تسلق الجبال مصطلح يشير الى رياضة تسلق الجبال، بما في ذلك تسلق الجبال بغرض التزلج المشي لمسافات طويلة يمكن أو التزلج على الجبال أو رياضة التزحلق على الجبال، وهي رياضة في تمارس في الجبال وتتضمن السفر على الأقدام و تسلق الجبال بواسطة المزلاجة , وكان يتضمن أيضاً الجهاد و تسلق الجبال وغالباً ما يكون التزحلق على الجليد.
بدأت ياسمين بالبكاء حين وصلت إلى أعلى رابع قمة جبل في العالم، بعد رحلة استمرت 6 أيام، صاحبتها ظروف قاسية تعرضت خلالها لإرهاقٍ جسدي وضغطٍ نفسي كبير. ياسمين كان عزاؤها الوحيد، رغم الآلام الجسدية، أن الهدف الذي بدا لها بعيداً قد تحقق، فمكثت مع مجموعتها 20 دقيقة أعلى القمة لتصرخ بضحكة عالية وسط دموعها “نعم فعلت”. ياسمين النجار فتاة فلسطينية تقطن في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية تعرضت في عُمر الثلاث سنوات لحادث سير بُترت على إثره ساقها اليمنى، وقالت “أنا فتاة مغامرة، لم تمنعني ظروف الإعاقة أن أضع بصمة خاصة في هذا العالم، رغم طفولتي التي كانت صعبة بسبب بتر ساقي ومحاولة أسرتي الدائمة تركيب طرف صناعي”. لم يكن في الضفة الغربية مركز مختص في العلاج وتقديم الأطراف الصناعية، اضطرت العائلة للذهاب إلى مدينة القدس خلال انتفاضة عام 2000، فكان الوصول إلى المدينة شبه مستحيل مع كثرة الحواجز التي وضعتها القوات الإسرائيلية، خاصةً وأن رحلة العلاج طويلة تبدأ بالزيارة اليومية لمدة 4 أشهر للمركز. عام 2006 مُنعت ياسمين النجار من دخول مدينة القدس لاستكمال العلاج بحجة تشكيل خطر أمني، من هنا كانت المشكلة الأكثر تعقيداً لدى عائلتها. تقول ياسمين “لم يكن للصعب مكانٌ في حياتي، حاولت النهوض والسعي الدائم، ساعدني أشخاص عديدون لأستمر في رحلة العلاج في دول عدة حول العالم”.
قمة الكلمنجارو
وذكرت النجار أن فكرة التسلق إلى قمة جبل الكلمنجارو بدأت من وحي أول امرأة عربية تتسلق قمة جبل إفرست عام 2011، وهي الفلسطينية سوزان الهوبي، حين شاهدت أشخاصاً ذوي إعاقة يحاولون تسلق قمة إفرست، فالتصقت الفكرة بعقلها وبدأت في تنفيذها، “تلقفتُ الفكرة ولم يكن لدي وقت للتفكير وافقت بكل ثقة ولم أكن أرى نفسي إلا بأعلى قمة الكلمنجارو”. وقمة الكلمنجارو في تنزانيا، هي رابع أعلى قمة في العالم، وترتفع عن مستوى سطح البحر6000 متر، ويعتبر الجبل الأكثر ارتفاعاً في أفريقيا، يقع في شمال شرق تنزانيا ويتألف من ثلاثة مخاريط بركانية، تقول النجار “بدأت القراءة بنَهم حول القمة ودراسة الصعاب وكل ما يدور حولها دون خوف أو تفكير في الفشل، كانت كل معلومة أطلع عليها تزيدني ثقة وقوة، وكانت تترسخ في بالي أن الاعاقة لا تمنع أحداً من النجاح والتفوق”. “الصعود من أجل الأمل” هي اسم الحملة التي أطلقها الفريق المتسلق المُشكل من 13 فرداً، تقودهم المتسلقة سوزان الهوبي، واستمرت الرحلة 6 أيام صعوداً ويومين نزولاً، وكان ضمن الفريق الكاتب إبراهيم نصر الله والطفل الفلسطيني معتصم أبو كرش من قطاع غزة، وهو أيضاً يحمل طرفاً صناعياً.
مشاكل خلال السفر
تقول النجار “حين وصلتُ الأردن، مكثتُ 10 أيام تعرضت خلالها لألم شديد في ساقي”. وأضافت أن الطبيب أخبرها أن وضعها لا يسمح لها بالسفر والتسلق ويجب خضوعها لعملية جراحية، “شعرتُ بالحزن لكنّ ثمةَ هدفاً أمامي لا يمكن أن أتنازل عنه، حين تلقى الطبيبُ إصراري الكبير طلب مني أن أجري إسعافات أولية باستمرار لقدمي الاصطناعية كي لا أتعرض لأذى كبير خلال الرحلة”. بدأت الرحلة، ووصلت النجار وزملاؤها إلى أوهارا، لتقوم بتوزيع أعلام فلسطين على المتسابقين، “كنت أشعر بالفرح وأنا أهدي المتسلقين علم بلادي”.وذكرت النجار أن فكرة التسلق جعلت المخابرات الإسرائيلية تستدعي والدها للتحقيق لمدة 8 ساعات متواصلة، ليحذروه من مصاعب السفر على ابنته ذات الطرف الصناعي، مؤكدين له أنها لن تصل وأن كل المؤشرات تدل على الفشل والإحباط، “لم يعط أبي لهم بالاً تقول ياسمين وردَّ بكلماتٍ معدودات سوف تصل وتقرأون انتصارها في وسائل الإعلام حول العالم كله”.
رحلة الصعود
بدأ الفريق التسلق الساعة 5 صباحاً، الظروف الجوية القاسية وتقلبات الطقس وانخفاض نسبة الأكسجين كلما صعدنا إلى الأعلى، وتدني مدى الرؤيا، جميعها كانت صعوبات لم تحد من إصرارانا، بقيت روح الفريق متكاملة. تقول النجار “تعرضت خلال تلك الفترة لآلام شديدة بسبب التقرحات التي أصابت قدمي وصعوبة التنفس كلما صعدت مسافة نحو القمة، عشتُ 4 فصول في يوم واحد، أجواء لم أعتدها، طرق وعرة وطقس بارد جداً إضافة الى وجود الحصى والغبار والانحدارات العالية، كنا نسير 1000 متر في 15 ساعة، وكنا نستريح بعدها في مخيمات، في وقت الاستراحة كنت أعتقُ جسدي من الساق الاصطناعية وأقوم بعمل إسعافات أولية لقدمي”. كانت الرحلة مغامرة لفتاة تبلغ 17 ربيعاً من عمرها، لكن تنوّع الفريق أعطى الرحلة رونق الجمال والحيوية، “كنا إذا أصابنا الملل والإرهاق نستمع للكاتب إبراهيم نصر الله يلقي علينا من الشعر ما يزيد عزيمتنا ويقوي إرادتنا”. اليوم الرابع وعلى ارتفاع 4800 م بدأت الصعوبة تزداد، نسبة الأكسجين هبطت إلى ما دون النصف، درجة الحرارة انخفضت بشكلٍ كبير، وبدأ تراكم الضباب والغيوم بشكل كثيف، الغطاء النباتي يتلاشى تدريجياً. وتتابع “حين وصلنا القمة شعرنا بالفخر، شعرت أنني قد قمت بتقديم رسالتي خاصةً أنني أول فلسطينية تصل إلى قمة الكلمنجارو، عشرون دقيقة كانت بمثابة حياة كاملة، أنستني التعب والألم والإرهاق الذي عانيته خلال ستة أيام مضت، خلال صراعي مع الأمل والحياة في عمري كله”. “نعم وصلت”، تقول ياسمين، وتضيف “الإعاقة ليست بالجسد، أنا لن أتوقف سوف أمضي لتحقيق كل طموح كل فكرة توصل رسالة، بساق تشبه الكلمجارو وصلت، لا تفكروا كثيراً بما أنتم به أو عليه النجاح والوصول إلى الهدف بحاجة إلى إصرار وأمل وعمل فقط”.