ثلاث مباريات، لم يتغير شيء على المنتخب الإنجليزي، أداء باهت، فرص محدودة، ولجوء للحظ في حسم المباريات.
تعادل منتخب الأسود الثلاثة مع منتخب سلوفاكيا في نهاية مباريات المجموعة الثانية لبطولة أمم أوروبا، والذي كان هذه المرة سلبيا، رغم جيش المهاجمين وراجمي الصواريخ البعيدة في منتخب الأسود الثلاثة، التي لم تزأر بعد في هذه البطولة.
عشاق المنتخب الإنجليزي باتوا في قلق كبير، ليس بسبب النتائج التي تعتبر جيدة نوعا ما بجمع 5 نقاط والتأهل بالمركز الثاني، ولكن بسبب الأداء الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، مع فرق أكثر قوة من روسيا وويلز وسلوفاكيا.
أداء تقليدي عقيم
ربما أصاب منتقدو المدرب العجوز هودجسون في إصراره على ذات الأداء التقليدي القديم للمنتخب الإنجليزي من خلال الكرات العرضية المرفوعة من الأطراف، والتي باتت مكشوفة أمام الجميع، ومن خلالها أصبحت السيطرة على لاعبي الخط الهجومي أكثر سهولة، حيث يتم وضع لاعبين طوال القامة في العمق الدفاعي والسيطرة على الكرات الهوائية دون صعوبة تذكر.
الأسلوب القديم، أغلق الحلول الفردية خاصة بانطلاقات العمق والتسديدات البعيدة التي دوما ما تحقق الفارق في المباريات المغلقة، والتي تكون فيها القوى متباينة.
البحث عن التشكيل الأمثل
لعب المنتخب الإنجليزي مباراته الثالثة على التوالي، والمدرب هودجسون ما زال يبحث عن التشكيل المثالي الذي يعتمد عليه في البطولة، وكأنه يلعب في مباراة ودية، على العكس من بقية المنتخبات التي ثبتت تشكيلتها، وبات البدلاء بمستوى اللاعبين الأساسيين نظرا لمشاركتهم في كل مباراة.
أمام سلوفاكيا، فاجأ هودجسون المتابعين بوضع القائد واين روني خارج الملعب، والاعتماد على المهاجم جيمي فاردي أساسيا ويلشير، كما بقي لالانا خارجا رغم الاعتماد عليه سابقا كقائد في العمق، فيما حلس رحيم ستريلنج وجيمس ميلنر على مقاعد البدلاء طيلة المباراة، وكلاهما يمتلكان مواصفات المدافع القادر على الاختراق من الأطراف وتهيئة كرات مميزة للمهاجمين أو إيجاد الحلول.
هودجسون اعتاد في البطولة على التغييرات الكثيرة في وقت قصير، حيث غير في مباراة الليلة ومباراة ويلز السابقة نصف الفريق، وعملية التغيير السريع في وقت قصير كما حدث الليلة بإدخال روني مكان ويلشير في الدقيقة 56 ثم بعد 5 دقائق دخول ديلي الي مكان لالانا، وفي الدقيقة 76 دخل هاري كين مكان ستوريدج، بشكل أثر على استقرار الفريق وقدرته على الانصهار ومواصلة الأداء الجماعي، وهو أمر ليس بجديد، ففي مباراة ويلز، أجرى هودجسون تغييرين مع بداية الشوط الثاني بدخول فاردي وستوريدج مكان ستيرلينج وهاري كين، وفي الدقيقة 73 أدخل راشفورد مكان لالانا.
عدم استغلال سلاح الهجوم
المنتخب الإنجليزي يمتاز بوفرة المهاجمين، لكنه في الوقت ذاته لا يعتمد عليهم دفعة واحدة، حيث يجلس دوما فاردي أو هاري كين أو راشفورد، وحتى واين روني بدوره الجديد في الإسناد الهجومي من الخلف على مقاعد البدلاء، وهو ما يؤثر على المنظومة الهجومية للفريق.
ولاحظ الجميع كيف أن دخول روني المتأخر، أثر على انسجامه مع الفريق ودخوله الأجواء، بالكرة الضعيفة التي سدده بقدمه اليسرى قرب خط الجزاء، ولو أنه كان في قمة جاهزيته وشارك من البداية لسددها بشكل مختلف تماما، والمطلوب ارتفاع منسوب الجرأة عند المدرب في الزج بأكثر من مهاجم صريح قادر على الحسم بشكل مبكر، بدلا من انتظار الدقائق الأخيرة التي قد لا تشفع دائما للأسود التي باتت جريحة.
الحظ قد يأتي من المركز الثاني
على جميع الأحوال، يبدو أن هودجسون كان حذرا في مباراة سلوفاكيا، فالخسارة تعني الخروج من الباب الضيق بسبب المغامرة في لعبة احتمالات المركز الثالث، والنقطة تحافظ على بقاء المنتخب الإنجليزي ضمن كبار البطولة، وقد يكون المركز الثاني في هذه المجموعة فأل خير على الفريق، حيث سيلاقي ثاني المجموعة السادسة، والذي قد يكون المجر، أو أيسلندا، أو حتى البرتغال، وهذه المنتخبات الثلاثة لم تؤد حتى الآن المستوى الذي يشفع لها في مواصلة المنافسة حتى النهاية.
هل يأتي إنجاز إنجلترا الأول؟
ما زال منتخب إنجلترا يبحث عن إنجازه الأول في بطولة الأمم الأوروبية، حيث فشل في الفوز بأي لقب على مدى تاريخ البطولة.
ومنذ فوز الإنجليز بكأس العالم على أرضهم عام 1966، غابت البطولات الكبرى عن خزائنهم، وكان الجميع يتوقع أن تكسر هذه البطولة ذلك النحس الذي رافق مشوار الإنجليز في البطولتين الأكبر في العالم، لكن يبدو أن خيارات هودجسون وتكتيكاته، لن تسير بالمنتخب بعيدا، خاصة في ظل وجود فرق قوية ومنافسة مثل إيطاليا وفرنسا وقد تلحق بهما ألمانيا إن تحسن أداءها في المباريات المقبلة.