النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

حوار سري للغاية

الزوار من محركات البحث: 9 المشاهدات : 425 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق جديد
    تاريخ التسجيل: June-2016
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 12 المواضيع: 6
    التقييم: 1
    آخر نشاط: 9/December/2018

    Rose حوار سري للغاية

    حوار سري للغاية..
    قصة قصيرة..

    أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا..خلقني الله من نفسٍ طيبة..ولدت أحب
    الخير ولا أتقرب للشر أبدا"..
    ينادونني بأسماء كثيرة ، لكني اكره جميع هذه الأسماء..
    ورغم خدماتي الجليلة لبني البشر، إلا إنهم يسكبوا غضبهم وبؤسهم عليّ .
    كأني السبب الوحيد لتعاستهم وشقائهم..
    وعلى قدر تألمي من ضربهم لي وإهاناتهم المتكرره ، وحقدي اللا محدود
    لبني البشر،ألا إنني في ذات الوقت أشفق على حالهم، يتوهموا إنهم أذكياء، والحقيقة إنهم بعيدون جدا" عن
    الذكاء.
    سأخبرك السبب وأعرف انك منهم ولا يعجبك حديثي عنهم ..
    فلقد خلق الله لهم كل أسباب السعادة والطمأنينة، وسخر لهم كل شيء
    ورغم ذلك تجد الحروب والفتن والمعاصي تنتشر بينهم..
    أرسل الله لهم الرسل والأنبياء وأنزل الكتب، ولكن بقي الواحد منهم لا يفقه معنى وجوده
    ولا يشبع ، ولو ملك جبل من ذهب لوجدته يتمنى أن يمتلك جبل آخر منه
    لا أطيل عليك الحديث..فقد تملّ أنت أيضا" من هذا الواقع الذي تعرفه
    أكثر مني..
    المهم ، احكي لك حكايتي مع البشر ..
    ولدت في مزرعة جميلة، كل شيء فيها رائع..الماء والشجر
    والطبيعة،
    وعشت في نعيم حتى جاء يوم تمنيت لو لم أكن فيه..
    فقد داهمنا جنود مسلحين ،
    اقتادونا معهم ، وزعونا على مواقع متفرقة لديهم ،
    أول مرة افترق عن عائلتي
    ..هل تتصور أن البشر فقط لديهم عائلة ينتموا إليها
    وأخوة يشتاقوا لهم ؟؟
    بالعكس فقد عرفت كيف إن البشر يتلونوا
    ويظهروا عكس ما في أعماقهم..ونحن في
    حبنا لبعضنا أرقى بكثير من بني البشر..
    أعود الآن إلى حديثي عن لجنود الذين أبعدوني عن أخوتي..
    صرنا نخدمهم بكل ما أوتينا من قوة جسديه،
    نحمل العتاد
    والماء والطعام، نصعد الجبال ننزل الوديان، والجنود لا شغل لديهم سوى ضربنا بالسياط..
    أسوأ شيء في الإنسان ، حين يسيطر القوي على الضعيف ، فأنه يكشف عن وحشيته بلا حياء ..
    كانوا يجلدوا ظهورنا بالسياط، ولا طاقة لنا للدفاع عن حالنا، كنا نصبر ونصبر ونصبر ،
    حتى جزع الصبر منا ..
    يتركوننا تحت المطر في الجو البارد وحبات الثلج تحفر جلودنا بلا انتهاء..
    كانوا لا يأبهوا لجوعنا ..نبحث في الأرض الجرداء وبين الصخور عسى أن
    نجد شيئا" يسد رمقنا..
    كثيرة هي الليالي التي لم استطع النوم فيها ، لأن جلدي قد استوطنت فيه بقع حمراء
    نتيجة السياط التي تلهبه ..
    لم يفكر أحدا" في معالجتي..ألم أخبرك إنهم وحوش في صور بشرية..
    ورغم معاناتنا هذه ، لا يتوانى احدهم في التسلية أحيانا" ، فيصعد فوق ظهري كي امشي به
    لكي يطيب خاطره ويمرح على ظهري المتصدع ..
    واسمع حكاياتهم الفاسقة،
    تنابزهم بالألفاظ البذيئة، وهم يتفاخرون في اختيار الكلمات الفاسدة كأنها شيئا" جميلا" يعطروا به أفواههم المتعفنة..
    وأشد مايؤلمني من بني البشر، عندما يخطىء احدهم، تجد الآخرين يصفوه بأحد أسمائي
    ..مما يثير اشمئزازي وكراهيتي لهم..
    كما قلت لك إنهم تعساء ، فقد منّ الله عليهم بالبصيرة ، فلزموا
    البصر وتركوا البصيرة..
    أعود إلى حكايتي مع الجنود..
    ذات مساء بارد ، والقمر بدرا" يعكس ضوءه على الوادي المطل أمامنا..
    كنا نسير ضمن رتل عسكري، أحد الجنود أمامي وأنا امشي خلفه
    ..حملوني الماء ، وكان علينا التوجه من قمة الجبل مرورا" بالوادي ثم صعودا" إلى سفح الجبل الآخر..
    حيث سيكون هناك موقعنا الجديد..
    كان خلفي اثنان من أخوتي المضطهدين ..ويمشي خلفهم جنود خمسة ..
    كانوا يتعثروا في خطواتهم على المنحدر ، فأفرح عند سقوط احدهم،
    اردد في نفسي: هذه ميزة أخرى لنا حين ، نمشي بتوازن فلا مجال للسقوط مثلما يتعثر هؤلاء أصحاب الاثنين..
    وبينما نحن نسير تحت ضوء القمر ، لمحت لغما" مزروعا" على حافة الطريق..
    ولأنني طيب القلب، سرعان ما نسيت كراهيتي لبني البشر، أسرعت الخطى سبقت الجندي الأول الذي يسير أمامي،
    دفعت حجرا" بقدمي نحو اللغم كي أفجره قبل وصول الجنود فأجنبهم الخطر..
    انفجر اللغم، أصابني بقدمي ، تطاير جسدي وتدحرجت في الوادي،
    حتى كدت أصبح في عداد الأموات
    ..أدى الانفجار إلى بتر قدمي. استقرت بعض الشظايا في لحمي ..
    فقدت الوعي، لا أشعر بشيء من حولي..
    أما الجنود فقد هربوا ..لم يفكروا في إسعافي، بل تركوني مضرجا" بالدماء في قعر الوادي
    ..وأنا الذي فديت نفسي لهم..
    وبقيت على هذه الحال حتى اليوم التالي، صحوت من الغيبوبة ،
    كان الدم قد تخثر ، رأيت ما رأيت من جراح تتقاسم جسدي ..
    حملت جسدي أتوكأ على ثلاث وامشي بصعوبة حتى وصلت إلى هذه الأرض..
    يبدو أن الإنسان لم يدنسها بعد. لذلك تراها روضه جميلة، وها أنا الآن قد تماثلت للشفاء
    بعد إن فقدت قدمي، ورغم ذلك اشعر بسعادة غامرة..
    هل تعرف لماذا ؟؟
    لأن فقدان قدمي جعلني أتحرر من العبودية لبني البشر، الذين فقدوا الرحمة والمروءة من قلوبهم حتى
    أصبحوا دون أن يدركوا..عبيدا للشيطان ..

    نضال الخزرجي

  2. #2
    الراقي
    العراقي راقي
    تاريخ التسجيل: November-2012
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 14,732 المواضيع: 1,752
    صوتيات: 11 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 6659
    مزاجي: دائم الضحك
    المهنة: موظف حكومي
    أكلتي المفضلة: الفواكه
    موبايلي: جلكسي Note4
    آخر نشاط: منذ 3 يوم
    جميل جدا
    احسنت
    شكرا جزيلا لك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال