17:00 19/06/2016
تحفيظ القرآن على الألواح الخشبية طريقة يعتمدها المغاربة في حفظ القرآن الكريم، والتي تلقى رواجًا في رمضان، حيث تنشط حلقات التحفيظ في هذا الشهر الكريم. وتبدأ طريقة التحفيظ على الألواح بسماع الطالب آيات من القرآن من قبل المُحَفِظ، الذي يحمل لقب "الشيخ" أو "الفقيه"، ثم يقوم بكتابتها على اللوح وحفظها، ثم استظهارها أمام الشيخ، ثم محوها وكتابة آيات أخرى، وهكذا حتى ينتهي الطالب من حفظ المصحف كاملا.
وذكرت وسائل اعلام أنه في مدرسة التوحيد لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة سلا، شمال غرب المغرب، يجلس أطفال وشباب حول الشيخ محمد ابن الشريف السحابي، يستظهر أحدهم بعض الآيات بصوت ملائكي، وكأنه إمام متمرس، وبجانبه آخرون يسمعون ويراقبون هذا المشهد الروحاني.
يستظهر أحدهم بعض الآيات بصوت ملائكي، وكأنه إمام متمرس
يجلس الشيخ الذي يتمتع بهيبة واحترام بين طلابه، أمامه شاب في مقتبل العمر يحفظ القرآن، يوقفه أحيانا ويصحح له التجويد، ويستمر الشاب في تلاوة تخشع لها القلوب.
يقول السحابي: "الطريقة المغربية لحفظ القرآن تعتمد على اللوح، ومنذ أن يدخل التلميذ إلى الكُتاب أو المسجد، يتعلم أولا القراءة والكتابة، ثم يجلس في حلقات التحفيظ، فيقوم الشيخ بإملاء بعض الآيات لكتابتها، ومن ثم يقوم التلاميذ بقراءتها على معلمهم الذي يقوم بتصحيح الأخطاء، ثم تبدأ عملية الحفظ". يصمت الشيخ لحظة، حيث يقوم بإلقاء نظرة على الطلبة، ويضيف: "إذا أتمّ التلميذ حفظ الجزء الأول، يطلب منه الفقيه كتابة الجزء الثاني حتى يختم الكتاب".

الطريقة المغربية لحفظ القرآن تعتمد على اللوح، ومنذ أن يدخل التلميذ إلى الكُتاب أو المسجد
يتعلم أولا القراءة والكتابة

وعندما يختم التلميذ القرآن تحتفل أسرته به عبر تنظيم حفل سواء بشكل فردي أو جماعي، ويلبس الأطفال والبنات لباس الأعراس، ويمرون في موكب في عربات مجرورة، وتُلقى عليهم الأزهار. عبد العزيز أعلال، وهو مدير المدرسة يوضح أن الكتابة على الألواح تسهل حفظ الآيات. وبخصوص برنامج المدرسة، يشير أعلال إلى وجود تلاميذ وطلاب يقرؤون بشكل يومي، وفق برنامج محدد، وآخرون يحفظون القرآن خلال نهاية الأسبوع أو خلال العطل".