حب الشباب.. الأسباب والعلاج!
حب الشباب هو مرض التهابي مزمن يصيب البصيلات الشعرية الدهنية ويصيب كلا الجنسين على حد سواء، ويعتبر من أكثر الأمراض الجلدية المعروفة، عامةً ما يبدأ بالظهور عند البلوغ أو في سن 18-20 من العمر أو قد يحدث في وقت لاحق ما بين 25-30، أما فترة الشفاء فهي متراوحة حسب الحالة. المرض بطبيعته بسيط وليس بخطير ولا يشكل أي عامل خطر على صحة المريض بإستثناء المشاكل النفسية والإجتماعية لأن الوجه يشكل عامل مهم في التواصل وأيضاً في الحفاظ على صورة جمالية جيدة.
إحدى مشاكل حب الشباب بعيدة المدى هي حدوث الندبات والتي تعتبر غير مريحة للمريض ويجب علاجها بشكل فوري وسريع. وعلى الرغم أن حب الشباب هو مرض يصيب البصيلات الشعرية الدهنية إلا أنه ينشأ من الجزء الأوسط من القنوات الدهنية المسامية وليس من الغدد الدهنية نفسها. هناك غدد متنوعة في الجسم في الوجه وفروة الرأس والصدر والظهر، وعند البالغين معظم بصيلات الشعر في الوجه تبدأ بإظهار حب الشباب مع الغدد الدهنية الموجودة.
وبالحديث عن أسبابه فلا يوجد سبب واضح لظهوره عدا أن هناك عامل وراثي قد يتداخل مع المرض. ويعتبر الأندروجين عامل ضعيف في حدوث المرض عند النساء، بالإضافة إلى مستحضرات التجميل والأغذية والمشروبات تعتبر عامل ضعيف أيضاً.
لا يوجد سبب جيني معين للمرض ولكن العامل الوراثي له دور في التأثير في نشاط وحجم الغدد الدهنية، فإذا أصيب كلا الأبوين بحب الشباب فإن هناك عامل كبير في إصابة الأبناء بحب الشباب. ولوحظ أن المرض أقل شيوعاً عند الآسيويين والسود، ويصل إلى 70-95% عند المجتمعات الغربية.
حسب دراسة هندية شارك فيها 1000 بالغ يعانون من حب الشباب عام 2011 ودرسوا علاقة المرض بالهرمونات الأندروجينية لوحظ أن ارتفاع مستويات التستوستيرون والبروجستيرون أما الإستروجين فوجدوا أنه منخفض عند المرضى.
علمياً، ليس هناك علاقة واضحة بين حب الشباب والأغذية المتناولة، وجميع الدراسات لم تضع حداً لهذه المعادلة إلا أن مرضى حب الشباب يؤيدون وجود علاقة بين المرض ونوعية الأغذية بشكل كبير. وحسب دراسة إيرانية عام 2014 حول علاقة مستخلصات بذور دوار الشمس وحب الشباب، وجدوا علاقة كبيرة بينهما وأوصت الدراسة بعمل المزيد من الدراسات العشوائية حول الموضوع لمنع مرضى حب الشباب من تناول مشتقات بذور دوار الشمس.
هناك أربعة عوامل تسبب حب الشباب:
- زيادة الإفرازات الدهنية التي يفرزها الجلد.
- خلل مرتبط بالكيراتين.
- نمو البكتيريا في مسامات الجلد.
- الإلتهابات.
وهناك دراسات بينت أن النظام الغذائي الغربي له دور كبير في حب الشاب ومن الأطعمة:
- الكربوهيدرات الغنية بالسكريات.
- الحليب ومشتقاته.
- الدهون المشبعة.
- الأحماض الدهنية الغير مشبعة.
البكتيريا المسببة للالتهابات التي تؤدي إلى حب الشباب:
من البكتيريا التي تنمو داخل بصيلات الشعر وتسبب حب الشباب بكتيرياPropionibacterium Acnes والتي تنمو في ظروف لاهوائية وتتغذى على الإفرازات الدهنية، بالإضافة إلى بكتيريا Staph. Aureus و P. Orbiculare ونادراً بكتيريا Demodex Follicularum تساهم في المرض ولكن ليس لهم دور في نشوء الإلتهابات.
العلاج:
من أهم الوسائل العلاجية وجود تفاهم وتعاون كبير بين المريض والطبيب، والسماع للمريض بإهتمام والشرح له بشكل مبسط. ويجب علينا في هذا المقال أن نوضح بأن المعتقد السائد بين الشباب حول علاقة بعض الأطعمة ومشاكل الكبد في نشوء حب الشباب يجب تصحيحه. مستحضرات التجميل لا دخل لها في المرض بإستثناء المنتجات الدهنية وعلينا ان نضع بعين الإعتبار أن إستخدام مستحضرات التجميل قد تساهم إيجابياً في الحالة النفسية للمصابات.
مفعول العلاج بطيء جداً، ويجب على المريض الخضوع للعلاج فترة 6 شهور، ويجب أن نرى تحسن 80-90% في نهاية الفترة العلاجية، ولكن قد يرجع حب الشباب مرة أخرى عند توقف العلاج لذلك ينبغي تناوله بكميات قليلة بإستمرار.
يعد العلاج الموضعي العلاج الأفضل والأهم ويمكن إستخدامه لوحده أو مع أدوية أخرى، ومن الأدوية: المضادات الحيوية، والمطهرات، والأدوية المحللة للبثور، والأدوية المحللة للكيراتين وbenzoyl peroxide وretinoic acid وazelaic acid.
الغسل المنتظم ممكن أن يقلل من تطور حب الشباب، وعلى المريض تجنب المنتجات المهيجة أو الغسل المفرط. ولأن الصابون المطهر لا يدخل إلى بصيلات الشعر فإنه لا يساهم في العلاج ضد البكتيريا. وعند إستخدام الدواء الموضعي ينبغي المسح على جميع الأجزاء المصابة خصوصا في الوجه عند العينين والأنف وحول الفم.
يعد Retinoids أفضل علاج للرؤوس السوداء، فخلال شهرين من العلاج يقضي الدواء على 70% منها ويقضي على الرؤوس القديمة ويمنع نشوء رؤوس سوداء جديدة.
أما المضادات الحيوية المستخدمة فأفضلها tetracycline نظراً لفاعليته وآثاره الجانبية المحدودة، بالإضافة إلى trimethoprim وerythromycin، وحديثا تم إستخدام doxycycline.
العلاج الهرموني يستخدم لخفض مستويات الأندروجين وعندها تنخفض الإفرازات الدهنية بنسبة 12.5-65%، وفي حال تكيس المبايض والذي يؤدي إلى ارتفاع الأندروجين بشكل كبير يتم إستخدام أدوية مضادة للأندروجين.
ماذا عن العلاج عند النساء الحوامل!
ينبغي للمرأة الحامل تجنب جميع الأدوية خصوصاً retinoids، فقط يسمح لها بإستخدام azelaic acid.
وينبغي عليك عزيزي القارئ تجنب الأطعمة الغنية بالسكريات الكربوهيدرات والأطعمة الدهنية، وعند ملاحظة وجود أي علامات لحب الشباب عليك بمراجعة طبيب أخصائي للبدء في عملية العلاج بشكل منظم وفعال وعدم تناول أو إستخدام أي أدوية ذكرت في المقال إلا بمراجعة طبيب أخصائي حتى لا تدخل في مشكلة صحية جديدة وأن الأدوية المذكورة تم ذكرها فقط لعلم القارئ والمهتمين.