن الملكة إليزابيث لم تطأ قدمها إسرائيل، فيما لم يذهب الأمير تشارلز إلى إسرائيل إلا مرة واحدة فقط لحضور مراسم جنازة إسحاق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي اغتيل خلال توليه المنصب بإطلاق الرصاص عليه في 4 نوفمبر 1995 على يد مستوطن يهودي يدعى إيجال عامير، وهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الوحيد الذي قضى اغتيالاً.
كما نوهت الصحيفة بأن الأمير أندرو والأمير هاري وخلال شهر نوفمبر من 2014، كانا بين الحضور في سباق الجائزة الكبرى في أبو ظبي، وأن الأمير أندرو زار السعودية بناءً على طلب من وزارة الخارجية، أما الأمير هاري فقد زار عُمان. وفي لهجة لا تخلو من اللوم والمقارنة، قارنت الصحيفة الأمريكية بين عُمان وإسرائيل، وذكرت أن عُمان بها 3.6 ملايين، وناتج محلي إجمالي قيمته 80 مليار دولار. أما إسرائيل فيقطنها 8 ملايين وناتجها المحلي الإجمالي نحو 300 مليار دولار. وفي ضوء ذلك زار الأمير تشارلز أيضًا عُمان في عام 2013، كما قامت الملكة نفسها بزيارة السلطنة ذاتها كذلك في عام 2010.
وساقت المجلة 3 أسباب أو تفسيرات وراء عدم زيارة العائلة المالكة البريطانية إلى إسرائيل؛ أولها أن العائلة المالكة ترغب في زيارة البلاد التي تحكمها عائلات مالكة فقط، وتسعى للبقاء بعيدًا عن الجمهوريات، ولكن هذا التفسير يدحضه زيارة الأمير تشارلز إلى مصر مرة تلو الأخرى. أما ثاني التفسيرات، فأوضحت الصحيفة أنه يتعلق بخشية بريطانيا من زيارة إسرائيل؛ حتى لا تتسبب في الضرر للمملكة المتحدة، خوفًا من أن تقطع الدول العربية تجارتها مع بريطانيا حال حدوث زيارة لإسرائيل من قِبل العائلة المالكة، وهو التفسير الذي وصفته الصحيفة بـ”السخيف”.
وبخصوص التفسير الثالث، ذكرت الصحيفة أنه إما العائلة المالكة أو الخارجية البريطانية تُكنُّ عداوة عميقة للدولة اليهودية. ولم تذكر الصحيفة الأمريكية أن الحكومة البريطانية هي التي أيدت إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وهو ما جاء في وعد بلفور بالرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. يُشار إلى أنه حين صدر الوعد كان تعداد اليهود في فلسطين لا يزيد عن 5% من مجموع عدد السكان، وقد أرسلت الرسالة قبل أن يحتل الجيش البريطاني فلسطين. ويطلق المناصرون للقضية الفلسطينية عبارة “وعد من لا يملك لمن لا يستحق” لوصفهم وعد “بلفور”.