الإعجاب ثم التجاهل ، لعبة يمارسها النساء والرجال على حد السواء. فهل حقاً يحب الرجل أن يتم تجاهله، وهل ذلك يجعله يسعى للحصول على إعجاب المرأة ؟
الإجابة أكثر تعقيداً من نعم أو كلا، فهناك بعض الجوانب التي تجعله يحب أن يتم تجاهله وبعض الجوانب التي تجعله ينفر من هذا الأسلوب. الأمر يرتبط بالدرجة الأولى بشخصية الرجل وبالموقف وبالمرأة نفسها أيضاً.
التحدي والجائزة
في جميع القصص فإن الأمير يحارب من أجل الحصول على الأميرة، فيتغلب على تنين أو على ساحرة شريرة. وعليه فإن «الجائزة» النهائية التي سيحصل عليها الأمير هي التي تحفزه لخوض تلك المخاطرات. لكن ما لو لم تكن الجائزة على قدر توقعاته ؟
السيناريو الأول هو أنه لن يحاول ملاحقتك لأنك بالنسبة اليه «جائزة» لا تستحق العناء وحينها لن ينفع أسلوب التجاهل. السيناريو الثاني هو أنه سيقوم بالعمل جاهداً لجذب إنتباهك، لانه يعشق مبدأ الملاحقة والعمل جاهداً للحصول على ما يريد. الملاحقة تشكل متعة لبعض الرجل، جهده هذا سيجعله يثبت نفسه للمرأة وبالتالي يفوز على جبهتين ، جعلها تشعر بأهميتها وتمكن من الحصول على حبها.
أي نوعية من الرجل لا تحب لعبة التجاهل
عدد كبير من الرجال لا يحبون أن يتم تجاهلهم لأن أسوأ عدو للرجال هو تعرضهم للرفض. لكن في المقابل الرجل الناضج الواثق من نفسه، وهم قلة، يتعامل مع الأمر بطريقة مختلفة . فهو لا يدخل في الألعاب العقلية هذه ويفصح عن نيته مباشرة وفي حال تم تجاهله سيبتعد بشكل كامل. فإن قامت المرأة هنا في هذه المرحلة باعتماد لعبة التجاهل ثم الجذب فهذا يعني أنها تعاني من قلة النضوج. المراهقات فقط يعشقن التلاعب هذا، إن كان يعجبك فعليك القبول وإن كان لا يعجبك يمكنك بكل بساطة الرفض.
الرجل الذي يشعر بإنعدام الأمان ويصارع بعض المشاكل الخاصة به وبثقته بنفسه يكره أن يتم تجاهله لأن يعتبر المسألة شخصية. بعض الرجل يعتبرون بأن «وجودهم» كذكور يرتبط بحجم الإهتمام الذي يحصلون عليه من النساء وعليه فهم يكرهون أن يتم تجاهلهم .. عادة الرجل الذي يكن المشاعر للمرأة هو الذي يكره وبشدة تعرضه للتجاهل لأنه يشعر وكأنه يفقد السيطرة على مجريات الامور ما يفقده صوابه.
سيف ذو حدين
الإشكالية البديهية هنا ترتبط بواقع أنه سيتم إرباكه، فكيف من المفترض أن يعرف أن كانت المرأة معجبة به إن كانت لا تظهر أي إهتمام به أو على الأقل ترسل إشارات مختلطة. التعامل مع كل الرجال وفق النمط نفسه لن يعود علىالمرأة بالفائدة. عليها أن تدرك بأن بعض الرجال إن تم تجاهلهم فهم سيرحلون ولن يلتفتوا اليها مجدداً. لذلك قبل إعتماد أسلوب التجاهل على المرأة تجربته بأبسط أشكاله ولفترة محدودة جداً، إن ترك التأثير المطلوب فحينها يمكنها المضي في لعبتها تلك. أما إن شعرت بأن تجاهلها جعله يتجاهلها بدوره فعليها إعتماد مقاربة أخرى مختلفة.