ربما يتساءل البعض، لماذا لا يمكن للموتى التبرع بالدم مثلما يمكنهم التبرع بالأعضاء؟ إذ إن ذلك سوف يعالج النقص في المتبرعين بالدم، وسيكون حلاً رائعاً. لكن في الحقيقة فإن عملية أخذ الدم من الأشخاص الميتين هي حقاً معقدة للغاية.
لماذا لا نستطيع أخذ الدم من الأشخاص الميتين؟
أولاً، هناك مسألة أخلاقية، إذ إنك بحاجة إلى موافقة مثل عملية التبرع بالأعضاء، ولا تتم العملية فقط بأخذ الدم بشكل عادي من الموتى. وهناك أسباب أخرى، لكن لماذا لا يمكننا مجرد أخذ الدم بشكل عادي من الشخص المتوفى؟
ليس كل من يقوم بتعبئة بطاقات التبرع بالدم يكون مؤهلاً لمنح الدم. ربما يكون هناك شيء في الدم، مثل النقص، أو شيء آخر يجعل الشخص غير مؤهل للتبرع مثل الفيروسات وغيرها، أو حتى إذا كان الشخص صغيراً أو كبيراً جداً، أو المرأة الحامل أو حتى إذا كان يمتلك وشماً على جسده، في كل الحالات السابقة لا يمكن للشخص أن يكون مؤهلاً للتبرع بالدم. هذا بالطبع ينطبق على الأشخاص المتوفين أيضاً، إذ إن دماء الشخص المتوفى من الممكن أن تُمزج مع الفيروسات والجراثيم، وهذا كله يتوقف على كيفية موت الشخص.
أيضاً الدم لا يبقى وقتاً طويلاً، إذاً سيكون هناك فرصة ضئيلة لجمع الدم من الشخص المتوفى، لأنه بسرعة كبيرة يبدأ في التجلط. يصبح كذلك محملاً بالمخلفات – مثل ثاني أكسيد الكربون وحمض اللبنيك – والتي عادة ما يتم ضخها في جميع أنحاء جسم الميت.
أسهل وأقل إهدار للوقت عندما يتم التبرع بالدم من الشخص الحي
حتى لو كان دم الشخص المتوفى يمكن استخراجه واستخدامه في الوقت المناسب، وهو مؤهل للتبرع، لكن هناك الكثير من العناء للقيام بذلك. بالنظر إلى أنه يمكن للشخص العادي أن يتبرع بدمه مراراً وتكراراً، فإن الشخص المتوفى يستطع فعل ذلك مرة واحدة فقط. كما ويحتاج دم الميت أيضاً أن يتم معالجته قبل استخدامه، لذلك فإنه غالباً لا يوجد وقت لكل هذا العناء.
نعلم بأن هناك نقص في الدم على نطاق واسع في العالم، لكن سيكون من الأسهل بكثير (وأرخص) عندما يتم إقناع الناس بالتبرع بالدم طوعاً في بنك الدم أو أثناء حملات التبرع بالدم.