قد لا يعرف معظمنا الكثير عن جيبوتي .. تلك الجمهورية العربية الإفريقية التي لا يصلنا الكثير من أخبارها عبر وسائل الإعلام.
“حمدًا لله، هذا شيءٌ جيد” هكذا قد يقول الكثير منكم الآن؛ نظرًا لما تَعُج به وسائل الإعلام العربية والعالمية من أخبار محزنة عما تمر به بعض بلداننا العربية من ظروف عصيبة في الوقت الراهن، فقلة أخبار جمهورية جيبوتي في وسائل الإعلام المختلفة يعني أنها دولة تتمتع بالاستقرار السياسي والمجتمعي.
مع ذلك أظن أن الشعوب العربية في حاجة لاستكشاف مدى ثراء الثقافة الجيبوتية وجمال الطبيعة هناك؛ ومن ثمَّ لنحاول معًا في هذا المقال التعرف على ولو قدرٍ يسير من المعلومات عن جمهورية جيبوتي بثقافتها الرائعة ومعالمها الأخاذة …
جمهورية جيبوتي: موقع جغرافي استثنائي!
تتميز جمهورية جيبوتي بموقعها الجغرافي المهم استراتيجيًا وتجاريًا على الخريطة العالمية، فتقع جيبوتي شرق القارة الإفريقية على ساحل خليج عدن في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، ولها حدود مع إريتريا وإثيوبيا والصومال كما يفصلها مضيق باب المندب عن شبه الجزيرة العربية.
وقد عزز افتتاح قناة السويس المصرية التي تصل البحر الأحمر بالبحر المتوسط من أهمية الموقع الجغرافي لجيبوتي حيث جعل من ميناء جيبوتي ما يشبه “ميناء ترانزيت” للمنطقة، فمثلًا تعتمد إثيوبيا على ميناء جيبوتي في استيراد حوالي 80% من حاجياتها من مختلف البضائع!
الثقافة الجيبوتية: تنوع فريد وجميل!
أدى هذا الموقع الجغرافي إلى أن تصبح جيبوتي ملتقىً للكثير من الحضارات والثقافات، الأمر الذي ساهم في إثراء الثقافة الجيبوتية بتنوعٍ خاص ورائع.
فرغم أن تعداده يقل عن المليون نسمة إلا أن الشعب الجيبوتي يتميز بتعدد إثني واضح؛ فيتألف من عدة أعراق أكبرهم وجودًا هما العرقين العفري والصومالي، هذا بخلاف العرب الذين ترجع أصولهم إلى شمال اليمن ومجموعة من الفرنسيين وأقليات إثنية أخرى، وقد أثَّر كلٌ من تلك الأعراق في ثقافة الآخر منتجين ثقافة جيبوتية خالصة فريدة في تنوعها وتجانسها.
ولا يُشكِّل الآن التنوع الإثني ومن ثمَّ الثقافي أي حاجز يحول دون وحدة الشعب الجيبوتي بل على العكس يُعَدَّ هذا التنوع أساسًا لوحدته، ولعل العلم الجيبوتي يؤكد على ذلك .. فيشير اللون الأزرق بالعلم إلى سماء جيبوتي الصافية ومياهها النقية، ويشير اللون الأخضر إلى أرض جيبوتي الخضراء، في حين يُمَثِّل اللون الأبيض السلام والتناغم، أما النجمة الحمراء فترمز إلى الوحدة في بلد متعدد الثقافات.
ويرجع السر وراء هذا الوفاق الوطني إلى احترام كل المجموعات العرقية لعادات وتقاليد بعضهم البعض وتشاركهم الاحتفاليات الثقافية والمناسبات.
وكذلك على المستوى العقائدي، فرغم كون الأغلبية العظمى من الشعب الجيبوتي يدينون بالإسلام يُستَقْبَل كلًا من شهر رمضان وأعياد الكريسماس باحتفاءٍ بالغ واحتفالاتٍ كبرى، حتى أنه تم اعتبار اليوم ال25 من شهر ديسمبر إجازة رسمية في البلاد احتفالًا بالكريسماس.
جدير بالذكر أن انضمام جمهورية جيبوتي إلى جامعة الدول العربية جاء مباشرة عقب إعلان استقلالها عن فرنسا في ال27 من شهر يونيو عام 1977، ووفقًا للدستور الجيبوتي تُعَّد اللغة العربية هي اللغة الرسمية الثانية للبلاد بعد الفرنسية.
السياحة في جيبوتي: مغامرة، طبيعة، وتسوق
على صعيدٍ آخر تُعَد جيبوتي واحدة من البلاد الواعدة سياحيًا؛ حيث بدأ العديد من السياح من مختلف دول العالم – خاصةً المتحمسين للمغامرة وللسياحة البيئية منهم – الانتباه إلى ما تحتضنه جيبوتي من معالم سياحية متميزة ومتنوعة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
بحيرة عسل
تُمَثِّل بحيرة عسل أخفض نقطة بقارة أفريقيا قاطبة (150م / 570 قدم تحت سطح البحر) وثالث أخفض نقطة في العالم، كما يحيط بها مجموعة من البراكين الهامدة وصخور الحمم البركانية سوداء اللون!
خليج تاجورا
تمتلك جيبوتي شواطىء مذهلة لما تضمه من حياة بحرية بديعة خصوصًا بخليج تاجورا الذي يضم أنواعًا متعددة من أسماك القرش والحيتان العملاقة والدلافين، هذا غير أنواع الشعب المرجانية ونجمة البحر والمرجان المختلفة مما يجعل من الاستمتاع بالرياضات المائية كالغطس والتزلج على الماء تجربة مثيرة لأي سائح!
بحيرة آبيه
وبالنسبة للسياح المهتمين بالحياة البرية فعليهم الذهاب في رحلة إلى بحيرة آبيه حيث يمكنهم الاستمتاع بمشاهدة طيور البجع والنُحام دائمي التجمع حول البحيرة.
السوق المركزي
أما هواة التسوق فيمكنهم التوجه إلى السوق المركزي بالعاصمة جيبوتي والذي ستروق لهم أجواءه العربية الجليَّة تمامًا كمدينته التي يعود تاريخها إلى أواخر القرن ال19.
فتكثر به محلات بيع الملابس العربية والمطاعم العربية وحتى المكتبات المكتظة بمختلف الكتب باللغة العربية.
كذلك تُعَد الأكلات الجيبوتية إحدى ركائز صناعة السياحة في جيبوتي التي ظلت محطة أساسية في طريق تجارة التوابل في العالم لقرونٍ عديدة؛ مما ساهم في تأثر المطبخ الجيبوتي بعدة مطابخ عالمية كالمطبخ العربي والهندي والبرتغالي والإنجليزي والفرنسي، كما أضفى على الأكلات الجيبوتية تنوعًا في النكهات بشكل يلائم كل الأذواق.
لذا اخترت أن أختم المقال بهذه الوصفة اللذيذة من المطبخ الجيبوتي، لكن لا تنسوا وأنتم تستمتعون بمذاقها الرائع أن تتذكروا كم هي جميلة جيبوتي .. الجمهورية العربية الإفريقية العزيزة…
الأرز الجيبوتي
في ثلاث ملاعق كبيرة من الزيت قوموا بتحمير بصلتين كبيرتين ومقطعتين مع ملعقة من الثوم المفروم حتى يذبلوا، ثم أضيفوا لهم 500 جم من مكعبات اللحم الضأن واستمروا في التحمير حتى يتغير لونهم.
زوِّدوا عليهم 500 جم من الطماطم المقشرة والمقطعة وقليلًا من الملح والفلفل واتركوا الخليط على النار لعدة دقائق.
بعد ذلك أضيفوا ملعقة من الفلفل الأحمر الحار المقطع ونصف ملعقة من حبوب الكمون ومثلها من القرنفل وفصوص الحبهان، ثم أضيفوا بعض الماء واتركوهم على نار هادئة لمدة 45 دقيقة.
أخيرًا أضيفوا 500 جم من الأرز و500 ملل من الماء، وبعد أن يغلوا اطبخوهم على نار هادئة حتى نضوج الأرز ثم قدموه.
المصادر
1،
2،
3،
4،
5،
6