مدينة شلب البرتغالية
"طورد العرب وانتهت مأساة الموريسكيين، وبقيت حضارتهم ومراكزها بارزة في البرتغال وحياة البرتغاليين ثقافة وفكرا ولغة وعمرانا، غير أن مؤرخي البرتغال درجوا -إلا قلة منصفة منهم- على تجاهل هذه الحقبة الطويلة. والغريب أنهم يتحدثون عن بداية تاريخهم في ظلال الرومان، مع أن البرتغال بقيت تابعة للرومان ثم القوط نحو ثمانية قرون ونصف لم نسمع خلالها بشخصية واحدة لها قيمتها من الناحية الحضارية أو الثقافية، على حين أخرجت البرتغال الإسلامية مئات من الشخصيات الفذة التي تعتز بها الحضارة الإنسانية, والتي تمثل في تاريخ الفكر معالم مشرقة مجيدة" [1].
مدينة شلب البرتغالية:
وتعتبر مدينة شلب (SILVES) أولى المدن التي فتحها المسلمون في البرتغال، وأصبحت ذات شأن كبير، فقد شهدت ازدهارا حضاريا وفكريا. وهي قاعدة كورة اكشونبة وبقبلي مدينة باجة ولها بسائط فسيحة، وبطائح عريضة. ولها غلات وجنات، يقول عنها صاحب الروض المعطار: إنها "حسنة الهيئة بديعة البناء مرتبة الأسواق, وأهلها وسكان قراها عرب من اليمن, وغيرها وكلامهم بالعربية الصريحة وهم فصحاء يقولون الشعر، نبلاء خاصتهم وعامتهم. وأهل بوادي هذه البلدة في غاية من الكرم لا يجاريهم فيه أحد".
وذكر ياقوت الحموي في معجمه أنه ليس بالأندلس بعد إشبيلية مثل (شلب) وأنه قل أن ترى من أهلها من لا يقول شعرا ولا يعاني الأدب، ولو مررت بالفلاح خلف فدانه وسألته عن الشعر قرض من ساعته ما اقترحت عليه وأي معنى طلبت منه.
عرفت المدينة أجمل أيام مجدها في عهد المعتمد بن عباد الذي كان واليا عليها من قبل أبيه المعتضد، وقد تركت في نفسه ذكريات عميقة. ولما توفي المعتضد في سنة (461هـ /1068م) وخلفه ولده المعتمد عين الشاعر ابن عمار واليا عليها فخاطبه بهذه الأبيات:
ألا حي أوطاني بشلب أبا بكــر وسلهن *** هل عهـد الوصـــــــــــــال كما أدري
وسلم على قصر الشراجيب من فتى له*** أبدا شوق إلى ذلك القصـــــــــــــــر
منـــــازل آســـــــاد وبيــــض نواعــــم *** فناهيك من غيل وناهيك من خـــدر.
ويقول الفتح بن خاقان عن قصر الشراجيب الذي ذكره المعتمد: "بأنه متناه في البهاء والإشراق مباه لزوراء العراق، ركضت فيه جياد راحاته, وأومضت بروق أمانيه في ساحاته، وجرى الدهر مطيعا بين بكره وروحاته, أيام لم تحل عنه تمائمه ولا خلت من أزاهير الشباب كمائمه" [2].
مدينة أشبونة أو لشبونة البرتغالية:
أما مدينة أشبونة (لشبونة: LIBOA) فقد أفاض المصنفون الجغرافيون المسلمون الحديث عن موقعها وثروتها البرية والبحرية والمعدنية. "وهي مدينة قديمة على سيف البحر تتكسر أمواجه في سورها واسمها قودية، وسورها رائق البنيان بديع الشأن، وبابها الغربي قد عقدت عليه حنايا فوق حنايا على عمد من رخام مثبتة على حجارة من رخام، وهو أكبر أبوابها، ولها باب غربي أيضا يعرف بباب الخوخة مشرف على سرح فسيح يشقه جدولا ماء يصبان في البحر، ولها باب قبلي يسمى باب البحر تدخل أمواج البحر فيه عند مده وترتفع في سوره ثلاث قيم، وباب شرقي يعرف بباب الحمة...وقبالتها على ضفة البحر حصن المعدن ويسمى بذلك لأن عند هيجان البحر يقذف بالذهب التبر هناك، فإذا كان الشتاء قصد إلى هذا الحصن أهل تلك البلاد فيخدمون المعدن الذي به إلى انقضاء الشتاء، وهو من عجائب الأرض".
ويفرد صاحب (المغرب في حلى المغرب) فصلا في كتابه بعنوان (كتاب الرياض المصونة في حلى مملكة أشبونة), وفيه يصفها بأنها مملكة جليلة على البحر المحيط في غرب إشبيليا وشمالها. ويورد تحت هذا الفصل كتاب (الغرة الميمونة في حلى مدينة أشبونة) وينقل من كتاب الرازي ما يلي: "مدينة قديمة في غرب باجة، ولها أثرة فاضلة في طيب الثمرات وتمكن في ضروب الصيد برا وبحرا، وبزاتها الجبلية أطير البزاة وأعتقها، وفي جبالها شورة النحل، وهو العسل الخالص البياض كالسكر، ويضع في خرقة، فلا يكون له رطوبة".
وعلى العموم فقد كانت لشبونة مركزا عربيا كبيرا للتجارة والملاحة، ويخبرنا الجغرافي الإدريسي عن قصة إبحار المغامرين الذين "ركبوا المحيط الأطلسي ليعرفوا ما فيه وأين انتهاؤه، ولهم بأشبونة موضع بقرب الحمة منسوب إليهم يعرف بدرب المغررين".
ويرجح أن يكونوا وصلوا إلى العالم الجديد، ولا سيما أن رحلتهم في الذهاب استغرقت شهرا بالضبط. وتعتبر هذه الرحلة -كما يقول أحد الباحثين البرتغاليين المحدثين- الخطوة الأولى في الاستكشافات البحرية البرتغالية منذ العصر العربي. كما أنه تسنى إحراز ما اكتشفوه في القرنين الخامس عشر والسادس عشر بفضل اقتباسهم لطريقة بناء مراكب العرب التقليدية في غرب الأندلس، فعلى أساسها استطاع هنري الملاح وبحارته أن يتوصلوا إلى صناعة القوارب (CARAVELAS) وهي المراكب الصغيرة السريعة التي ساعدت على تحقيق الاستكشافات.
ومازال الحي الشرقي من لشبونة يحمل اسمه العربي (ALFAMA)، وهذه التسمية البرتغالية محرفة عن اسمه العربي (الحمة) الذي كانت الطبقة الأرستقراطية حتى عهد قريب تتخذ مساكنها فيه، ومازالت موجودة فيه بعض الدور التي يرجع تاريخها إلى عصر المسلمين، وهو يتميز بأزقته الضيقة الملتوية وواجهات بيوته المزخرفة بالزليج. وقد كانت بلدية العاصمة صارمة في قرارها الصادر في الثمانينات من القرن العشرين بالحفاظ على شكل الجزء القديم من المدينة كما هو، فلم تمتد يد العبث إلى المباني التقليدية بالتشويه، أو الإزالة. لأنها تتميز بالفخامة وروعة التصميم.
أنجبت هذه المدينة عددا من الشعراء والأدباء والفقهاء من أشهرهم أبو زيد عبد الرحمن بن مقانا الأشبوني القذافي الذي يقول عنه ابن بسام الشنتريني أنه كان "من شعراء غربنا المشاهير، وله شعر يعرب عن أدب غزير". وكان ابن مقانا قد جال أقطار الأندلس في شبابه مادحا رؤساءها، ومن أشهر قصائده تلك التي أنشدها في مدح إدريس بن يحيى بن حمود ومطلعها:
البرق لائح من أندريـــــــــــــــن *** ذرفت عيناك بالماء المعيـــــــــــــن
ولصوت الرعد زجر وحنـيـــــــن *** ولقــــــــــــــــــلبي زفـرات وأنيــــن
والشاعر محمد بن سوار الأشبوني شاعر مشهور مذكور في الذخيرة، أسره النصارى وجرت عليه محن وفداه منهم ابن عشرة كريم سلا، فله فيه أمداح كثيرة نذكر منها هذين البيتين:
أحــــــــــب سلا من أجل كونك *** من سلا فكل سلاوي إلي حبيــــب
لصـيرتها مصرا ونيـلك نيلهــا *** وكفـــــــــك بطحـاها وأنت خصيب
ومن أدباء أشبونة كذلك الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل القرشي الأشبوني الذي "كان يعرف عندنا بالطيطل، ممن نظم الدر المفضل لا سيما في الزهد". ويبدو أن المدينة كانت مقصد الأدباء في غرب الأندلس، فابن بسام يذكر أكثر من مرة أنه ذهب إلى الأشبونة لملاقاة أدبائها والوافدين عليها، فعند الحديث عن الأديب أبي جعفر بن الدودين البلنسي يقول: "هو أحد من لقيته وشافهته، وأملى عَلِيٌّ نظمه ونثره بالأشبونة سنة سبع وسبعين وأربعمائة". ويتحدث ابن بسام كذلك عن الأديب أبي عامر الأصيلي من سرقسطة فيقول: "وهبط إلى الأشبونة أيام كوني به، وزرته ونزلت عليه في منزله أول التقائي به في لمة من أهل الأدب".
ويذكر ابن بشكوال أن أبا عبد الله محمد بن يحيى بن مزاحم الأنصاري، سكن طليطلة ورحل إلى المشرق وأصله من الأشبونة، ويصفه بأنه كان نهاية في علم العربية وتوفي سنة (502 هـ).
ومن فقهاء الأشبونة عبد الرحمن بن عبيد الله، وكان يروي عن الإمام مالك بن أنس. وأبو إسحاق إبراهيم بن هارون المصمودي، المعروف بالزاهد الأشبوني [3].
مدينة شنترين البرتغالية:
وكيف لا نقف عند مدينة شنترين (SANTAREM) الواقعة في شمال شرقي لشبونة والتي وصفها الوزير الكاتب الفتح بن خاقان حيث يقول: "شنترين قاصية أرض الإسلام، السامية الذُّرَا والأعلام، التي لا يروعها صرف، ولا يفرعها طرف؛ لأنها متوعرة المراقي، معثرة للراقي، متمكنة الرواسي والقواعد، على ضفة نهر استدار بها استدارة القلب بالساعد، قد أطلت على خمائلها إطلال العروس من منصتها، واقتطعت في الجو أكثر من حصتها".
ويكفي المدينة فخرا أنها أنجبت أديبا أندلسيا كبيرا هو أبو الحسن بن بسام التغلبي الشنتريني صاحب الموسوعة المعروفة (الذخيرة في محاسن الجزيرة)، جاء في المسهب للحجاري نقلا عن ابن سعيد: "العجب أنه لم يكن في حساب الآداب الأندلسية أنه سيبعث من شنترين - قاصية الغرب، ومحل الطعن والضرب، من ينظمها في قلائد من جيد الدهر، ويطلعها ضرائر للأنجم الزهر. ولم ينشأ بحضرة قرطبة ولا بحضرة إشبيليا ولا غيرهما من الحواضر العظام من يمتعض امتعاضه لأعلام عصره، ويجهد في جمع حسنات نظمه ونثره. وسَلَّ (الذخيرة)، فإنها تعنون عن محاسنه الغزيرة... ونثره في كتاب (الذخيرة) يدل على علو طبقته".
وضع ابن بسام مصنفه التاريخي والأدبي الرائع قبل سقوط وطنه شنترين في أيدي النصارى بأعوام قلائق. وكان قد ذكر في مقدمته أنه غادرها، حيث قال: "وعلم الله تعالى أن هذا الكتاب، لم يصدر إلا عن صدر مكلوم الأحناء، وفكر خامد الذكاء، بين دهر متلون تلون الحرباء، لانتباذي كان من شنترين قاصية الغرب، مفلول الضرب، مروع السرب، بعد أن استنفذ الطريف والتلاد، وأتى على الظاهر والباطن النفاد، بتواتر طوائف الروم علينا في عقر ذلك الإقليم".
ويشتمل كتاب الذخيرة وفقا لتصنيف مؤلفه على أربعة أقسام خص القسم الثاني لأهل الجانب الغربي من الأندلس، وذكر أهل حضرة إشبيليا، وما اتصل بها من بلاد ساحل البحر المحيط الرومي، وفيه من الأخبار وأسماء الرؤساء وأعيان الكتاب جملة موفورة.
ومن أدباء شنترين المشهورين كذلك نذكر أبا محمد عبد الله بن سارة الشنتريني قال عنه ابن الآبار في التكملة: "سكن إشبيلية وتعيَّش فيها بالوراقة وتجول في بلاد الأندلس شرقا وغربا وامتدح الولاة والرؤساء وكتب لبعضهم وكان أديبا ماهرا شاعرا مفلقا مخترعا مولدا, توفي سنة 517 هـ".
وابن دِحْيَةَ في المطرب: "أدبه موفور، وشعره مشهور. انتقل من بلده شنترين إلى مدينة إشبيليا، وهو أوحش حالا من الليل، وأكثر انفرادا من سهيل، فانتجع الوراقة على كساد سوقها وفساد طريقها فتركها وأنشد فيها:
أمـــــــــــــــــــا الوِراقةُ فهي أنكد حرفــة *** أغصـــــــــــــنها وثمارها الحرمـان
شبهت صــــــــــــاحبها بإبرة خائـــــــط *** تكسو العراة وجسمها عريان [4]
شنتمرية الغرب . فارو البرتغالية:
ومن المراكز الحضارية الإسلامية في البرتغال المدينة التي سماها العرب (شنتمرية الغرب) والمعروفة اليوم باسم (فارو FARO) وتقع جنوبي البرتغال، وكان لها شأن كبير أيام العرب، مشهورة بالعنب والتين، وبينها وبين شلب ثمانية وعشرون ميلا. ومن عجائبها ما ذكره الحميري: "عين تنفجر بماء كثير يبصر ذلك الناس عيانا، فإذا قربوا منها ووقفوا عليها انقطع جريانها فلا تنبض بقطرة، فإذا تباعد الناس عنها عادت إلى حالها. ومن الغرائب ما ظهر بشنتمرية هذه في عشر الستين والخمسمائة، وذلك صبي يتواصف المحققون ممن عاين أمره أن سنه خمسة أعوام أو نحوها بلغ مبلغ الرجال وأشعر، وهذا مستفيض عندهم".
وإلى هذه المدينة ينتسب أبو الحجاج يوسف بن سليمان بن عيسى الأعلم الشنتمري العالم اللغوي الكبير وصاحب التصانيف الشهيرة في اللغة والأدب والنحو، بلغت ستة عشر مؤلفا منها الموجود بين مطبوع ومخطوط، ومنها المفقود، ومنها ما نطمئن إلى نسبته ومنها ما نشك فيه. لقد كان الأعلم واسطة في نقل ثقافة الجيل الثاني وما أخذه عن شيوخه إلى أجيال لاحقة ممن تتلمذوا عليه. وقد ذكرت المصادر عبارات تدل على تعدد من أخذ عنه وحضر حلقاته العلمية بإشبيلية. جاء في الصلة: "أخذ الناس عنه كثيرا". وفي الوفيات: "صارت الرحلة إليه في زمانه". وفي البغية: "ورحل إليه الناس من كل وجه". وفي الذخيرة: "وكان الأستاذ أبو الحجاج الأعلم يومئذ زعيم البلد وأستاذ ولد المعتمد فعول عليه في رحلته، وانقطع إليه بتفصيله وجملته، وكانت له في أثناء ذلك همة تترامى به إلى العلا"، وفي فجر الإسلام: "وقد استفاد منه كثيرون من أهل الأندلس، وكانوا يرحلون إليه".
وعلى العموم فقد كان واحدا من ثلاثة كان الأندلسيون يعدونهم أدباء عصرهم بلا منازع وهم: أبو مروان ابن سراج بقرطبة، والأعلم في إشبيلية، وغانم بمالقة [5].
مدينة يابرة البرتغالية:
أما مدينة يابرة (EVORA) فكانت من أهم مدن هذه المنطقة, ويصفها الحميري بأنها "كبيرة عامرة بالناس لها أسواق وقصبة، ومسجد جامع، وبها الخصب الكثير الذي لا يوجد لغيرها، من كثرة الحنطة واللحم وسائر البقول والفواكه، وهي أحسن البلاد بقعة وأكثرها فائدة".
وقد اشتهر من أبنائها الكاتب والشاعر الكبير أبو محمد عبد المجيد بن عبدون "العالم المستبحر في جميع الفنون", ويصفه ابن بسام بأنه "سر الدهر المكتوم، وشرف فهر الحديث والقديم، لسان صدقها في الآخرين، وقمر أفقها الذي ملأ الصدور والعيون، وديوان علمها المذال والمصون، ومسترق كلمها المنثور والموزون، أعجوبة الليالي، وذروة المعالي، ذو لسان يَفْرِي ظُبَةَ السيف، وصدر يسع رحلة الشتاء والصيف، أفصح من صمت ونطق وأجمح من صلى وسبق، عول من ملوك الطوائف على رئيس بلده المتوكل، فعليه نثر دره الثمين، وباسمه جبر وشيه المصون" [6].
مدينة باجة البرتغالية:
وتذكر المصادر التاريخية والأدبية أسماء أعلام كبار في مجالات فكرية وأدبية وفقهية تنتمي إلى مناطق برتغالية أخرى نذكر منها على سبيل المثال، عبد الملك ابن صاحب الصلاة صاحب كتاب (تاريخ المن بالإمامة). وهو أحد أبناء مدينة (باجةBEJA ) "أقدم مدن الأندلس بنيانا وأولها اختطاطا". ومن أشهر رجالاتها كذلك الإمام القاضي أبو الوليد الباجي شارح الموطأ، وصنف في الأصول والفروع، توفي سنة (474هـ).
مدينة شنترة وميرتلة البرتغاليتين:
وكذلك مدينة شنترة (CINTRA) وهي من أعمال لشبونة. وقد نسب إليها قوم من أهل العلم. نذكر منهم الزاهد بكار بن داود المرواني "وكان غاية في الزهد، مطرحا لنفسه ومات في جهاد العدو".
وميرتلة (MERTOLA) وكانت من أعمال باجة، وقد وصف ياقوت الحموي قصبتها بأنها أمنع حصون الجوف (غرب الأندلس) وهي من الأبنية القديمة، ينسب إليها الأديب الشاعر محمد بن عبد الله بن عمر ابن مندلة، صحب أبا الحجاج الأعلم كثيرا, وأخذ عن أبي محمد بن خزرج وأبي مروان بن سراج وغيرهما، كان أديبا لغويا شاعرا فصيحا، توفي سنة (533هـ). وقد اتخذها ابن قسي قاعدة لدعوته. وينتسب إليها كذلك الفقيه الزاهد أبو عمران موسى بن عمران المارتلي "له نثر ونظم في الزهد والحكم مدون مشهور. ومن نثره: كل ما يفنى ما له معنى. من خف لسانه وقدمه كثر ندمه. التغافل عن الجواب من فعل ذوي الألباب"، وقال عنه ابن الزبير في صلة الصلة "أحد أفذاذ الرجال، ممن جمع الله له العلم والعمل، زاهد ورع، عابد منقطع القرين. يؤثر العزلة والفرار عن الناس والانقطاع بدينه، فكان لا يخرج من داره إلا إلى مسجده، ولا يرى لغير ذلك أصلا. توفي سنة 604هـ وقيل 603هـ".
إضافة إلى مدن أخرى كان لها شأن كبير في تاريخ وحضارة الإسلام بالبرتغال مثل قلمرية (COIMBRA) وقصر أبي دانس وأبرنطيش (ABRANTES) وبراقة (BRAGA) وغيرها [7].
[1] انظر مجلة العربي الكويتية, عدد 219, 1977م, ص27 (البرتغال الإسلامية) محمود علي مكي.
[2] مجلة العربي, ص342. معجم البلدان لياقوت الحموي, الجزء الثالث, ص357-358, دار إحياء التراث العربي, بيروت. ديوان المعتمد بن عباد, 135, رقم 39. قلائد العقيان للفتح بن خاقان, ص33, مطبعة التقدم العلمية, القاهرة.
[3] انظر الروض المعطار, ص61. المغرب في حلى المغرب، الجزء الأول, ص411, تحقيق شوقي ضيف, دار المعارف, طبعة ثالثة, 1978م. ويذكر لسان الدين بن الخطيب في مقدمة الإحاطة, الجزء الأول, ص83, أنه في تأليفه عن تاريخ وأعلام بلده غرناطة إنما يحتذي حذو الكثيرين ممن سبقوه في التأليف عن أوطانهم، ويذكر أبا بكر بن محمد بن إدريس الفرابي العالوسي صاحب كتاب, الدرة المكنونة في أخبار أشبونة. وانظر ما كتبه عبد الرحمن حجي في (أندلسيات) ص150 عباس الجيراري في مجلة المناهل, عدد 12, ص62. انظر مجلة: آفاق عربية, عدد 1/1980م, ص41, أثر الحضارة الإسلامية على البرتغال, ف.ج فيلوزو ترجمة عبد الواحد ذنون. مجلة المناهل, عدد 112, ص62. ومجلة العربي, عدد: ديسمبر 1987م, ص79 (البرتغال مملكة الشمس الغاربة) محمود عبد الوهاب. الذخيرة, القسم الثاني, المجلد الثاني, ص786 تحقيق إحسان عباس, ليبيا, تونس 1978م. ابن بسام, الذخيرة, 2/2, ص797، 3/2, ص703، ص862. الصلة, الجزء الأول, ص532, تحقيق عزت العطار الحسيني, القاهرة 1955م. الحميدي, جذوة المقتبس, ص257, تحقيق محمد بن تاويت الطنجي, القاهرة 1952م.
[4] المطرب من أشعار أهل المغرب, ابن دحية, ص23, تحقيق إبراهيم الأبياري وحامد عبد المجيد وأحمد أحمد بدوي, دار العلم للجميع, 1955م. المغرب في حلى المغرب لابن سعيد, الجزء الأول, ص417و 418. التكملة, ص462، طبعة مصر, 1955م. المطرب لدحية الكلبي, ص78.
[5] الروض المعطار, ص347. مقدمة محقق كتاب, النكت في تفسير كتاب سيبويه، وتبيين الخفي من لفظه وشرح أبياته وغريبه, رشيد بلحبيب, الجزء الأول, ص24, مطبوعات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية- 1999م. ابن بشكوال, الجزء الثاني, ص643, تصحيح عزة العطار الحسيني, سلسلة من تراث الأندلس - 1354هـ. ابن خلكان, الجزء السابع, ص281, تحقيق إحسان عباس, دار صادر, بيروت. السيوطي, الجزء الثاني, ص356, تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم, دار الفكر, الطبعة الثانية, 1979م. ابن بسام, القسم الثاني, المجلد الأول, ص47, مرجع سابق. أحمد أمين, فجر الإسلام، الجزء الثالث, ص91, دار الكتاب العربي لبنان, 1969م. بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس, للضبي الجزء, ص241, طبعة مدريد 1884م.
[6] الروض المعطار, ص61. ابن دحية في المطرب, ص27. الذخيرة, القسم الثاني, المجلد الثاني, ص668/669.
[7] تاريخ المن بالإمامة ابن صاحب الصلاة، تحقيق عبد الهادي التازي, دار الأندلس, بيروت 1964م. الروض المعطار, الحميري, ص75, مرجع سابق. ياقوت الحموي, معجم البلدان, الجزء الثالث, ص367، الجزء الخامس, ص242. المغرب في حلى المغرب, الجزء الأول, ص ص406 ،415, مرجع سابق. الغصون اليانعة في محاسن شعراء المائة السابعة لابن سعيد ( الترجمة الخامسة) ص135 و 136 و 137, تحقيق إبراهيم الأبياري, دار المعارف الطبعة الثالثة, 1977م. صلة الصلة لابن الزبير، القسم الثالث, ص52/53 تحقيق عبد السلام الهراس والشيخ سعيد أعراب, مطبوعات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية 1993م.
محمد القاضي