من المعروف أن للصيام فوائد صحية عديدة بعضها معروف وبعضها غير معروف. الصيام يساعد الجسم على التخلص من السموم، ويخفض مستوى تخزين الدهون، ويقوي جهاز المناعة ويقلل من نسبة الاكتئاب وغيرها من الفوائد المعروفة.
لكننا في موضوعنا هذا سنتطرق إلى الفوائد غير المعروفة على نطاق واسع للصيام والتي قد تفاجئك.
الصيام يطيل العمر
خفض عدد السعرات الحرارية التي يتناولها الإنسان يومياً لا تؤثر فقط على الوزن بل تطيل عمره. فوفق مجموعة من الدراسات فإن التحكم بكمية السعرات الحرارية المستهلكة يومياً هي خطوة أولى وأساسية لحياة أطول.
كما أن الصيام قادر على إعادة برمجة الجسم ليعيش لفترة أطول؛ لأن نسبة عمليات الاستقلاب في الجسم تتراجع وبالتالي تلف الخلايا. في الوقت عينه تبدأ الخلايا الجذعية بالعمل للتعويض عن الوزن من خلال إنتاج خلايا جديدة.
يحسن مقاومة الأنسولين
أهم وظيفة للأنسولين هي مساعدة السكر على الانتقال من مجرى الدم الى داخل الخلايا في الأنسجة التي تحتاجه. الدراسات أثبتت أن الصيام يمكنه أن يجعل قدرة الجسم على التعامل مع الكربوهيدرات (السكر) أفضل مما كانت عليه. ففي هذه الدراسات تبين أن الصيام يجعل الأنسولين أكثر فعالية في «إبلاغ »الخلايا متى عليها نقل السكر من الدم.
يحسن نوعية الجوع
خلال الأيام العادية الجوع الذي نشعر به ليس جوعاً فعلياً. لاختبار الجوع الحقيقي على الشخص أن يتوقف عن تناول الطعام لأكثر من ١٢ ساعة. الصيام يساعد الجسم على تنظيم الهرمونات ما يجعلك تختبر الجوع الحقيقي. فما أهمية هذا الشعور؟.
أصحاب الوزن الزائد يعانون من مشكلة عدم إرسال الإشارات الصحيحة التي تمكنهم من معرفة أنهم شبعوا. الصيام هو بمثابة زر إعادة التعيين، كلما صام الشخص لوقت أطوال تمكن الجسم من إعادة تنظيم الهرمونات، وعليه فهو لا يتمكن من معرفة متى عليه التوقف عن تناول الطعام بل سيشعر بالشبع أسرع لأن الهرمونات تعمل بشكل صحيح.
يحسن عمل الدماغ
تأثير الصيام على وظائف الدماغ خيالي. أولاً فهو يحسن عملية «الالتهام الذاتي»، وهو عملية إعادة تدوير نفايات الدماغ وإصلاحها وتكوين خلايا جديدة. الصوم يحفز نمو خلايا عصبية جديدة كما أنه يعمل على تطوير نقاط الاشتباك العصبي.
كما أنه يحفز إفراز بروتين في الدماغ يعرف باسم BDNF وهو المحفز الذي يجعل خلايا الدماغ تتحول الى خلايا عصبية، كما يحفز مجموعة من التفاعلات الكيميائية التي تحمي الإنسان من أمراض باركنسون، الزهايمز بالإضافة الى السكتات الدماغية.
يحميك من صدمة الدماغ
بالطبع لا نقصد هنا أن الصيام وبقدرة سحرية سيوفر الحماية لرأسك ضد الصدمات، لكنه بالإضافة إلى ما قمنا بذكره أعلاه يقوم أيضاً بتقليل الإجهاد التأكسدي، والذي هو اختلال التوزان بين المظاهر النظامية لأنواع الأوكسجين التفاعلية وقدرة الجسم على إزالة السموم، كما أنه يقلل من خلل الميتوكوندريا، والتدهور المعرفي الذي عادة ينتج عن صدمة الرأس.
لتبسيط الصورة أكثر، حين يتعرض أي شخص لصدمة في الرأس فهو عادة يفقد شهيته، وهذا الفقدان هو طريقة الجسم بحماية نفسه فهو يمنح نفسه الوقت لإعادة بناء ما تضرر. الصيام هو صيانة مسبقة لكل شيء ما يجعل تأثير أي إصابة محتملة أقل ضرراً.
يحمي من إصابة العمود الفقري العنقي
الإصابة هذه هي أخطر إصابة يمكن للإنسان ان يتعرض لها لأن المضاعفات خطيرة جداً وتتنوع بين الشلل الرباعي أو النصفي وحتى الموت. في إحدى الدراسات تبين بأنه رغم الضرر الكبير الذي كان يعاني منه عدد من المصابين بكسر في العمود الفقري العنقي إلا أن الصيام أثر وبشكل إيجابي على نمط المشي، وعلى عمل الأطراف.
الخلايا العصبية شهدت تحسناً كبيراً، كما أن التهاب الخلايا تراجع بشكل كبير ناهيك عن نمو ألياف عصبية جديدة. الصيام يحفز الدماغ على القيام بكل هذه الأمور من دون إصابة، ما يعني أنه في حال تعرضك يوماً للإصابة فإن دماغك في حالة من الحماية الكاملة ما يعني أقل ضرر ممكن.