كيف أصبحت حياة المسلمين في أميركا بعد "اعتداء أورلاندو"؟
ربما لم يعبأ عمر متين بنتائج رصاصاته التي أودت بحياة 49 ضحية وأصابت 53 شخصاً آخرين في اعتداء أورلاندو بولاية فلوريدا الأميركية، والتي تسببت في نشوب حالة من الذعر لدى المسلمين في الولايات المتحدة التي وقع بها أسوأ حوادث إطلاق النار في تاريخها، فكيف تعامل المسلمون مع هذه الأجواء خاصة بعد وجود تهديدات باستهدافهم بعد الحادث؟
في مدينة نيويورك قام عدد من المسلمين بالتجمّع للصلاة من أجل ضحايا الحادث أثناء تجمع لإفطار رمضاني، وأكدوا على أن المسلمين لا علاقة لهم بالعنف الذي ينبذه دينهم، وأنهم باتوا جزءاً من المجتمع الاميركي.
فيديو من الفيس بوكالحياة اليومية للمسلمين بمدينة أورلاندو لم تتغير كثيراً، خاصة أن المسلمين في معظم الولايات الأميركية شاركوا في وقفات سلمية لتأبين أرواح ضحايا الحادث.
وبوصفه أحد سكان مدينة أورلاندو، يقول أحمد حسن: "انتابتنا حالة إحباط بعد الحادث، خاصة أنه بات من المعتاد أن تلصق التهم بالمسلمين بعد الحوادث الإرهابية وهجمات إطلاق النار العشوائي، وأصبحنا مطالبين يومياً بأن نبرئ أنفسنا من هؤلاء، رغم انتشار جرائم الكراهية ضد المسلمين في ولايات عديدة، فولاية فلوريدا وحدها بها نحو 180 ألف مسلم تقريباً".
وأضاف: "هناك بعض التدابير التي أصبح علينا اتباعها، مثل تجنب المواقف التي قد تعرض الشخص للصدام مثل ركن السيارات أمام المسجد، أو إذا لاحظ أحدهم شيئاً غريباً أو تصرفاً مريباً عليه إبلاغ المشرفين بالمسجد وليس المصلين، واتخاذ الحيطة والحذر في التعاملات اليومية مع عدم الخوف من إعلان الهوية الإسلامية، وتوثيق الاعتداءات الفردية إن حدثت لدى الجهات الرسمية".
وأشار إلى أن المسلمين بالمساجد اضطروا بعد حادثة الملهى الليلي بأورلاندو إلى أن يقف بعضهم لحراسة المصلين حتى ينتهوا، تجنباً لتعرضهم لأية هجمات انتقامية ضد المسلمين بعد الحادث.
وفي تعقيبه على حادث مذبحة أورلاندو قال د. صالح المبارك، أحد قيادات الجالية الإسلامية بولاية فلوريدا: "هناك هجمة غير مسبوقة على المسلمين في الآونة الأخيرة واعتداءات على المحجبات والمساجد، وأحياناً ضد السيخ لارتدائهم جلباب وعمامة، ما يجعل البعض يظنهم مسلمين، وأعتقد أن تأثير حادثة الملهى الليلي سيكون لها تأثير مؤقت وهو أمر متوقع، وبالفعل هناك بعض الحوادث الفردية تجاه المحجبات في الأماكن العامة بعد الحادث، لكن الجميع هنا لديه علامات استفهام عن ملابسات الحادث، فبحسب المعلومات المتداولة عبر وسائل الإعلام عن "مذبحة أورلاندو" فإن القاتل شخص غير متدين وكان يرتاد البارات وعنيفاً، لكن كيف لشخص واحد أن يقتل هذا العدد من الرهائن وحده في اعتداء مدته 3 ساعات، بحسب الرواية الرسمية للحادث".
وأضاف المبارك قائلاً: "حتى انتماء عمر متين لتنظيم داعش ربما يكون غير حقيقي، بحسب تصريحات مسؤولين في الاستخبارات الأميركية، كما أنه ليس مهاجراً وإنما شاب أميركي المولد، جميعها أسباب تجعلنا ننتظر نهاية التحقيقات التي نظن أنها ليس لها أي علاقة بالمسلمين والإسلام الذي لا يقبل ممارسة العنف وليس هناك أي تبرير له".
منقول