“لم تثننا خيبات الأمل بعد تخرجنا عن تحقيق حلم راودنا طيلة فترة الدراسة بالاعتماد على ذاتنا”، جملة يرددها الشابان السعوديان محمود المرواني ورضوان أبوحوسة من مدينة ضبا (شمال المملكة)، اللذان استطاعا إلقاء ثقافة عيب العمل خلف ظهرهما، والبدء بمشروع إعداد وبيع المأكولات الشعبية خلال شهر رمضان.
سعوديان لم يجدا وظيفة فاقتحما عالم المأكولات الشعبية
كما جاء في هافينغتون بوست عربي، يقول محمود، إنه عقب تخرجه حاملاً الدبلوم التقني أخذ يبحث عن عمل لكنه لم يجد من يوظّفه، على حد قوله.
وتابع: “عندها قررت الاعتماد على نفسي والابتعاد عن ثقافة العيب التي ينظر إليها بعض الشباب السعودي من ناحية نوع العمل، وتوجّهت لصيد الأسماك وبيعها، ثم قررت أنا وصديقي رضوان البحث عن فكرة مشروع آخر يدر علينا مبلغاً مالياً مناسباً. وجاءت الفكرة مع حلول شهر رمضان بإعداد الأكلات الشعبية مثل السمبوسة وغيرها من الأكلات وبيعها، ولم نكن نتوقع هذا الإقبال من الزبائن على مشروعنا، الذي أصبح مصدر دخل يومي”.
وعن المشروع يقول المرواني: “هو عبارة عن تجهيز الأكلات الشعبية في المنزل مثل الزلابية والسمبوسة والفلافل؛ وبيعها”. كما يبيع الشابان بعض منتجات الأسر المنتجة، بحيث يكون هناك ربح للطرفين.
ويضيف: “نعمل منذ ساعات الصباح الباكر على تجهيز المأكولات، وبعد صلاة العصر نذهب لعرضها في موقع خصصناه لنا حتى وقت أذان المغرب، وأصبح زبائننا يعرفونه ويأتون إلينا لشراء حاجاتهم من هذه المأكولات”.
وعن الصعوبات أو العقبات يقول: “لم تواجهنا أي صعوبات، بالعكس وجدنا تشجيعاً من قبل الأهالي ودعماً من قبل مدير مكتب العمل بالمحافظة؛ وهذا شجعنا كثيراً للمتابعة في العمل، كما أن العمل في رمضان يُدر أرباحاً كثيرة بفضل الله، فمتوسط الأرباح يتجاوز 1500 ريال باليوم، ونسعى إلى أن نفتتح مطعماً خاصاً بنا”.
ويختتم المرواني حديثه بحث الشباب على العمل “وعدم الجلوس مكتوفي الأيدي وانتظار الوظيفة، التي قد لا تأتي أبداً، فالعمل أياً كان لا يعيب الرجل لأنه من عمل حلال”، مبينيين أن كثيراً من الأشخاص الأغنياء بدأوا من الصفر وأصبحوا أصحاب مشاريع وشركات كبيرة.