من سوء المضغ إلى فرط الأكل.. تعرّف على الأخطاء الـ7 المدمرة للجهاز الهضمي
هل تعاني من إحساسٍ مزعجٍ دائمٍ في المعدة عند تناولِ الطعام، يَدْفَعُكَ للشعور بأن ثمَّةَ مشكلة ما؟ هل تعاني من انتفاخ البطن أو الإمساك، أو الحرقة، أو التشنجات؟ إذا كان الأمر كذلك، فأنت بالتأكيد لست وحدك، حيث تُعَدُّ آلامُ البطنِ من بين الأمراضِ الصحية الأكثر شيوعاً، ويمكنُ أن يكون لها أثرٌ حقيقيٌ على نوعية حياة الناس.
وتقول خبيرة التغذية كاساندرا بارنز في حديث لصحيفة Daily Mail البريطانية، "إن جهازنا الهضمي ليس مجرد أنبوب. فهو يتكونُ من عدةِ أجزاء منفصلة تَحْدُثُ فيها عملياتُ المعدةِ المختلفة، فضلاً عن إنتاج شَتّى أنواع الخلايا.
وتُنْتِجُ هذه الخلايا موادَّ تحتوي على الإنزيمات، والأحماض، وحتى الهرمونات، بغية الإيعازِ للأجزاء الأخرى من الجهاز الهضمي بكيفية "تأديةِ وظائفها". ويجب أن تَعْمَلَ كلُّ تلك المكوناتِ بطريقةٍ صحيحةٍ لضمان تَسْهيلِ عمليةِ الهضم".
ومع هذا العددِ الكبيرِ من الأجزاء، ليس من المستغرَبِ أن تَسوءَ الأمور. فالهضمُ نظامٌ مُعَقَّدٌ، حتى إن التغيرات الطفيفة التي يمكنُ أن تَطْرَأَ على نمط الحياة والغذاء والصحة، يمكنُ أن تُؤدِّيَ إلى مشاكل في الأمعاء.
ويكشف فريقٌ من خبراء التغذية عن سبعة أخطاء قاتلة نرتَكِبُها، يمكنُ أن تُؤدِّيَ إلى اضطراباتِ البطنِ.
1. فَرْطُ الأَكْلِ
يمكنُ أن يكونَ لِفَرْطِ الأَكْلِ أثرٌ ضارٌ جداً على الجهاز الهضمي، حيث يُعَرِّضُهُ لضغطٍ أكبر.
وأوضحت شونا ويلكنسون، خبيرة التغذية في موقع SuperfoodUK.com، أن "الدَّأَبَ على فَرْطِ الأَكْلِ يمكن أن يُرْهِقَ الجهازَ الهضميَّ الذي يَعْجَزُ عن إنتاج ما يكفي من المواد الملائمة للتعامل مع حجم المواد الغذائية، مثل الحمض في المعدة، والإنزيمات في جميع أنحاء الجهاز الهضمي".
وأضافت أن الوجبات الكبيرة التي نُتْخِمُ بها مَعِدَتَنا يُمْكِنُ أن تُثْقِلَ كاهِلَ العَضَلَةِ التي تُحافِظُ على الطعام المَهضومِ في المكان المناسب، وعندما يكون الضغطُ مرتفعاً جداً، يمكن أن تُسبِّبَ الأحماضُ حرقةً.
وقالت ويلكنسون إن فَرْطَ الأَكْلِ يمكن أيضاً أن يُبَطِّئَ الجهاز الهضمي، الأمر الذي يتسببُ بنفس الأعراض الكثيرة.
وأكدت ويلكنسون أنه "إذا كنت تستطيع، حاول أن تأكل حتى 80% فقط من نسبة الشبع، وانتظر 20 دقيقة قبل أن تتناول المزيد".
2. سوءُ مَضْغِ الطعام
يمكن أن يكونَ عدمُ مضغِ الطعامِ على نحوٍ صحيحٍ أحدَ الأسبابِ الرئيسةِ للأعراض المُؤلِمة، لا سيَّما انتفاخ البطن، فعمليةُ المضغِ ضرورية لتفتيت الطعام إلى جُزيئاتٍ أصغر، الأمرُ الذي يعززُ المساحةَ داخله، متيحاً للعصارات الهضمية فرصةً أكبرَ لتأدية وظيفتها.
وقالت خبيرة التغذية بارنز: "إذا كنت لا تَمْضَغُ الطعامَ على نحوٍ صحيح، فإن بقيةَ عملية الهضم لا يُمْكِنُ أن تَتِمَّ كما يجب. ويمكن أن تحدث مشاكل، مثل ارتجاعِ الحمض. كما أن التَّخَمُّر المفرط في أسفل الجهاز الهضمي يمكن أن يسبب انتفاخ البطن، وغازات البطن، والتشنج".
ونصحت بارنز بمضغ كل لقمة من الطعام 30 مرة على الأقل، وتناول لقيماتٍ أصغر، ووَضْعِ السكين والشوكة على المائدة بين القضمة والأخرى. وأردفت قائلة: "يمكن اللجوءُ إلى خدعةٍ أخرى عظيمة، وهي أن تأكُلَ بيدك اليسرى، أو اليمنى إذا كنت أعسر، وببساطة لن تتمكن من الأكل بسرعة".
3. كميةُ الألياف المُتَناوَلة
تُعَدُّ الألياف مكوناً أساسياً في أي نظامٍ غذائيٍّ لعدة أسباب، ليس أقلها أنه يساعد على منع الإمساك.
وتُعَدُّ الأليافُ القابلةُ للذوبانِ مفيدةً بشكل خاص، وهي النوعُ الذي يذوبُ في الماء ليشكِّلَ مادةً هلاميةً في الأمعاء، الأمرُ الذي يساعدُ على تليين وتطرية البراز ويعزِّزُ الحركةَ الطبيعية للجهاز الهضمي.
وعلاوةً على ذلك، يمكنُ أن تتفككَ هذه الأليافُ من قبل "البكتيريا الجيدة" لإنتاج المواد التي تغذي جدران الأمعاء.
وقالت رائدة التغذية الدكتورة مارلين غلينفيل: "يمكن أن تعمل الألياف أيضاً كبريبيوتيك (prebiotic)، الأمر الذي يعززُ نُمُوَّ البكتيريا الحميدة".
بيد أن الإفراطَ في تناول الألياف يمكن أن يكون ضاراً، لا سيما للمصابينَ بأعراض مُتَلاَزِمَةِ القولونِ المُتَهَيِّج (IBS).
وأوضحت ويلكنسون أنه "يُمْكِنُ العثورُ على الألياف غير القابلةِ للذوبان في نخالة القمح، والحبوب الكاملة، والبذور والمكسرات، وكذلك الأجزاء الصلبة من الخضراوات والفواكه، أي قشرتها".
وأضافت أنه "إذا كنت تُعاني من انتفاخ البطن والتشنج، فعليك محاولة الحَدِّ من تناول نخالة القمح مثل حبوب القمح كثيرة الألياف، وتناول الحبوب الخفيفة مثل الأرز الأسمر والشوفان بدلاً من القمح، وتقشير الخضارِ والفواكهِ أو طبخها. كما أن نَقْعَ المكسَّراتِ والبذور في الماء لمدة 12 ساعة يمكن أن يجعلها يسيرة الهضم".
4. التوتر أو القلق
يمكن أن يسبب التوترُ العديدَ من المشاكل الصحية، من الصداع إلى ارتفاع ضغط الدم. كما يمكن للقلق أن يُلْحِقَ الضررَ بالأمعاء، مثيراً مشاكل في الجهاز الهضمي.
وقالت بارنز، إن النواقل العصبية، وهي المواد الكيميائية التي تنقلُ الإشارات العصبية، مثل السيروتونين، تساعدُ على تنظيم عمليات الهضم وتنشيطها، فإذا كنا نشعرُ بالقلق، أو التوتر، أو الاكتئاب، يَخْتَلُّ توازنُ مستوياتِ النواقلِ العصبية، مسببةً أعراضاً مؤلمة.
ويمكن لهذا الأمر أن يكون مشكلةً كبيرةً إذا كنت تأكلُ عندما يصيبكَ التوترُ أو القلق. وللحد من مستويات التوتر، يُنصح بتخصيص بعض الوقت دائماً للاسترخاء قبل تناول الطعام، وتناول الطعامَ ببطءٍ، وعدم الأكل في الطريق إلى العمل أبداً.
5. عدم ممارسة الرياضة
تعملُ الحركةُ على تحفيز الجهاز الهضمي، وتساعدُ على تحريك الطعام فيه، معزِّزَةً بذلك سلاسةَ عمليةِ الهضمِ الصحية.
ولاحظت الدكتورة غلينفيل أن النشاط البدني الجيد قد يفيدُ المصابينَ بالإمساك، على وجه الخصوص، قائلة: "كما قد تساعدُ الرياضةُ في حالات انتفاخ البطن وأعراض مُتَلاَزِمَةِ القولونِ المُتَهَيِّج، ربما لأنها تخففُ التوترَ أساساً. ولهذا السبب، قد تكون الرياضاتُ الخفيفةُ والمرخيةُ، مثل اليوغا والبيلاتس، الأكثر فائدة".
6. استهلاكُ المضاداتِ الحيوية
تُعَدُّ المضاداتُ الحيويةُ وسيلةً فعالةً للغاية، وغالباً منقذة للحياة، في مكافحتها للالتهابات البكتيرية. بيد أنها يمكن أن تُؤَثِّرَ على تعداد البكتيريا النافعة في الأمعاء، لا سيما عند تعاطيها لفترة طويلة من الزمن.
وقالت بارنز، إن انخفاضُ مستوياتِ البكتيريا الحميدة قد يؤدي إلى مشاكلَ في الجهاز الهضمي، بما في ذلك نقصُ إنتاجِ اللاكتاز (الذي يفكك اللاكتوز في الحليب)، وعدم ملاءمة التوازن الحمضي القلوي في الأمعاء، وفرط نمو البكتيريا والخمائر الضارة. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى سوء امتصاص المواد المغذية، أو انتفاخ البطن، أو التشنج، أو الإسهال، أو الإمساك.
ونَصَحَتْ أدريان بنجامين، خبيرة التغذية في موقع (ProVen Probiotics)، بتناول مُكَمِّلاتِ البكتيريا ذات النوعية الجيدة، مثل (Pro-Ven Adult 25 Billion)، لاختبار وتحقيقِ التوازن في النَّبيتِ الجُرْثومِيِّ المِعَوِيِّ. وبينت بنجامين أنه من المهم أن يتضمنَ نظامُكَ الغذائي اليومي أطعمةً متخمرةً، وأضافت: "اختاروا اللبن الطبيعي، وحساء الميسو، ومخلل الملفوف، والكيمتشي، والكومبوتشا".
7. القَرْحَةُ الهضمية
إذا كنت تعاني من ألمٍ حارقٍ في المعدة بعد بضع ساعات من تناول الوجبة، على مدى عدة أيام أو أسابيع، فقد تكونُ مصاباً بالقرحة الهضمية.
وأوضحت ويلكنسون أن سبب هذه الحالة المؤلمة هو عدوى بجرثومة المَلْوِيَّة البَوَّابية (H.pylori)، التي توجد في المياه أو الطعام.
وتُضْعِفُ هذه الجرثومةُ الطبقةَ الواقيةَ لبِطانَةِ المعدة، وتسمحُ بمرور الأحماض الهضمية عبرها. وهذا، في نهاية المطاف، يضر بطانةَ المعدةِ ويسبب الغثيان، أو التجشؤ، أو التقيؤ.
وقد يؤدي تناولُ الطعامِ إلى تخفيف الألم لفترةٍ قصيرة، غير أنه لعلاج القرحة بشكلٍ نهائي، يجب اللجوءُ إلى العلاج بالمضادات الحيوية وأدوية كَبْتِ الحمض (acid-suppressing drugs).
وقالت بارنز: "بمجرد معالجة القرحة، يجب الابتعادُ عن الكحول، والقهوة، والمشروبات الحمضية، والأطعمة الغنية بالتوابل، والأطعمة المُدَخَّنة، لأنها يمكن أن تزيدَ حمض المعدة".
وأشارات إلى أنه قد يكون من المفيد جداً تحصين أكثر أنسجة السبيل الهضمي أهميةً، وهي البطانةُ المخاطية. ويجب أن تشملَ الوجباتُ الدهونَ الصحيةَ والحبوبَ الكاملة، وكذلك اللحومَ الخالية من الدهن (الهبر). كما يمكن تناولُ المكملات، مثل (Nature's Plus GI Natural Digestion Perfection)، وهو مزيجٌ من البريبيوتيكس، والبروبيوتيكس، والإنزيمات، والمواد المغذية الداعمة، لشفاء البطانة المخاطية ودعمها".
- هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Daily Mail البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، يرجى الضغط هنا.