من أهل الدار
Jeanne d'Arc
تاريخ التسجيل: January-2010
الجنس: أنثى
المشاركات: 16,465 المواضيع: 8,043
صوتيات:
10
سوالف عراقية:
0
"ساهرالليل 3" مسلسل كويتي يثير جدلاً بين العراقيين.. نكأ الجراح أم أيقظ فتنة نائمة؟
Tue, Jul 31, 2012
مسلسل كويتي أثار جدلاً بين العراقيين
ساهرالليل 3: نكأ الجراح أم أيقظ فتنة نائمة؟
أثار المسلسل الكويتي "ساهر الليل" جدلاً في العراق بسبب تصويره لمرحلة احتلال الرئيس العراقي السابق صدام حسين للكويت، متسائلين ما إذا كان الهدف منه نكأ الجراح أو إيقاظ فتنة نائمة
أثار المسلسل الكويتي "ساهر الليل .. وطن النهار" جدلاً كبيراً بين العراقيين، واختلفت الآراء في الغرض المطلوب من انتاجه في هذا الوقت وعرضه على الشاشة الرمضانية، فهناك من وجد أن المسلسل نكأ الجراح وأعاد الذكريات المريرة بين الشعبين، وهناك من وجد أن من حق الكويتيين أن يكشفوا عن التجربة الصعبة والقاسية التي عاشوها في فترة الغزو قبل 22 عاماً، وأن يعطوا الاجيال الجديدة صوراً من المرحلة العصيبة التي عاشوها في ظل الاحتلال العراقي لبلدهم، فيما يرى آخرون أنها محاولات للإساءة للشعب العراقي من خلال ربط سلوكيات رئيس النظام السابق على أنها سلوكيات شعب بكامله، ويتفق الجميع على أنه يجب أن تغلق ملفات الماضي المكتظة بالكراهية والأحقاد وأن تفتح صفحات جديدة مليئة بالمحبة والتسامح.
ويمكن الاشارة الى التداعيات التي أحدثها المسلسل في الكميات الهائلة من التنابزات والتراشق بالآراء والصور المنشورة عبر (الفيس بوك) والتي تم تعديلها من خلال تقنية (الفوتو شوب)، وهي تشير الى الخلافات السابقة والتصريحات بين الاطراف المتخاصمة، وأعادت ما كان يحدث في تلك الايام البعيدة وما بعدها من عداء كبير وكراهية لا تطاق، وقد وصلت التداعيات الحالية الى التطرف في وجهات النظر، حد الشتائم والسباب والتشفي والتهديد، فكان الكثيرون يجدون أن المسلسل فيه اغلاط تاريخية وأن الاحداث اغلبها غير حقيقية وفيها استفزاز للعراقيين وأنه أيقظ فتنة نائمة ويراد لها أن تمحى من تاريخ العلاقات بين الشعبين الشقيقين، وأن الجنود والضباط العراقيين ليسوا جميعهم من خرب ودمر وقتل، مشيرين الى أن تكرار كلمة (جلاب/كلاب) هو اكثر ما ازعجهم لأنهم شملوا بها العراقيين جميعاً.
فيما اشار البعض إلى أن من حق الكويتيين أن يخرجوا الوجع الذي ما زال يكبر في الصدور ليعلنوا شهادات من تلك الايام التي مرت بهم وحاول الزمن أن يطمسها.
يقول الفنان يحيى ابراهيم: هذا المسلسل يناقش مرحلة عاشها الشعب الكويتي الشقيق، ونحن شاهدنا الجيش العراقي السابق الذي له صولات وجولات بتهديم مدن عراقية، فعندما دخل الرئيس السابق صدام حسين الى الكويت افتعل الجيش العراقي مشاكل كثيرة داخل الكويت وتعامل مع المجتمع الكويتي بطريقة قاسية جداً، لكن هذا لا يدعو الى القول إن جميع افراد الجيش العراقي كانوا سلبيين، بل كان هناك جنود وضباط ضد عمليات العنف والرعب التي حدثت داخل الكويت، لذلك اعتقد أن على القائمين على المسلسل أن يضعوا الخط الايجابي للجندي العراقي، لأن هناك جنوداً لم يرتكبوا أية اساءة بحق أي كويتي، كما أن المسلسل فيه شيء لطيف وهو ادانة النظام العراقي السابق وادانة سياسته الرعناء، ولكن للتاريخ يجب أن يقال إن الجيش العراقي الذي دخل الكويت معظمه لم يعرف أنه دخل الكويت، والصف الاول الذي دخل كان هو الحرس الجمهوري الخاص برئيس النظام.
واضاف: انا اعتقد أن علينا أن نحقق توافقًا بيننا وبين المجتمع الكويتي، وعلينا نحن كعراقيين أن نقول للمجتمع الكويتي إننا ضد احتلال بلدكم، وأنتم تعرفون أن الشعب العراقي كان رأيه مغيباً في تلك المرحلة لذلك اتمنى أن نعيد علاقاتنا الاخوية مع كل الجيران وأن نؤسس علاقات سليمة على الرغم من اعتقادي أن وقت المسلسل غير مناسب لأن هناك عمليات كبيرة بين الحكومتين العراقية والكويتية من اجل اعادة العلاقات ومسح الماضي وفتح صفحة جديدة، لذلك أنا اقول إن بعض الكلمات كانت تقال في العموم واعتقد أن الناس المعنيين بالمسلسل لم يقصدوا الشعب العراقي، بل قصدوا الجيش العراقي باعتباره جيش السلطة، فكانت ادانة الجيش هي ادانة للسلطة فأنا اتفق معهم، وشكراً لكل الكلام الذي قيل بحق دكتاتورية النظام السابق لأن هذه الحقيقة حاولنا أن نطرحها اكثر من مرة ولكن مازال اخواننا العرب في بعض البلدان العربية يعتقدون أن الدكتاتور صدام هو شخص وطني ونبيل بينما هو مريض نفسياً، جعل العراق الذي هو اغني بلد في المنطقة تحت مستوى الفقر بسبب سياسته الرعناء.
وتابع: من حق الكويتيين أن يعبروا عن الحياة التي عاشوها ولكن عليهم أن يعبروا عن الحياة من اجل الحياة في المستقبل، وليس من اجل اعادة مشاكل الماضي، يا اخواننا الكويتيين المشاكل التي عشتموها اشهراً نحن عشناها اكثر من 30 سنة، الله انقذنا منه وانقذكم من احتلال ونتمنى صفحة جديدة، وارجو أن يكون المسلسل دعوة للقائمين على الاجهزة الامنية في العراق خصوصًا أن علينا أن ندرب ونربي الاجهزة هذه لصالح الشعب والناس، ولا نريد أن تتكرر المجازر، نتمنى أن نؤسس جيشاً يحمي الانسان العراقي وليس لإبادة المجتمعات.فيما قال الشاعر علي وجيه: "الغبيّ وحدَهُ ، مَنْ يكره شعباً كاملاً، حين ننتقدُ مسألةً ما، علينا بيان كرهنا لأي جهة لأنّنا ببساطة لسنا مخوّلين منطقياً لكراهيّة شعبٍ كاملٍ تعدادُه ملايين من البشر، وهناك مسألةٌ أخرى لم أكنْ أرغب برؤية "هشاشة" بعض أصدقائي المثقفين العراقيين وهُم يردّون على مسلسلٍ دراميّ بكره شعب، بغضّ النظر عمّا اذا كان هذا الشعب يكره العراقيين أم لا، لكن لكلّ منا جرحُهُ، والأسوأ هو الذي يهدّدُ باحتلالٍ آخر، هل تذكرون قضيّة احتلال بئر الفكّة النفطي من قبل القوات الإيرانيّة قبل سنتين ووقوف الحكومة عاجزةً أمامه، أتمنى مَنْ يهدّد بالإحتلال أن ينتبه إلى أننّا في سنة 2012، وأنّ العراق لا يوجد فيه صدّام ثانٍ كالذي أدخلنا في بالوعة كونيّة من الأخطاء السياسيّة لم نخرج منها إلى الآن، إنه مجرّد مسلسل من بلدٍ دمّره صدّام تدميراً.
اما الصحافي حيدر مجيد النعيمي فقال: إنها دراما توثق حقيقة مرحلة مهمة، أعتقد أن الكويت برمتها لفتت إليها الأنظار هذا العام وبشكل كبير من خلال تقديمها لمسلسل درامي كبير وثق لحقيقة مرحلة مهمة في تأريخ الدولة الكويتية الحديثة، وذلك من خلال العمل الدرامي "ساهر الليل" الذي أبدع فيه المؤلف فهد العليوة، فضلاً عن الإخراج المتميز جداً للمخرج محمد دحام الشمري، قد اختلف مع شريحة كبيرة من العراقيين الذين اصبحوا منذ عشرة ايام يصنعون دعاية مجانية وخدمة كبيرة لهذا العمل من خلال هجمة كبيرة يتعرض لها بسبب اعتقادهم أن العمل يسيء للفرد العراقي ويفتح جراح الماضي لطالما تذوق منها العراقيون الأمر منها والأسوأ، وأعتقد جازماً أن هذا العمل كان صورة حقيقية يجب علينا أن لا نحكم عليها بعاطفة وطنية هوجاء لا تغني ولا تسمن بل علينا أن نحكم العقل في هذا العمل الذي نجح بشكل ساحق من خلال هذا الاهتمام العراقي والخليجي به.
واضاف: لو فرضنا أن هنالك عملاً عراقياً سيحكي قصة الانتفاضة الشعبانية الباسلة ضد نظام صدام فهل سنكون رقيقين في وصف جنود صدام المغضوب عليهم، والذين عاثوا فساداً في الارض واغتصبوا وسرقوا ما لذّ وطاب لهم فهذا الحال يشبه ذلك الحال وعلينا تقبل الامر من كل جانب.
وختم حيدر حديثه بالقول: أثني على هذا العمل الذي حرّك بي مشاعر استهجان ضد ما كان يفعله ذلك النظام بجيرانه من افعال جنونية لا ترتقي لمستوى الانسانية، ويجب هنا أن أشير الى ذكاء المؤلف الذي صور لنا حال الكويتي وهو يذل تحت أمرة ضباط ليس لديهم من الرأفة والرحمة الشيء القليل.
فيما يقول الكاتب والناقد ابراهيم العطية: مسلسل (ساهر الليل) يعد أول مسلسل عربي يتناول غزو صدام للكويت، وتمنيت لو أن ممثلاً عراقياً كان موجوداً ضمن كادر عمل المسلسل كي يكون العمل اكثر قدرة ووضوحاً ولكنهم اختاروا ممثلين كويتيين فقط لاسباب لا أعرفها، واعتقد أن انتاج هذا المسلسل قد يكون ضرورياً للكويتيين أنفسهم لأن من حقهم أن يراجعوا تاريخهم وأن يعطوا أنفسهم نوعاً من الزهو والبطولة فضلاً عن تذكير الاجيال بتجربة مريرة مرت بهم، ولكن المهم هو التساؤل الى أي مدى كانوا ناجحين ومقنعين في نقل وقائع ما جرى، وهذا ما لم استطع أن أجيب عنه.
فيما قال الفنان كاظم الناصري: العلاقات العراقية الكويتية في طريقها للتحسن وهناك اتفاقيات من أجل هذا، ويأتي المسلسل الذي لا نعرف ما هي اهدافه، هل هو عرض لحال الكويتيين الذين تعاطفنا معهم في تلك الفترة وما زلنا نتعاطف، ولكن عودة التاريخ من جديد بهذه الطريقة نكأت الجراح وذكّرت الكويتيين قبل العراقيين بالجرائم التي اقترفها النظام السابق، والعراقيون ليسوا مسؤولين عن هذه الجرائم وعن هذا التعذيب الوحشي والقسوة، لذلك أنا ادعو الى عدم الترويج لهذا المسلسل واعادة الاحتقان بين البلدين اللذين يشهدان اليوم تحسناً في العلاقات.