أجريت آلاف الدراسات حول التغيرات التي تحدث للمرأة بعد أن تصبح حاملاً ثم حين تصبح أماً، وخلصت هذه الدراسات إلى أن تركيبة المخ تتغير فعلا.
وهذا يعني زيادة النشاط في المناطق التي تتحكم بالتعاطف، التوتر والتفاعل الاجتماعي. وهي تغيرات تسببها الزيادة المفرطة في الهرمونات خلال الحمل وفي فترة ما بعد الولادة، تساعد على انجذاب الأم الجديدة لطفلها. بمعنى آخر، تبدأ مشاعر الأمومة ذلك الحب الطاغي، الحماية الشرسة، والقلق المستمر بتفاعلات في المخ.
وفي الأشهر الأولى من الحمل يصيب الأم نوع من الوسواس القهري، وتنتابهن مخاوف حول صحة الطفل وسلامته والخوف من أن به خلل أو إعاقة أو أن يولد مريضاً. وسبب ذلك النمو في مناطق المخ للتنظيم العاطفي، المناطق المتعلقة بالتعاطف.
هناك العديد من مناطق المخ المتداخلة والتي تساعد على تحريك سلوكيات الأمومة والمزاج. وهي مجموعة الخلايا العصبية لوزية الشكل والمعروفة بلوزة الدماغ، والتي تساعد على معالجة الذاكرة وتحرك التفاعلات العاطفية مثل الخوف، التوتر والعدوانية.
وتؤثر دوائر مخ الأمومة تلك على طريقة الكلام اللطيفة التي تتحدث بها الأم مع طفلها، مدى انتباهها، وحتى العاطفة التي تشعر بها نحو طفلها. ليس مفاجئا، أن الضرر الواقع على اللوزة الدماغية مرتبط بمستويات اكتئاب أعلى عند الأمهات.
من جهة أخرى، يزيد هرمون الأوكسيتوسين لدى الأم، أيضا بينما تنظر الأم لأطفالها، أو تسمع صوت بكاء الطفل، أو تحتضن طفلها. قد تساعد زيادة في الأوكستوسين خلال الرضاعة على شرح سبب إيجاد الباحثين أن الأمهات المرضعات أكثر حساسية لصوت بكاء أطفالهن من الأمهات غير المرضعات.
منقول