كل ما تود معرفته حول نظام iOS10 الجديد
الأسبوع الماضي أطلقت أبل خلال مؤتمرها السنوي للمطورين نسخة نظام تشغيل هواتف آيفون وأجهزة آيباد iOS10 الجديدة. النسخة التي اعتدنا كل عام انتظارها وانتظار الجديد القادم معها. خاصة وأن الجدل يبدأ قبل الإعلان ويستمر أياما وأسابيع بعدها، ويبدأ عشاق أندرويد في البحث عن التكرار أو المزايا التي نسختها أبل من أندرويد، وعلى جانب آخر يبدأ عشاق أبل في اعتبار أن كل ميزة جديدة هي ثورة غير مسبوقة!
بعد المؤتمر تمت إتاحة النسخة التجريبية الأولى للمطورين ليقوموا بتنزيلها والبدء في تجربة هواتفهم عليها، قمنا بتنزيل تلك النسخة على أحد\ هواتف آيفون وبدأنا في تجربتها واكتشاف المزايا الجديدة التي قدمتها أبل في المؤتمر بأنفسنا والوقوف على مدى ما يمكن أن يحمله هذا التحديث الجديد من تغيير.
بصفة عامة يأتي التحديث الجديد ليركز على الذكاء الصناعي للنظام خاصة مع سيري وعلى كيفية إدارتك لمنزلك الذكي بسهولة ومن خلال الهاتف، أما باقي الإضافات فهي تحسينات في الشكل أو اضافات لبعض التطبيقات أو تحسين في النظام بشكل عام. ليست هناك أي ثورة جديدة منتظرة مثلما حدث مع نظام iOS7 عام ٢٠١٣ الذي جاء بتغيير شامل لواجهة النظام وتصميمه، ربما التغيير الذي ستشاهده هو تصميم جديد لتطبيق الموسيقى، وتحسين في تطبيق الخرائط، وتغيير في تطبيق التراسل iMessage وبعض التغييرات الطفيفة في شاشة القفل. عموما دعونا نلقي الضوء أكثر على النظام عبر هذا المقال السريع.
النظام
قمنا بتحميل النظام من خلال تثبيت ملف والذي يتطلب أن يكون جهازك مسجل كمطور (سواء كنت تمتلك حساب مطورين أو تمت اضافتك لحساب أحد المطورين)، بعدها سيتم إعادة تشغيل الجهاز، بالذهاب إلى إعدادات التحديث ستجد أن التحديث لنظام iOS Beta 1 قد ظهر، التحميل حوالي ١ جيجا بايت ويستغرق ربع ساعه أقل أو أكثر حسب سرعة الإنترنت لديك. بعد تثبيت النظام سيتطلب منك الدخول إلى حسابك وتنشيط الهاتف (لابد أن يكون حسابك هو حساب مطور لدى أبل كما أشرت).
شاشة القفل
تغيرت شاشة القفل بعض الشيء، فالسحب تجاه اليسار يفتح تطبيق الكاميرا والسحب تجاه اليمين يظهر لك شاشة اليوم التي تحوي التنبيهات، بينما إلغاء القفل أصبح بالضغط على زر Home . التغير بسيط ولكنه يلغي ما اعتدت عليه لسنوات طويله مع هواتف آيفون، خاصة إلغاء القفل لمن لم يعتد استخدام البصمة مثلا، أما الكاميرا فأصبح الوصول لها أسهل في هذه الحالة رغم أن أعشار الثانية هذه لا تصنع فارقا كبيرا كما يظن صناع الهواتف بالمناسبة.
التنبيهات
التنبيهات تأتي بتصميم جديد أكثر أناقة وإن كان كما هو معتاد لن يكون هذا هو التصميم الأخير، بل ستعمل أبل على تحسينه، لكن قوالب التنبيهات نفسها جاءت بشكل أكثر انسيابية وأناقة، بعض التطبيقات لم تكن متوافقة مع شكل التنبيهات الجديد لكن هذا أمر منطقي لأن النظام للتو تم صدوره وسيحتاج الكثير من التعديل البرمجي من مطوري البرامج.
شاشة اليوم Today التي تحوي ويدجت بحالة الطقس ومواعيد اليوم وعدد كبير آخر من الويدجت المقدمة من البرامج، والتي كان يتم الوصول إليها بالسحب لأسفل جنبا إلى جنب مع شاشة التنبيهات، تغير مكانها وأصبحت في أقصى يسار الشاشات الرئيسية للهاتف، بمعنى أنه وعند السحب لليمين وبدلا من أن تجد شاشة البحث كما هو الحال في هاتفك الآيفون حاليا، ستجد شاشة اليوم Today والتي تغير تصميمها كثيرا عن السابق، فأصبحت تحوي مزيد من التفاصيل من تطبيقات الطقس والتقويم القياسية التي تأتي من أبل، باقي التطبيقات لم تأتي الويدجت الخاصة بها بالشكل المناسب لأنه وكما أشرنا ما زال النظام في نسخه التجريبية.
ما ضايقني كثيرا الحقيقة هو أنني لم أتمكن من الوصول إلى هذه الشاشة إلى بعد إغلاق التطبيق الذي أعمل عليه والذهاب إلى أقصى شاشة في اليسار، هذا أمر مزعج عكس السابق فنظام iOS الحالي يمكنني أن أصل لهذه الشاشة فقط بالسحب لأسفل، أعتقد أنه لابد من إيجاد حل لهذا.
الأمر الآخر هو أن هذه الطريقة أشبه بما قدمته جوجل في Google Now حيث وبنفس الطريقة وفي أقصى يسار الشاشات الخاصة بسطح المكتب إن جاز التعبير أو الوصف ستجد Google Now بكل ما يحمله من معلومات.
الصور
تقول أبل إن تطبيق الصور سيصبح أكثر ذكاءا، حيث سيتم إعادة البحث في كامل صورك لترتيبها بشكل أكثر تناسقا مع الوجوه والأشخاص الموجودون بالصورة، وكذلك الأماكن التي تم إلتقاط الصور بها… الخ. حقيقة لم أجرب هذه الخصائص بالشكل المطلوب لأنني جربت هذا النظام باستخدام حساب مختلف عن حسابي الشخصي، حسابي الشخصي يحوي آلاف الصور الموجودة بالفعل على iCloud Photo Library وبالتأكيد ستكون التجربة أكثر متعة ودقة، لكن ربما لاحقا سأجربها وأعرض التجربة في مقال منفصل.
الموسيقى
جاء تطبيق الموسيقى بتصميم جديد، لم أشعر بأنه فعلا أضاف شيئا جديدا، فقط مجرد تصميم للقوائم والتشغيل، وليس شيئا ثوريا كما شعرنا أثناء المؤتمر، لكن بالإجمال هو تحسين لشكل القوائم ولتتناسب قليلا مع تصميم التنبيهات ذات الزوايا المنحنية، ولتمنحك سهولة أكبر في تصفح الموسيقى.
الرسائل
ربما تطبيق الرسائل iMessage هو أحد أكثر التطبيقات التي حظيت بالكثير من الإضافات والتحسينات، خاصة وأن برامج الدردشة والتواصل ما زالت تحتل الزخم الأكبر في عالم التطبيقات بصفة عامة، وأبل لا تريد أن تخسر بعضا من عشاقها بتوجههم إلى تطبيقات أخرى. وحقيقة ما زلنا ننتظر الإشاعة المغرضة التي تتردد منذ ثلاثة أعوام بإعتزام أبل إطلاق تطبيق iMessage لهواتف أندرويد، وأشعر أنها قد تقع في نفس خطأ بلاك بيري قديما عندما رفضت توفير تطبيقها بلاك بيري ماسنجر للمنصات الأخرى، وبعد تراجع أسهم الشركة قدمت التطبيق لكل المنصات لكن بعد فوات الأوان وبعد عزوف عشاق بلاك بيري أنفسهم عن استخدام التطبيق.
عموما شهد التطبيق إمكانية إرسال مؤثرات مع الرسائل أو مؤثرات على الخطوط أو حتى الكتابة بخط اليد على خلفية بلون معين وإرسالها. كما شهد إمكانية إرسال صورة من خلال التصوير بالكاميرا وهي مدمجة بأسفل التطبيق حتى تتمكن من المعاينة والتصوير بشكل أسرع. التطبيق يمكنه الآن عرض الفيديو بداخل الرسالة، أي أنك لن تحتاج إلى ترك التطبيق لمشاهدة فيديو يوتيوب مثلا ثم العودة لاستكمال الدردشة. الأيقونات أصبحت أكبر كما يمكن الآن استبدال بعض النصوص بأيقونات. أيضا بعض التطبيقات الأخرى سيمكنها التكامل مع تطبيق الرسائل، لكن خلال تجربتنا الأولى هذه لم يسعنا أن نجرب كل شيء.
الخرائط
شهد تطبيق الخرائط الكثير من التحسينات، من حيث البحث عن الاماكن وبيانات المطاعم وغيرها، وصولا إلى إمكانية طلب سيارة أوبر من التطبيق. لكن لأكون منصفا، مازال الإهتمام في هذا التطبيق منصب على الولايات المتحدة وأوروبا، بينما في منطقة الشرق الأوسط سيظل تطبيق خرائط جوجل سابقا بعدة خطوات.
إزالة برامج أبل
هذه الميزة التي ربما طال إنتظارها، قدمتها أبل في المؤتمر وكنا سعداء بهذا، لكن الحقيقة هو أنه سيتم (إخفاء) التطبيق وليس إزالته. هذه نقطة. النقطة الثانية هو أن أبل لم ولن تسمح بتغيير البرنامج الإفتراضي لهاتفك، بمعنى أنني مثلا أستخدم تطبيق Airmail لإدارة البريد الإلكتروني وتطبيق Fantastical لإدارة التقويم، لكن وعند إزالة تطبيق البريد القياسي من أبل وجربت إرسال بريد ظهرت رسالة تفيد بأنك ضغطت على رابط لإرسال بريد وتطبيق البريد غير موجود هلى تريد استعادته؟ نفس هذا الأمر تكرر مع تطبيق التقويم. ناهيك عن أن ميزة توفير مساحة هذه التطبيقات مفقودة.
لوحة التحكم
لوحة التحكم Control Center بتصميم جديد أيضا يتماشى مع الزوايا المنحنية في شاشة التنبيهات، كما أنه تم تقسيمها إلى قسمين الأول للتحكم في البلوتوث والواي فاي والثاني للتحكم بمشغل الموسيقى أو أي مشغل صوتي تقوم بتشغيله مقل برنامج البودكاست مثلا. أرى أن هذا أفضل وإن كنت أتمنى أن يوفر ما يوفره الأندرويد عندما أضغط ضغطة طويلة على ايقونة البلوتوث مثلا يقوم النظام بفتح إعدادات البلوتوث مباشرة وهكذا.
المتجر
المتجر وفر تبويب جديد بالأسفل لعرض تصنيفات البرامج، وقريبا سيوفر شيئا آخر قد لا يلحظه البعض وهو الإعلانات في نافذة البحث، بمعنى أنه وعندما تقوم بالبحث عن أي تطبيق ستظهر إعلانات لبعض التطبيقات في نتائج البحث. وهو أمر شبيه بما تقدمه جوجل في الأندرويد. حاليا هذه الخاصية متاحة بصورة تجريبية لمطوري البرامج وللسوق الامريكي فقط. ولاحقا ستظهر لجميع المستخدمين.
الأخبار
تطبيق الأخبار الذ يتقول أبل إنه أصبح يحوي أكثر من ٢٠٠٠ ناشر على حسب زعمهم، تغير تصميمه وأصبح أفضل كثيرا، كما أنه يحوي تقريبا كل مصادر الأخبار الهامة، ويمكنك أن تبحث عن الأخبار باستخدام كلمات مفتاحية أو هاشتاج وتجعلها كتصنيف مثلا: تشيلسي أو برشلونة أو أبل أو أندرويد… الخ. وأغلب الظن أن هذا التطبيق سيستحوذ على عدد كبير من المستخدمين في قادم الأيام خاصة وأن غالبية مستخدمي الآيفون يحبون التطبيقات الرسمية للشركة، كما أن التطبيق في حد ذاته يبدو في النظام الجديد مؤهلا لمنافسة فليبورد وغيرها من تطبيقات الأخبار. وبالمناسبة التطبيق لا يدعم مصادر الأخبار باللغة العربية حتى اللحظة.
سيري
المساعد الذكي Siri سيمكنه الآن الإندماج مع التطبيقات الأخرى ما يعني أنه سيمكنك الحصول على معلومات أكثر وخدمات أكثر، كما أن أبل تقول أن سيري أصبح أكثر ذكاءا عن السابق، للأسف جربت سيري باللغة العربية ولم يعمل، على عكس جوجل Google Now الذي يفهم العربية بشكل ممتاز.
التحكم بالمنزل
هذه الميزة الجديدة التي أرى أنها أفضل ما تم تقديمه في مؤتمر أبل، لأنها ببساطة تتحدث عن المستقبل الذي سيصبح واقعا في غضون فترة قصيرة، فالتحكم بالمنزل هو أحد تلك الأحلام التي تسعى الشركات دوما لتقديمها، أذكر أنه وفي عام ٢٠٠٧ بمعرض جيتكس دبي قدمت إحدى الشركات نظاما للتحكم بمنزلك من خلال الرسائل القصيرة SMS، الآن نحن في مرحلة جديدة كليا تتيح لك التحكم بالإضاءات وفتح باب الجراج ومشاهدة كاميرا المراقبة الخاصة بك (كأن تشاهد من يطرق الباب الآن من هاتفك)، وأيضا جدولة بعض المهام كتشغيل أنظمة التدفئة والثرموستات وغيرها. بالطبع قد يتعجب البعض، لكن الحقيقة أن هناك الكثير من الشركات التي قدمت الكثير من الحلول الذكية للمنازل مثل شركة نست التي تقدم حلول الثرموستات مثلا، والآن تتسابق أبل وجوجل على كيفية تقديم نظام تشغيل ذكي يمكنه أن يجمع كل الحلول المقدمة من تلك الشركات في مظلة واحدة ذكية تمنحك سيطرة كاملة على منزلك.
بالتأكيد لم أتمكن من تجربة هذه الإضافة (التي أحلم بها بالمناسبة منذ سنوات طويلة جدا)، لأنني لم أمتلك منزل ذكي حتى اللحظة
الخلاصة
النظام بشكل عام وبنسخته الحالية (التي بالطبع هي مليئة بالأخطاء لأنها في مرحلة التطوير) جيد ويقدم كثير جدا من التحسينات، ولا يمكن بأي حال من الأحوال قياس آداء البطارية أو الشبكة أو استقرار النظام، لكن بالمجمل نتوقع أن النظام سيشهد مزيد من التحسينات خلال الشهرين القادمين قبل إطلاقه الرسمي. ورغم أنني من عشاق أبل إلا أنني أرى أن هذا النظام الجديد هو مجرد تحديث لنظام iOS9 بإضافة بعض اللمسات والرتوش ومنح النظام مزيد من الإستقرار، وهو نفس ما فعلته جوجل مع نظام مارشيملو عندما طورت نظام لولي بوب واضافت عليه بعض اللمسات والتحسينات.
منقول . .
رد مع اقتباس
