ذات يوم ..
عادت من المدرسه لتجد والديها ليسو بلمنزل فسألت اخاها الصغير فأجابها:
ذهبو الى بيت عمتي لان أبنتها قد تعرضت لحادث وأُحرق كامل جسمها..
لم تصدق ما تسمع ... بقيت تنضر في وجه اخاها لعلهُ يخبرها بأن ما قالهُ كذبةً أو مزاحاً
لان أبنت عمتها كانت ...كانت...
نعم ..كانت كل شئ ..
كانت أختها .. وصديقتها .. وحبيبتها .. و الروح التي تشكي لها كل ما يؤلم قلبها
كانت أقرب شخص اليها .. عندما تحتاج صديقه تجدها هي صديقتها التي لا تخونها
عندما تحتاج أخت تجدها هي اختها التي لا تتخلى عنها..
عندما تحتاج أمً تجدها كحنان والدتها
وما سمعتهُ كان صادمً .. للحضه لفتها وجود احداً بلمنزل ..نضرت خلفها وجدت خالتها عانقتها ثم انهارت بلبكاء ..
ذلك الحضن... لم يكن مثل حضن ابنت عمتها التي عندما تبكي تجدها هي اول من يمسح دموعها
.. ارادت ان تسمع من خالتها ما يطمئن قلبها ...فسألتها :اين امي وابي هل ما سمعتهُ صحيحُ ..كيف حالها هل هي بخير أخبريني..
فكان جوابها لا يكاد يختلف عن جواب أخيها...
لا بل كان أسوء .. قد نقلوها الي المشفى ويقال ان ايامها معدوده نشكر الله اذا اطال عمرها حتى نراها..
اصابتها الدهشه اكثر .. لا تريد ان تصدق .. ولكن ليس في يدها حيله ..غير الدعاء..
في اليوم الثاني أخذوها لترى أبنت عمتها ..لم تكن تعلم ان هذا هو اللقاء الاخير ..
دخلت الى المشفى في قسم الحروق ..قوانين المشفى لم تكن تسمح بدخول احد الى غرفة المريض..
غير شخص واحداً من عائلتها .. وجدت والديها وبعض من اقاربها متجمعين حول تلك النافذه ..
كانت نافذة غرفة ابنت عمتها ..
رئتها والدتها فاحتضنتها ..فجهشت بلبكاء بين احضان والدتها لانهُ الحضن الوحيد الذي يشبه ذلك الحضن الذي سيفارقها الى الابد .. حاولت امها أن تقربها من النافذه لترى حبيبتها أخر مرةً لكنها رفضت ..
وبعد محاولات من اشخاص قريبين منها ..
استسلمت... وبدأت تقترب من النافذه...شيئً فشيئً...
لم تكن تريد ان ترى ذلك المنضر لكن .. كان يجب ان تراها .. عندما وقفت امام النافذه ورأت الانسانه التي وعدتها بأن لا تتخلى عنها لاخر يوم في حياتها تحتضر على فراش الموت ..
لم تكن تريد ان تصدق ما تراه عيناها فضربت رئسها بقضبان النافذه لعل هذا كابوس سئ فتستيقض منه..لكن لا ..هذه هي الحقيقه .. فالحروق التي أصابتها كانت قويه.
وبعد فترة .. توفيت غاليتها التي كانت تعني لها كل شيئ..
لم يقولو لها فوالدها لم يعودو معها عند رجوعها من المشفى .. لانهم قرر البقاء مع عمتها وبناتها..
لكنها أحست بذلك عندما رأت ملامح أخاها وهو يكلم والدها بلهاتف فوقعت مغمى عليها ..
ركض نحوها أخاها فأحتضنها بعد استيقاضها بدأت بلصراخ ..:لا ..لا .. لم تمت هي على قيد الحياة ارجوك اخبرني بذلك غاليتي لم تمت..
فحاول ان يهدئها فقال لها :لا لم تمت لكنها الان بمنزلهم وتريد رؤيتكِ..
صدقت وبجنون اسرعت لتغير ثيابها ..وتحضر اخوانها الصغار ليذهبو ويرون أبنت عمتهم..
اقنعها أخاها بان تلبس ثياب سوداء ...
فوافقت لم تنتبه ..لشدة فرحتها بأنها سترى أبنت عمتها بعد ساعات..
ذهبو وعند وصولهم ..نزلت من باب السياره وأتجهت نحو باب بيت عمتها كانت الابتسامه تملأ عيناها..
لم يجد أخاها فرصهً ليخبرها بلحقيقه..
أقتربت من الباب .. متر واحد بينها وبين الباب .. فاجئها دخول نساء الى البيت بثياب سوداء بدء صراخهن عند دخولهن الى البيت...وقفت وألتفتت الى أخاها بنضرة انكسار وانهيار ..الان قد فهمت ما يحدث ..
لقد ذهبت .. لن تراها مجددا ..فارقت الحياة ..حبيبتي لا ارها مجدداً...
اسرعت ودخلت الى البيت رأت المنزل مكتض ...بلنساء واللون الاسود والصراخ والدموع والحزن والالم
صاحت بذالك الصوت المليئ بلحزن والشوق بأسم غاليتها لعلها تستقبلها لعلها تسمع صوتها لعلها تأتي وتحتضنها لعلها تطمئن قلبها واغمى عليها... ولكن ..السؤال : عندما كان الحزن يزور زوايا قلبي كنتِ انتي التي تعيدي ألي الفرح ..كنتِ انتي سعادتي في الحياة ..
لكن الان ..اين اجدكي يا غاليتي لتزيلي هذا الالم والحزن عني...
#نعم ..هذه أنا وهذا مقطع من قصتي الحزينه التي لم تكتمل ولا اعلم متى سينتهي الحزن وتبدا مراسم الفرح مجدداً في حياتي ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أنا الان ليس لي احد يعيد الي فرحتي وابتسامتي .. أنا بدونكِ وحيدهً ..يا نبضات قلبي ويا روحي التي تسكن جسدي ويا انفاسي التي لا اعيش بدونها ..
لم أنساكِ ... ولم انسى تلك العين التي تفهم ما في قلبي قبل ان انطق بكلمه ..!!
غاليتي ..اشتاق اليكِ كثيراً ..متى سنلتقي ثانيةً ..متى ستعودين ..؟؟
..:::أحبكِ بقدر شوقي أليكِ وحرماني منكِ:::..
#بقلمي...