يتميز رمضان بطقوسه وتقاليده التي تختلف من بلد إلى آخر، ويحتفل المسلمون في العالم بشهر الصيام بطرق مختلفة، وتظهر عادات قديمة متوارثة مرتبطة بالثقافة المحلية ابتداء من أساليب الاحتفاء وصولاً إلى أنواع الأطعمة والمشروبات.
المسحراتي: قد يكون "المسحراتي" أكثر رموز رمضان ارتباطاً بالذهن في بلاد الشام، وبمخيلة الأطفال الذين يتوقون لرؤية ذلك الرجل الذي يقرع على الطبل في عتمة الليل لإيقاظهم من أجل السحور، وفي صباح العيد يعايده الناس بالمال والحلويات كمكافأة له على عمله طوال الشهر.
ومع تراجع وجوده في العديد من المناطق، ما يزال المسحراتي يمارس دوره في بعض البلدان، مثل تركيا، التي تهتم بإضفاء طقوس تراثية على رمضان، حيث تشرف البلديات على تدريب ومتابعة عمل المسحراتي برمضان.
الفوانيس والزينة: أصبحت حبال الزينة والفوانيس الرمضانية أكثر انتشاراً خلال السنوات الأخيرة، ويحتفل المسلمون في مدن مثل عمان ودمشق والقاهرة بتزيين مداخل وشرفات بيوتهم بالمصابيح الكهربائية الخاصة بالمناسبة، والتي يتركونها مضيئة طوال الليل. وتشتهر القاهرة بالذات بانتشار فوانيس رمضان بأشكالها وأحجامها المختلفة.
الموائد الجماعية: تنتشر موائد الإفطار الجماعية خلال شهر رمضان، أبرزها في الحرمين الشريفين بالسعودية، حيث تقدم الوجبات للمعتمرين عند موعد آذان المغرب.
أما في سوريا ومصر فتعرف هذه العادة بموائد الرحمن، إذ يمكن للصائمين المشاركة في تناول الإفطار الجماعي في بعض الأحياء الشعبية، والتي تكون على نفقة المتبرعين.
وقد تكون أشهر وأكبر موائد الإفطار تلك التي تقام أمام مسجد السلطان أحمد باسطنبول، والتي تتسع لأكثر من عشرين ألف شخص، وهي واحدة من الفعاليات التي تقام في المدينة خلال رمضان والتي تجذب اهتمام السياح.
غناء وحلاقة: يتمتع كل مجتمع بخصوصيته وأساليبه الفريدة في التعبير عن الاحتفال، ففي اليمن يمارس تقليد يسمى "التناثير" قبل يومين من حلول رمضان، ويجمع الأطفال بعض الحشائش اليابسة والخشب، ويشعلون فيها النار، ثم يرقصون ويغنون حولها أناشيد خاصة بالمناسبة.
أما في موريتانيا فيحتفلون برمضان بحلاقة رؤوس الأطفال، وتسمى هذه العادة "زغب رمضان" حيث تعبر عن الفرح والسرور وعظمة المناسبة بالنسبة لهم.