قال المدير العام للأمن الداخلي في فرنسا باتريك كالفار إن “244 شخصاً عادوا من سوريا والعراق إلى فرنسا” في منتصف شهر مايو، مضيفاً “نحن نشهد زيادة في عدد الذين يعبرون عن رغبتهم بالعودة إلى هنا… سياسة داعش تعيقهم، لأنهم ما إن يعبروا عن رغبتهم في مغادرة سوريا حتى يصبحوا بالنسبة للتنظيم خونة يستحقون الإعدام فوراً”.
وفي مقابلات أجراها باحثون مع أشخاص (وصل عددهم إلى ستين) تركوا التنظيم لفهم دوافعهم. رغم أن الأسباب معقدة بقدر أسباب ذهابهم، لكن تتكرر في روايات هؤلاء أربع شكاوٍ: تنظيم الدولة الإسلامية يركز على محاربة مسلمين آخرين أكثر من محاربة نظام بشار الأسد، تنظيم الدولة الإسلامية يرتكب فظاعات بحق مسلمين، تنظيم الدولة الإسلامية فاسد ولا يتبع تعاليم الإسلام، العيش تحت نير تنظيم الدولة الإسلامية قاس ومحبط”.
وقال شيراز ماهر، الذي يعمل في المركز الدولي لدراسات التطرف وأحد الباحثين الذين قابلوا الفارين “غالبيتهم يقولون لنا: لم نأتِ من أجل هذا”. وأضاف ماهر في أثناء زيارة لباريس “قال لي أحدهم: أريد أن أقول لكل المجاهدين ألا يذهبوا إلى سوريا. هذا ليس جهاداً. ستجدون أنفسكم تقتلون مسلمين”.
وغادر بعض هؤلاء المقاتلين دولهم في لحظة تسرع من دون تفكير كبير في الموضوع، وبعضهم كان يريد الانضمام إلى دولة متخيلة أو مجتمع مثالي يطبق الشريعة، وآخرون كانوا ييحثون عن المغامرة والرفقة أو عن دور مهم، لكن هؤلاء الجهاديين المغامرين غالباً ما يجدون أنفسهم وسط دوامة من أعمال العنف والوحشية والخوف والحرمان والسأم وعدم الفهم والتمييز، وفق روايات الفارين.
منقول