في ظلّ ازدهار الرواية العربية وتفوقها على بقية الأجناس الأدبية، طباعةً وقراءةً وتوزيعاً وترجمةً، لم يكن ثمة ملتقى ثقافي يجمع الروائيين والمهتمين في هذا النوع الإبداعي للغوص في قضايا الرواية ومكانتها وموضوعاتها وتحدياتها. من هنا، فكرت جمعية «أشكال ألوان» في ضرورة تنظيم مثل هذا المهرجان الثقافي، فكان «ملتقى الرواية العربية» الأول في العاصمة اللبنانية، بيروت. وقد شارك في الدورة الأولى منه نحو 33 روائياً عربياً توزعوا على ثماني جلسات تُقارب في مضمونها التحولات المعاصرة في اللغة العربية وآدابها وفنونها السردية ووظائفها التعبيرية والتواصلية، وتتناول ظاهرة انتشار فن الكتابة الروائية عربياً، وأثرها في اللغة العربية، ودور الرواية المعاصرة في التعبير عن الوقائع الاجتماعية والثقافية والسياسية، وكان من بين الروائيين المشاركين: الياس خوري، حسن داود، الياس فركوح، نجوى بركات، جبور الدويهي، إنعام كجه جي، إيمان حميدان، مها حسن، علي بدر، رشيد الضعيف، ميرال الطحاوي، كمال الرياحي، محمد الشحات، بشير مفتي، شكري المبخوت، أحمد السعداوي، مايا أبو الحيات، أحمد محسن (شارك عبر ورقة لأسباب صحية اضطرته إلى عدم الحضور)...
وجّه الملتقى في يومه الأول تحية خاصة إلى أحمد ناجي، الروائي المصري المعتقل بتهمة خدش الحياء، والذي كان مقرراً أن يشارك في أعمال الجلسة الثالثة عن «الرواية والخطاب السياسي»، فيما تعذّر الأمر بسبب ظروف اعتقاله، غير أنّ المنظمين خصصوا مقعداً فارغاً ليذكّر الحضور بغياب ناجي القسري عن المشاركة لأسباب رقابية حاكمت الخيال كما لو أنه واقع. وأمام المقعد الفارغ، تبادر العديد من الأسئلة عن حدود حرية الروائي ومشاكل الأدب في مواجهة الرقابة وغيرها من التحديات.
امتدّت الندوات أو الجلسات المفتوحة على مدار أيام الملتقى الأربعة، وفي ختام كل جلسة تم تخصيص وقت للمناقشة مع النقاد والجمهور. وكان الشاعر والكاتب يوسف بزي هو الذي أشرف على الملتقى.


منقول