خلال الأيام الأولى للطيران، لم تكن هناك مدارج معبدة لإقلاع وهبوط الطائرات كما اليوم، إنما كانت المدارج مجرد حقول زراعية وأراضي عشبية. ولأن اتجاه الرياح مهم للغاية في إقلاع وهبوط الطائرات، كانت الملاحة الجوية تعتمد على طرق بدائية في تحديد اتجاه الريح.
ومن أجل تحديد مدارج الهبوط والإقلاع، كان الطيارون يعتمدون على علامات مميزة تُعرف باسم “Airmarks” على قمم التلال والمباني. لكن، ومع زيادة حركة النقل الجوي والتطور فيها، تحولت المدارج البدائية في الحقول إلى مطارات معبدة دائمة. وأصبح هناك حاجة ملحة لوجود نظام لتفريق المدارج عن بعضها. فأصبحت أداة الملاحة الأساسية في الطائرات هي البوصلة المغناطيسية، وأصبح لكل مطار تسمية واضحة بناءً على الاتجاه المغناطيسي.
طريقة تسمية مدرجات هبوط الطائرات ..
يتم ترقيم المدرجات بشكل عام بناءً على السمت المغناطيسي (بوصلة مغناطيسية) على أساس 1/10 بناءً على اتجاه المجال المغناطيسي (مع التقريب حسب الحاجة). وحيث أن البوصلة مقسمة إلى 360 درجة، فإن المدرجات تحصل على أرقام من 1 إلى 36 عند اقتطاع آخر رقم من الدرجة بناءً على التقريب لأقرب عشرة. فالمدرج المتجه إلى ناحية الشمال (360 درجة) يحصل على الرقم 36. وبما أن المدرج باتجاهين، فإن الاتجاه الجنوبي المقابل للشمالي (180 درجة) يحصل على الرقم 18 حسب زاويته من القطب الشمالي.
ولتوضيح ذلك أكثر، فإن المدرج برقم 18 يعني أنه يتجه ناحية الجنوب بدرجة 180 درجة. والمدرج برقم 27 يعني أنه يتجه للغرب بدرجة 270 درجة. والذي يتجه شرقًا يحمل رقم 09 (90 درجة على البوصلة). أما الذي يحمل الرقم 36 فهو الذي يتجه للشمال بزاوية 360 درجة.
وحيث أن العديد من مدرجات هبوط الطائرات لديها مدارج متوازية، فإن تسميتها تتطلب أن تكون أكثر تخصصًا. لذلك، نجد أن بعض الحروف تُكتب بجانب الأرقام مثل حرف R الذي يعني المدرج اليمين من Right، وحرف L الذي يعني المدرج اليسار من Left. بعض المطارات لديها ثلاث مدرجات للطائرات لذلك نجدها تستعمل الحرف C بمعنى المدرج المتوسط Center.
أما الملاحظة المهمة، فهي أن أرقام مدرجات هبوط الطائرات تتغير بين الحين والآخر، وذلك بفعل اختلاف الاتجاهات المغناطيسية. حيث أن اتجاه القطب الشمالي يتغير باستمرار، فخلال الـ 150 عامًا الماضية، تغير اتجاه القطب الشمالي حوالي 685 ميلًا. فاتجاه القطب الشمالي يتغير بشكل دائري بمعدل يُمكن أن يصل إلى 50 ميلًا في اليوم الواحد. لذلك، كانت هناك حاجة ملحة لتغيير أرقم المدرجات عند حصول تغير ملحوظ في درجات اتجاه القطب الشمالي.