سقط المنتخب الألماني بطل العالم في فخ التعادل السلبي أمام نظيره البولندي العنيد، وذلك في ثاني جولات المجموعة الثالثة من بطولة أمم أوروبا 2016 المقامة في فرنسا.

وعلى ملعب ستاد دو فرانس الذي عاد إليه الألمان للمرة الأولى منذ المباراة الودية التي تزامنت مع اعتداءات باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تقاسم الفريقان نقاط المباراة ليصبح في حوزة كل منهما أربع نقاط من فوز وتعادل.

وتلتقي ألمانيا المتصدرة مع إيرلندا الشمالية في الجولة الأخيرة من هذه المجموعة، بينما ستكون بولندا في مواجهة حماسية أمام الجارة أوكرانيا التي ودعت البطولة.

الشوط الأول بدأ حذراً خصوصاً لجهة البولنديين الذين تكفلوا بإبعاد هجمات الألمان، قبل أن تلوح الفرصة الأولى في الدقيقة 15 عندما أفلت ليفاندوفسكي من الرقابة على الرواق الأيمن، ليمرر إلى زميله داخل المنطقة، غير أن جيروم بواتنغ كان بالمرصاد وقطع الكرة قبل وصولها.

الألمان ردوا سريعاً على هذه المحاولة الخطيرة عن طريق توماس مولر، الذي انتزع الكرة بذكاء، قبل أن يمررها إلى زميله في بايرن ميونيخ ماريو غوتزه الذي أخطأ الهدف.

وفي ظل التألق الدفاعي من كلا الكتيبتين، رفضت الشباك أن تهتز رغم تكثيف المحاولات الهجومية من الطرفين، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.

الشوط الثاني بدأ سريعاً حاملاً معه أخطر فرص المباراة، حين أهدر أريك ميليك فرصة سهلة أمام المرمى في الدقيقة الأولى بعد عرضية بولندية مباغتة، ليتنفس الألمان الصعداء ويستعيدوا زمام المبادرة.

ومع الوصول للدقيقة التاسعة والستين حاول مسعود أوزيل تذكير عشاق المانشافت بهدفه في مرمى غانا في كأس العالم قبل ستة أعوام، عندما أطلق تسديدة صاروخية مشابهة لهدفه في مرمى الحارس الغاني كينغسون، لكن الحارس البولندي فابيانسكي كان صاحياً ليخرجها إلى ركنية.

واستمر تبادل الهجمات حتى الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع، غير أن الشباك لم يكتب لها أن تهتز، ليطلق الحكم الهولندي بيورن كويبرز صافرته أخيراً معلناً نهاية المباراة بالتعادل السلبي.

وشهدت المباراة سيطرة ألمانية كبيرة في ربع الساعة الأول قابلها تحفّظ وحذر بولنديان، قبل أن يتشجع ليفاندوفسكي وزملاؤه ويبدؤوا بالرد على تهديدات الألمان.

ووضح جلياً أن مشكلة الأظهرة ما زالت تؤرق المدير الفني للمانشافت يواخيم لوف، الذي يصر على هيكتور في الجهة اليسرى، رغم أنه ظهر تائهاً ومهتزاً في العديد من لقطات اللقاء.

من جهة أخرى، تجدر الإشادة بالأداء الطيب الذي قدمه المدافع الألماني العائد من الإصابة ماتس هوملز، حيث شكل ثنائياً حديدياً مع زميله المستقبلي في بايرن ميونيخ جيروم بواتنغ.

وللمباراة الثانية على التوالي بدا أن البدء بماريو غوتزة أساسياً خيار خاطئ خصوصاً أمام الفرق القوية بدنياً، نظراً لاستسلامه للرقابة وعدم قدرته على مشاكسة الدفاعات البولندية طويلة القامة. ولعله من الأفضل في قادم الاستحقاقات منح الفرصة أخيراً لرأس الحربة الصريح ماريو غوميز من أجل تثبيت المدافعين وإلهائهم داخل المنطقة.

في السياق نفسه، كرر نجم بايرن ميونيخ توماس مولر أداءه المخيب على الجناح الأيمن للمباراة الثانية على التوالي، مما سيجعل لوف يطرح على نفسه بعض الأسئلة في قادم الأيام، حول ما إذا كان يجدر به استغلال مولر في مركزه المفضّل مع بايرن ميونيخ خلف المهاجم بدلاً من موقعه الحالي كجناح.

وبالطبع لا بد من الإشادة بالدفاع البولندي المحكم الذي كان بالمرصاد لكل هجمات الألمان خلال المباراة، مظهراً انضباطاً تكتيكياً كبيراً عبر اتباع تعليمات المدرب آدم نافالكا بحذافيرها.

الإشادة يستحقها أيضاً روبرت ليفاندوفسكي، الذي شكل مصدر قلق دائم لصديقيه الألمانيين في الدفاع، بواتنغ وهوملز، ونجح بحركيته ومشاكسته في خلق العديد من الفرص التي لم يكتب لها أن تترجم إلى أهداف.