تعاني كثير من الأمهات من مشكلة يجدن حرجاً في الشكوى عنها لأحد، وهي كون طفلهن يسرق، سواءً كانت هذه السرقة من السوبرماركت أو المدرسة أو من البيت نفسه.
فيما يلي بعض النصائح للتعامل مع حالة الابن السارق:
- بداية، عليكِ تقييم الحالة النفسية والسلوكية العامة لابنكِ، بعيداً عن موضوع السرقة. هل يعاني من اضطرابات في النوم أو الدراسة أو الأكل؟ هل يعاني من مشكلة الكذب؟ هل يوجد لديه أصدقاء؟ هل يعاني من ضغوطات عائلية أو اجتماعية ما؟ من شأن تحديد هذه النقطة بدقة، مساعدتكِ على فهم إذا ما كنت هذه السرقة عارضة واستثنائية، أم جزء من منظومة تدهور نفسي وسلوكي أكبر.
- قيّمي المسروقات التي تجدين لدى ابنكِ. هل يسرق ابنكِ أغراضاً كنتِ قد منعته من شرائها سابقاً؟ هل يوجد لديه مثل الأغراض التي قام بسرقتها؟ هل هي أشياء باهظة الثمن؟ أين يضع هذه الأغراض بعد أن يسرقها؟ هل يستخدمها؟ كم شيئاً يسرق في المرة الواحدة؟ هل يسرق من جهة واحدة أو من شخص واحد فقط؟ تساعدكِ هذه الأمور على معرفة ما إذا كانت السرقة مَرَضية أم حالة خاصة كمثل غيرته من صديق ما على وجه التحديد.
- لا تتعمّدي مكاشفته منذ البداية. اجعلي توجيهاتكِ عامة وعفوية، كمثل أن تحضّي على حسن الأخلاق وألاّ يقوم أحد ما بالكذب على أحد أو السرقة منه أو خديعته. لا بأس أن تضعي موعظة دينية بسيطة عن عقاب السارق وفي مقابلها موعظة دينية بسيطة عن ثواب الأمين. حاولي ألاّ تجعلي الأمر خاصاً بالسرقة وحدها، لكن اذكري هذا الطبع السيء ضمن النصائح والموعظة ولا توجّهيها له بمفرده بل مع إخوته.
- حاولي أن تؤمّني له الشيء الذي قام بسرقته. على سبيل المثال، إن وجدته يسرق ممحاة أو قلماً مميزاً، فاذهبي في اليوم التالي وابتاعي له مثله، وراقبي السلوك عقب هذا. حاولي معرفة: هل قام بإرجاع الأغراض التي سرقها؟ هل عاد لسرقة هذه الأشياء نفسها؟
- لا بأس أن تذكري في حديث عابر، غير موجّه له هو تحديداً، أن من يسرق يتعرّض لعقوبات قانونية وملاحقات قضائية. اذكري أن ثمة كاميرات مثبتة في كل زاوية وفي كل ركن وأن الشرطة قادرة على تحديد ملامح السارق وزجّه في السجن، عدا عن عواقب الفضيحة اجتماعياً على السارق وتأثيرها على مستقبله الدراسي والمهني.
- إن وجدتِ أن المشكلة ما تزال قائمة، برغم اتباعكِ الأساليب الآنفة جميعها، فاطلبي من ابنكِ الحديث على انفراد، واسأليه عن هذه الأغراض الجديدة. لا تجعلي الأمر يبدو كما لو أنكِ تفتشين في متعلقاته. قولي له: كنت أرتب دواليب غرفتك ووجدت هذه الأغراض، هل هي لك؟ هل تركها لديك صديقك كأمانة؟ إن اعترف بالأمر فوجّهيه برفق، وإن لم يعترف وحاول المراوغة، فأظهري امتعاضكِ والتزمي بالصمت. إن عاد للطبع مجدداً بعد هذا الموقف، فصارحيه برفق أنكِ تشكّين كونه يسرق، وأعيدي عليه النصائح التي تتحدث عن عقوبة السارق دينياً وقضائياً، واسأليه إن كان يحتاج زيادة في المصروف أو إن كان شيء ما ينقصه؟
- إن شعرتِ أن المشكلة ما تزال قائمة برغم هذا كله، وأنها في طريقها لإحداث مشاكل كبيرة، فعليكِ باستشارة خبيرة نفسية وتربوية لمساعدتكِ بناءً على معطيات الحالة الخاصة.