خبراء يقولون أن المحافظة على صحة الأسنان أمر مهم ليس للحصول على ابتسامة جميلة فقط، بل من أجل صحتك العامة أيضاً
هل تشعر باللهفة لتناول الوجبات السريعة وشغف في تناول الحلويات؟ من المعروف أن الاستهلاك المفرط للوجبات السريعة والحلويات الغنية بالسكر قد يتسبب في زيادة الوزن، وإلحاق الضرر بصحة الفم العامة. وقد يبدو التركيز على صحة الفم وكأنه شيء غير ذي أهمية، فهو مجرد وجع في الأسنان وليس مشكلة في القلب، إلا أن ما يجهله الكثيرون هو أن إهمال نظافة الفم يمكن أن يؤدي أيضاً إلى مضاعفات صحية أكثر خطورةً. وتشير الدراسات إلى أن إهمال صحة الفم يمكن أن يؤدي إلى أمراض القلب والشرايين وهشاشة العظام والتهابات الجهاز التنفسي ومضاعفات مرض السكري1.
لقد أصبح إهمال صحة الفم مدعاة للقلق في دولة الإمارات العربية المتحدة خاصة بين الأطفال. وتشير الإحصاءات الصادرة عن هيئة الصحة في دبي إلى أن 80٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 يعانون من لثة غير صحية، ويعاني 57% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة من الأمر ذاته. كما أشار التقرير إلى أن 62.5٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و7 سنوات بحاجة الى علاج لتسوس الأسنان2 في دولة الإمارات العربية المتحدة.
إذاً ماهي العوامل التي تساهم في تردي صحة الفم بين سكان الإمارات العربية المتحدة؟
قالت الدكتورة كاثرين تريليز المختصة في زراعة الأسنان وجراحة التجميل بالليزر في دبي، وهي مؤسسة عيادة فيلا فورتوني للأسنان وجراحة التجميل بالليزر “في كثير من الأحيان، لا يدرك المستهلكون العلاقة بين الغذاء الذي يستهلكونه، وتكرار استهلاكه وصحة الفم العامة. فتناول وجبات السكرية عدة مرات خلال النهار وبين الوجبات، يبقي مستوى حموضة البكتيريا في الفم عالياً، والذي يفتح بدوره الباب أمام الالتهابات المؤلمة. لذا، فإن من الضروري تصحيح هذا السلوك ابتداءًا خلال مرحلة الطفولة”.
وتضيف الدكتورة قائلةً: “إن رهاب علاج الأسنان هو سبب آخر لتجنب زيارة طبيب الأسنان. فبعض الأشخاص لا يزورون طبيب الأسنان إلا في حال أصبح الألم لا يطاق، ويعود ذلك غالباً إلى الخوف الشديد من حفر الأسنان ووخز الإبر، بينما يُحبذ إجراء فحوص سنوية لمنع حدوث هذه المشاكل”.
ولا يقتصر رهاب علاج الأسنان على الأطفال فحسب بل يشمل الكبار أيضاً. فقد كشفت دراسة أجريت على طلاب الجامعات في دولة الإمارات العربية المتحدة أن 36٪ على الأقل منهم يعانون من أشكال مختلفة من رهاب علاج الأسنان، ولم يزر العديد منهم طبيب الأسنان لأكثر من عامين.
وتسهب الدكتورة تريليز مضيفةً أن “رهاب علاج الأسنان يبعث على القلق لأنه يمنع الأطفال والكبار من تنظيف أسنانهم وعلاجها ما قد يقي من مشاكل أسنان كبيرة في المستقبل. ومن العوامل الأخرى التي تسهم في هذا الرهاب التعرض الى تجربة مؤلمة في الماضي، أو الخوف من الاختناق، أو الخوف من صوت آلة الحفر أو الخجل من صحة الفم السيئة.”
ولحسن الحظ، لم تعد “جراحة الأسنان” عبارة تبعث على القلق. فنتيجة للتطورات الحديثة في مجال التكنولوجيا، يمكن اليوم إتمام العديد من الإجراءات الروتينية بسرعة دون ألم ودون الحاجة الى الحفز ووخز الإبر. ومن الأسباب الرئيسية وراء الألم الذي يصاحب استخدام طرق حفر الأسنان التقليدية الحرارة والاهتزاز والضغط، ولكن مع ظهور طب الأسنان بالليزر، أصبحت هذه المسببات هامشية.
يعتبر واترلايس أحدث أساليب المعالجة بالليزر في عيادات الأسنان في دبي. وتعد هذه المعالجة بديلا لطيفاً لأساليب طب الأسنان التقليدية: إذ يعمل على حفر الأسنان وإزالة العظام والأنسجة الناعمة دون شعور بالألم أو الانزعاج المرتبطين بطب الأسنان التقليدي. كما يوفر تخفيفاً فوريا لألم القروح والبثور ويقضي على احتمال تكرارها.
وتضيف تريليز “تجدر الإشارة الى أنه يمكن الحد من الأسباب التي تؤدي إلى رداءة صحة الفم. فيجب خفض استهلاك الأطعمة السكرية والحث على اتباع نظام غذائي صحي. كما ينبغي التأكيد على أهمية العناية بصحة الفم في سن مبكرة. ويمكن لتكنولوجيا الليزر المساعدة على مكافحة رهاب علاج الأسنان أيضاً”.
ولكن إلى من تلجأ إذا منعك رهاب علاج الأسنان من إجراء فحوص منتظمة الأمر الذي أدى الى تسوس شديد في الأسنان وتدهور اللثة؟
“هنا يأتي دور طب الأسنان التجميلي، حيث تغطي العمليات التجميلية كل شيء بدءًا من تيجان الأسنان واستعادة حجم ومظهر الأسنان وطبقتها الواقية لمعالجة الأسنان المتصدعة أو المنحرفة، وتبييض الأسنان واللثة لتقليل البقع. ويشهد طب الأسنان التجميلي نمواً كبيراً ويحظى بشعبية واسعة في دولة الإمارات العربية المتحدة”، كما أشارت الدكتورة تريليز.
منقول