بعد يوم طويل هل تأخذ الأشجار قسطاً من الراحة وتنام؟ أم أنها لا تعرف النوم وتبقى طوال حياتها واقفة مكانها؟ قال العلماء بأن ذلك يعتمد على كيفية تعريف النوم، إذ إن الأشجار تقوم بأخذ نصيبها من الراحة والنوم لكن بالطبع ليس مثل البشر، إذ إنها تفعل ذلك عن طريق استرخاء فروعها ليلاً، وهذه قد تكون علامة على نومها.
هل الأشجار تنام في الليل؟
في الدراسة الوحيدة التي تم نشرها عن قيلولة الأشجار، قام الباحثون بتسليط أشعة الليزر لقياس مدى تحركات شجرتي قضبان فضي ليلاً. كانت واحدة في فنلندا والأخرى في النمسا، وتم رصد هاتان الشجرتان من وقت الغسق حتى صباح اليوم التالي.
ماسحات الليزر كانت تستخدم ضوء الأشعة تحت الحمراء لإنارة أجزاء مختلفة من كل شجرة. وقد وجد الباحثون بأن فروع الشجرتين انحنت وتدلت في الليل، ووصلت إلى أدنى مستوياتها قبل بضع ساعات من شروق الشمس. وخلال ساعات الصباح الأولى ارتفعت من جديد.
تُظهر هذه النتائج أن الشجرة كلها تتدلت أثناء الليل، وقال مؤلف الدراسة ايتو بوتونن، الباحث في معهد البحوث الجغرافية الفنلندية: “إن التغيرات لم تكن كبيرة، فقط ما يصل إلى 10 سم للأشجار التي يبلغ ارتفاعها حوالي 5 أمتار”. وأضاف، بأنه من غير الواضح ما إذا كان شروق الشمس هو ما يدفع الأشجار إلى الاستيقاظ، إذ إن هذه الأشجار تعتمد على إيقاع الساعة البيولوجية الداخلية الخاصة بها، حيث عادت بعض الفروع إلى وضعها الطبيعي قبل شروق الشمس.
قال الباحثون إن هذه النتائج ليست مفاجئة، لكن من الغريب أنه لم يتم دراستها حتى الآن. وأضاف الباحثون، إن معظم الكائنات الحية لها إيقاعات في الليل والنهار، وأي وبستاني يلاحظ أن بعض النباتات تتفتح أزهارها في الصباح، وأن بعض الأشجار تغلق أوراقها في الليل.
كانت هناك بعض الدراسات السابقة حول طبيعة الحركة الليلية للنباتات لكن جميعها كان على نباتات صغيرة تُزرع في الأواني. أما هذه الدراسة فإنها تعتبر الأولى من نوعها في استخدام الليزر لقياس بدقة تحركات الأشجار البرية ليلاً.