نبذة مختصرة عن قسم الهندسة المعمارية جامعة بغداد
تأسس قسم الهندسة المعمارية عام 1959 في رحاب كلية الهندسة في جامعة بغداد، للحصول على شهادة البكالوريوس في الهندسة المعمارية (خمس سنوات) ، تخرج فيه مايزيد عن 2500 مهندس معماري منذ تأسيس القسم وحتى عام 2011-2012 أستطاع العديد منهم تحقيق أنجازات معمارية مبدعة في قطاعات الدولة المختلفة كما تميز عدد كبير منهم على الساحات المعمارية العربية والعالمية.
تتراوح اعداد القبول للدراسات الأولية بين 50-60 طالب وطالبة سنوياً كحد أدنى، فضلاً عن قبول الطلبة الأجانب والعرب وبحدود 10% من أعداد الطلبة المقبولين..
المواد التطبيقية في القسم تشمل: التصميم المعماري، والكرافيك، وتركيب المباني، والتصميم الداخلي، وتصميم الحدائق فضلا عن المواد النظرية في نظريات العمارة والعمارة الاسلامية والفلسفة والنقد والبيئة والتكنولوجيا والتخطيط والتصميم الحضري و المواد الساندة في أختصاصات الانشاءات والتكييف والصحيات واللغات العربية والانكليزية فضلا عن حقوق الانسان والحرية والديمقراطية وحسب تخصص وهدف كل مرحلة وبوحدات دراسية متوازنة وحسب معايير الجامعات العالمية.
أسست الدراسات العليا للحصول على شهادة الماجستير في علوم الهندسة المعمارية في نهاية السبعينات من القرن الماضي ولمنهاج دراسي أمده سنتان تقويميتان تخرج بما يقارب 300 طالب حتى عام 2011 - 2012 ولثلاثة أختصاصات دقيقة وبحسب الآتي:-
البيئة وتكنولوجيا العمارة.
نظرية العمارة والعمارة الأسلامية.
الأسكان والتصميم الحضري
كما أسست دراسة الدكتوراه ، للحصول على درجة دكتوراه فلسفة في علوم الهندسة المعمارية منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي، أن مدة المنهاج الدراسي لمرحلة الدكتوراه هي ثلاث سنوات تقويمية في الحد الأدنى تخرج بما يقارب 55 طالب حتى عام 2011 -2012 وتشمل مجموعة كبيرة من الأختصاصات الدقيقة في فلسفة التاريخ ونظريات العمارة والعمارة الأسلامية وعلوم التكنولوجيا وتطور المدن ومشكلات الاسكان وغيرها من العلوم الأخرى.
أهداف القسم
يهدف القسم من خلال المناهج العلمية والهندسية الى تأسيس قاعدة من الملاكات العلمية تتوافر فيها قابليات الأبداع ويسمو فيها العقل المستوعب لأهداف العراق الجديد وكما يأتي :
1. يكون الخريج على أستعداد تام لتنفيذ الدور الأختصاصي المطلوب منه فضلا عن دوره الفعال في بناء وطنه وذلك من خلال:-
تعزيز المفاهيم الأخلاقية والوطنية بما يرتبط بالتراث وخصوصيته الفكرية والعملية وتعزيز هذا الموروث في حقل الممارسة.
المقدرة على تعزيز روح العمل في إعادة الإعمار والإبتكار والتجديد.
المقدرة على أستيعاب التطورات العالمية في العمارة والأفادة منها في تعزيز القيم المعمارية العراقية.
2. تعزيز روح المثابرة والأستمرار بتطوير دور الإختصاص من خلال إجراء البحوث والدراسات العلمية والميدانية الرصينة والإستعداد لإستكمال الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) لتعزيز القاعدة المعلوماتية بأنتماء وطني ملتزم.
3. بلورة الأسس لمدرسة معمارية عراقية تؤكد ضرورة الأستلهام من التراث المعماري العربي الأسلامي والعراقي خصوصا ضمن مفهوم متطور ومعاصر وذو جذور تاريخية رصينة وترسيخها لخدمة العراق.
4. تعد أهداف العراق الجديد أساساً في فهم التوجه الفكري للمدرسة المعمارية العراقية المنشودة التي تمتد بجذورها عبر العصور بما يوجب فهم المعطيات التاريخية بشمولية، وأن تكون الحضارة والتاريخ منهلاً لخلق عمارة مبدعة ومعاصرة بخطاب فكري حديث ومتجدد.
5. ترسيخ فهم الأهمية المحلية في الثوابت المعمارية التي تغطي البيئة الفيزياوية (البيئة المناخية والبيئة الطبيعية والأنارة ومفاهيم الصوت والراحة الحرارية) وخصوصية المكان في التخطيط العام للمدينة والنسيج العمراني والتصميم الحضري والبناء في مواده المحلية وتقنياته وعلاقته بالمقياس الأنساني في المبنى الواحد وتجمعاته.
6. مواكبة التقنيات المتطورة في المناهج التعليمية والمقررات الدراسية وخاصة في مجال الحاسوب والتطبيقات الحديثة المتطورة في مجالات الرسم والأظهار المعماري بمساعدة الحاسوب وتطوير مهارات الطلبة في هذا المجال.
ماهو الفرق بين العمارة والهندسة المعمارية:-
تخصص العمارة :
المعماري هو المسئول عن إيجاد الشكل و الحيزات الفراغية الملائمة للاستعمال..
و يعرف هذا التخصص بعلم وفن البناء ،و يهتم هذا التخصص بإبداع تصميمات المباني ذات الكفاءة العالية في الأداء ، من حيث التخطيط والإنشاء والإضاءة .
حيث أنه لا بد أن تتوفر في الطالب الذي يرغب بالالتحاق بتخصص المعمار المستوى
الجيد في الرياضيات ، الفيزياء ، الاقتصاد ، علم الكمبيوتر ، والقدرة
الجيدة في الرسم ، والمقدرة على التخيل لكون التخصص يتطلب إجراء الرسومات والتصاميم المعمارية .
من جهة أخرى تخصص العمارة:
1 - يهتم بالرسم والتصميم والديكور والنواحي الجمالية في المباني (أغلب شغلهم بالرسم)
2 - لا يغطي النواحي الهندسية في البناء (يعني مايدققون في الرياضيات والأمور الهندسية مثل الخرسانه والأساسات والأوزان)
3 -
طلاب هذا التخصص يأخذون كورسات ماث خاصة فيهم وأسهل من ماث طلاب ألهندسة
4 - خريج هذا التخصص يعمل كمصمم
5 - من المواد التي تدرس في هذا التخصص : (التصميم الهندسي-التصوير الفوتوغرافي-تاريخ العمارة-التصميم بالحاسب)
تخصص الهندسة المعمارية : تقوم الهندسة المعمارية (Architectural Engineering) على المعرفة بالعديد من فروع الهندسة الخاصة بالتشييد و البناء بداية من التصميم المعماري و الإنشاء إلى صيانة و تشغيلية المبنى. و تأتي أهمية المهندس المعماري من إنه يكون على دراية كافية عن المبنى ككل, فيكون المهندس المعماري ملما بكل جوانب المبنى من حيث الإنشاء, التهوية, الحركة, التوصيلات الكهربائية و أيضا التصميم المعماري.
حيث أن المهندس المعماري هو المسئول عن إخراج هذه الصورة التي رسمها المعماري في خياله إلى أرض الواقع ..
1 - يهتم بشكل كبير بالنواحي الهندسية في المباني (الأساسات والتربة والأوزان والخرسانة والتمديدات الكهربائية والتكييف في المباني)
2 - يمر المهندس المعماري على بعض الأساسيات في الرسم والتصميم
3 - التخصص قريب من تخصص الهندسة المدنية ولهذا يأخذ المهندس المعماري كثيراً من المواد الدراسية من تخصص الهندسة المدنية (مثل: هندسة الإنشاءات-المساحة-هندسة التربة)
4 - من المواد التي تدرس في هذا التخصص :
(التصميم المعماري-مواد البناء-التصميم بالحاسب-الإنشاءات-التكييف-التمديدات الكهربائية-الضوئيات والصوتيات في المباني)
الآن نأتي لتخصص الهندسة المعمارية بشكل أوسع يعلم الكثيرون أن تسمية مهندس معماري (Architect) تختلف عن المعنى التقني لكلمة مهندس (ِِِEngineer). فعمل المهندس المعماري يبدأ من تصوّر وتصميم البناء، بالاعتماد على المعطيات الحضاريّة والتّقنية والاقتصاديّة والاجتماعيّة والقانونيّة التي تختص بكل دولة.
يتمثّل عمل المهندس المعماري في عمليّة إبداعية ترتكز أساساً على أبعاد جماليّة تطوّع لها حلول تقنية هندسيّة ملائمة، إضافة إلى اهتمامه بترميم البناءات القديمة وصيانة التّراث المعماري.
وعمل المهندس المعماري، وانطلاقاً من ميزة الإبداع، يبتعد عن العملية الحسابية. ومن أبرز الصفات التي يجب أن يتمتّع بها سعة الاطلاع (ثقافة عامّة وفلسفة)، حسّ فنّي وجمالي (من الإبداع إلى الذوق المرهف وحسّ عال للألوان والأشكال)، مهارات في الهندسة والفيزياء.
يتابع طالب الهندسة المعمارية تحصيله العلمي في شكل ورشات ودراسات على الموقع وتمارين الخلق والتجديد والترميم، فضلاً عن الدروس والمحاضرات والندوات.
يتمرّس الطالب في تحليل الفضاء المعماري، تنمية الثقافة المعماريّة، تنمية القدرة
على الخلق والتجديد انطلاقاً من معطيات متعددة. كما ترتبط دراسته في شكل
وثيق بالعلوم والتكنولوجيا (ريـاضيّات، فيزياء البناء، صلابة المواد، أسس
البناء، تنظيم الحضيرة، تجهيزات البناء ...). تعبير وتقنيات الرسم الفني: (رسم، وتعبير تشكيلي وبنائي...)
وانطلاقاً من واجبه المتمثّل في المحافظة على الطابع التراثي والحضاري للبلاد، يتعرّف طالب الهندسة المعمارية على محيط العلوم الإنسانية والاجتماعية (تاريخ الفنون والهندسة المعماريّة، لغة إنكليزية، علم الاِجتماع، حماية التّراث)، كما يدرس
القانون المتعلّق بعالم البناء (قانون البناء، قواعـد حماية الأملاك والأشخاص، تشريع الصفقات العموميّة، ترتيب التّهيئة الحضريّة ...). فضلاً عن ذلك، يقوم الطالب بأعمال تطبيقية في ورشات بناء كما يعمل لمدة لا تقل عن 8 أشهر تقريباً في مؤسسة عامة أو خاصة، ويطلب منه في النهاية تقديم تقرير مفصّل، بغية التسلّح بالخبرة اللازمة. و تدوم الدراسة ستّ سنوات، وتتضمن عملاً تطبيقياً في الورشات ودروساً على المواقع.
وعمل المهندس المعماري لا ينحصر في الورش فهو يستطيع العمل في مؤسسات تعمير مختلفة، خاصة كانت أم عامة. كما يمكنه فتح وكالته الخاصة.
للتميز في المهنة تخصص الهندسة المعمارية يبقى من المهن الأكثر طلباً، ولكن
إذا أردت التميّز في هذه المهنة، عليك أن تعرف أن شروطها تتطلب النقاط الآتية:
ـ التصوّر والتّصميم والابتكار في ميدان الفنّ المعماري انطلاقاً من التّراث الوطني والعالمي.
ـ إنجاز مشاريع البناء وتقويمها.
ـ إرشاد وتوجيه الأفراد والمؤسّسات لإنجاز مشاريع بناء.
ـ التّنسيق مع المهندسين (Ingénieurs) لإيجاد الحلول التّقنيّة في ميادين شتّى مثل الهندسة المدنيّة والأسمنت المسلّح واستعمال مختلف المعادن.
ـ امتلاك وسائل الإقناع الشفهيّة والكتابيّة والمرئيّة للدّفاع عن المشروع.
ـ القدرة على العمل مع فريق متعدّد الاختصاصات سواء في القطاع الخاص أو
العام.
متطلبات الالتحاق :لكي يكون الإنسان معمارياً ناجحاً يجب أن تتوفر فيه بعض المواصفات الرئيسية منها:
1. محباً للتصميم بشكل عام.
2. له ميول فنية و لو بسيطة.
3. مبدعاً في تفكيره، قادراً على التفكير بمشاريع معمارية بطرق مختلفة.
4. حبه للمطالعة لمساعدته في التصميم.
5. دقيق، لمٌاح، يستطيع كشف ما حوله بسرعة.
6. قيادي الشخصية لأنه سيكون المسؤول الأول عن المشروع و قائداً لفريق العمل.
لوكوربوزيية: (رائد العمارة الوظيفية)
مبادئة الفلسفية:-
1-أسلوب التباين مع الطبيعة:
وذلك بإتجاهه إلى الأشكال الهندسية من صنع الإنسان، وإستخدام أسلوب التصاميم المعمارية التكعيبية لدرجة وقوفه ضد الإتجاه إلى الإهتمام بالطبيعة.
2-أسلوب المباني النفعية:
فلقد إستوحى فكرة أن البيت آلة للعيش فيها، وكان يقول أن الآلة تعتبر ناجحة إذا أدت وظيفتها بإتقان وكذلك فإن المبنى يعتبر ناجحا إذا أدى وظيفته بإتقان وعلى أكمل وجه.
3-أسلوب العمارة الإشتراكية:
وإعتناقه لفكرة الدوبلكس المستوحاة من العمارة الإسلامية في العصور الوسطى (على حد قول لوكوربوزييه).
أفكاره التطبيقية:-
1-الأعمدة الرافعة لمستوى البناء فوق مستوى الأرض:
وإستغلال المكان تحت المبنى (كحديقة، أو للفصل بين حركة السيارات والمشاة، أو كجراجات)، ونشأت لديه فكرة ثورية ألا وهي الإتجاه للمدن الرأسية بدلاً من المدن الأفقية، وإستخدام الأعمدة الرافعة للبناء في تصميم منازل الدومينو.
2-إستخدام الحدائق فوق أسطح المباني، (Roof Garden):
والتي بها إستردّ الفضاء المشغول بالمباني القائمة على الأرض من جديد في الأعلى، وتوفير الراحة للسكان، بالإضافة للخصوصية، وأنها العلاج الأمثل للخرسانة من التمدد والإنكماش.
3-إستعمال الشبابيك الأفقية الطويلة الممتدة من عمود لآخر:
وبالتالي دخول الضوء الكافي لجميع أجزاء المبنى.
4-التخطيط للمسقط الأفقي الحر المفتوح:
أي بعمل هيكل خرساني على أعمدة متباعدة تسمح بإنشاء قواطيع بدون تكرار المسقط نفسه.
5-الوجهة الحرة الطليقة:
وبالتالي تصميم الواجهات بحرية ودون التقيد بما ورائها.
أهم أعماله:-
1-تصميم منازل الدومينو: (عرض للتصميم الفتوح-البعد عن إستخدام الحوائط الحاملة).
2-مشروع بناء ستراون: (إيجاد عدة مستويات وإرتفاعات مشتركة مع بعضها في المساحة الداخلية للمسكن00 العمارة الإشتراكية00)وصمم بهذا البناء منزليي شتودجارت وويزنهوف.
3-فيلا سافوي في بواسي: تعتبر أحد النصب التاريخية الهامة في تاريخ العمارة الحديثة، (شكل هندسي منتظم-حديقة فوق السطح-أعمدة رافعة للمبنى-مسقط أفقي حر-سيطرة الألوان على المبنى من الداخل والخارج-الفصل بين المبنى والطبيعة).
4-مبنى عمارة مارسيليا: أهم أعماله الضامة لجميع آراءه وإتجاهاته للعمارة السكنية، (المدينة الرأسية-حدائق وميادين علوية- السيطرة اللونية-تعدد أنظمة الوحدات السكنية للمبنى-العمارة الإشتراكية).
5-كنيسة رونشان نوتردام في جبال الفوج: تعد قطعة نحتية يفخر بها أهل المنطقة، (تقع أعلى تل في المنطقة-شبابيكها الغير منتظمة تبعث ضوء خافت يثير الرهبة والجمال).
النظــرية الوظيفية
لو كـــوربوزييـه
مقدمة عن النظرية الوظيفية
- الوظيفية بمعناها الواسع هي أن تؤدي الأشياء المصنوعة الأغراض التي تصنع من أجلها .. وأن يكون لها من الأشكال ما يأتي تبعاً لهذه الأغراض أو الوظائف.
- الوظيفية بمعناها الواسع موجودة في كل الثقافات وفي عمارة كل العصور ويعرفها المعماريون .. وكتب عنها وعن المنفعة كل كتاب العمارة منذ فيتروفيس .. كما أنها موجودة منذ عهد الكهوف عندما بدأ الإنسان يصنع لنفسه الأدوات ويختار لها من الشكل ما يتوافق مع تلك الوظيفة.
- أول من نادي بهذه النظرية في العصر الحديث هو المثال الأمريكي Horatio Greenough (1805 – 1852م) حيث نادي بأن الشكل المعماري لابد وأن يكون رد فعل طبيعي للمنفعة كما حادث في كل المخلوقات.
- جاء من بعده Louis Sullivan حيث نادي بأن يتيع الشكل الوظيفة.
- نادي بهذه النظرية مجموعة من المعماريين ورغم اختلاف وجهة نظرهم حول المفهوم إلا أنهم اجتمعوا على الاعتراف بالاتجاهات العلمية والصناعية الحديثة وترك الاتجاهات الرومانتيكية والبعد عن الزخرفة.
- النظرة الأوربية جامدة .. النظرة الأمريكية عضوية .. في تفسير النظرة الوظيفية.
- ماهية النظرية الوظيفية:-
- هي نظرية عظيمة الفائدة أوجدت دقة في التحليل الكثير من المشاكل النظرية والعملية وكانت عاملاً منقياً حررت المعماريين من التقليد والاقتباس وحررت المباني من الزخارف.
- لم يوجد منافس لها سوى النظرية العضوية في أمريكا .. وكانت المخرج الوحيد من أزمة التخبط التي سادت القرن التاسع عشر.
- كان فيها الكفاية بعد الحروب في الأزمات الاقتصادية والحاجة العاجلة للبناء والتعمير فكانت أحسن حل لتلك الظروف المتطرفة عن طريق كفاءتها في العمل وتخليصها للمباني من كل ما ليس له فائدة عملية.
- رفعت المستوى العام للتصميم المعماري وأمكن بها إنتاج أعمال جيدة حتى في أيدي المعماريين العاديين.
- كانت تثبت صحة التصميم .. ففي أي عمل جديد ليس له مثال سابق كانت الوظيفية هي مقياس الحكم على مدى صلاحية العمل .. وكانت في فترات التكوين والتأسيس لنوع جديد من العمارة أهم من أي اعتبارات أخرى .. لكنها في حالة تعدد الحلول لا يمكنها أن تحدد الحل الجيد بل تعزل الرديء فقط.
- تمثل التدريب المناسب لطلبة العمارة ولشبان المعماريين.
وجهات النظر المختلفة في الوظيفية
1 :أن تصمم المباني كما تصمم الآلات
- منذ أن بدأ عصر العقل أو الفكر في القرن 18 وأثبت العلم تفوقه على العواطف صارت النظرة إلى الأمور علمية في المقام الأول وصارت الآلات هي أدوات العصر في العمل والإنتاج.
- يطالب أصحاب هذه النظرة أن تصمم المباني كما تصمم الآلات بالعلم والمنطق والدقة والحساب .. ويكون كل شيء موجود لسبب وبكمية مطلوبة ويؤدي عملاً خاصاً به.
- فهذا ”جروبيوس“ يطالب بعمارة تلائم عصر الآلات والراديوهات والسيارات السريعة .. وهذا ”لوكوربوزييه“ يصف البيت بأنه أله للعيش فيها The Home as a Machine to Live in.
- إلا أن هذه النظرة عاطفية ليس لها ما يبررها ولا تستند إلى سبب فكري معقول يتوافق مع عصر المنطق والعلم الذي تواجدت فيه .. ورغم هذا تأثر المعماريين كثيراً بها وعملوا بمنطقها حتى ولو تحت مسميات آخرى.
2 :تقليد أشكال الآلات في المباني
- بسبب الإمكانات الهائلة للآلات فقد اندهش لها معاصروها والمهندسون وأصبحت موضع الاحترام للجميع.
- افتتن الناس بالآلات وتعلقوا بها وجعلوها مادة للتأمل .. وعرفوها ”خطأ“ بأنها أهم شيء في الحياة وكل شيء في الحياة.
- لم يكن الفنانون بعيدين عن هذا .. فقد أخذوا منها إلهامات في فنونهم المختلفة .. منهم الرسامون ”أوزنفان“ و ”لوكوربوزييه“ و ”ليجيه“ الذي جعل الأشخاص في لوحاته كالمصنوعات المعدنية .. وكذا في فن النحت.
- جاء الدور على العمارة .. رغم ما لها من تعقيدات وعوائق أكثر مما للفنون الآخرى .. ولماذا لا تستخدم العمارة أشكال الماكينات وقد سبق وأن استخدمت أشكال النباتات في الفن الجديد Art Nouveau.
- استخدم بعض المعماريون بعض أجزاء الماكينات ومنهم من جعل مبانيه على شكل آلة بأكملها .. فقد أخذ لوكوربوزييه عناصر مأخوذة من البواخر كالسلالم البحاري والشبابيك المستديرة والبلكونات الصغيرة .. أيضاً ”رايت“ الذي له بيت ذو أسقف ممتدة من الجانبين يسمى الطائرة وآخر يسمى البارجة.
- كانت هذه نظرة سريعة وسرعان ما تغيرت بعد ما وجد المعماريين أن أشكال الآلات تتغير.
3 :استخدام الآلات ومنتجاتها في العمارة
- هذا هو الحل المعقول والسليم .. حيث يستفيد المعماري مما تحققه إمكانات العصر الحديث .. وأن يراعي ما يعنيه هذا من تغير في أساليب التنفيذ والإنشاء والمواد .. وتأثير كل ذلك على الشكل المعماري في النهاية.
- وبهذا يمكن للعمارة أن تنتمي للعصر الحديث ويكون التعبير المعماري فيها حقيقياً لا مصطنعاً.
- هذه النظرة هي التي استمرت في العصر الحديث .. حيث أصبحت الآلة تحقق ما لم يحققه الإنسان وبسرعة فائقة ..فكان الأجدى الاستفادة من ذلك في تصنيع أجزاء وعناصر المباني .. فلماذا لا نستخدم الآلة في تصنيع الأبواب والشبابيك وكسب الوقت وتوفير المال الذي كانا يستهلكها في الطرق التقليدية القديمة.
- كل هذا مقبول بشرط ألا تغطى الآلة على فكر الإنسان والمعماري بشكل خاص .. وتتحول القيم الفنية والأحاسيس إلى أحاسيس صناعية لا تقبل إلا بما تقدمه الآلة ولا تعجب إلا بدقة الآلات .. (جمال ما تصنعه الآلة وجمال ما تصنعه اليد)
لوكوربوزييه (1887 – 1965م) Le Corbusier
- سويسري الأصل .. فرنسي الجنسية .. كان فناناً موهوباً له أعمال كثيرة في مجال الرسم والتصوير مما قوى لديه الملكات الفنية الخاصة كالخيال الخصب والقدرة على تصور الأفكار في مخيلته قبل أن يضعها على الورق.
- تميز بشخصية متفردة ومسيطرة وكان يرى أنه المعماري الوحيد الفذ في ذلك الوقت!!
- ترك بصمات واضحة على العمارة الأوربية والعالمية بشكل خاص من خلال الأعمال الكثيرة التي تركتها والتي تمثل توجهه بالبحث في حقيقة الهيئة المعمارية وفقاً للظروف الجديدة والإمكانات التي أتاحها التقدم التكنولوجي الجديد .. فقد كان يرى أن على العمارة أن تستخدم الوسائل التي تعمل على تحقيق الراحة للإنسان.
- له الكثير من الأفكار المعمارية التي لم يكتب لها الظهور على أرض الواقع بسبب الصراع ما بين التقليديين والحدثيين ومن أهم هذه الأفكار ما كان في مسابقة مبنى هيئة الأمم المتحدة.
- امتزج مع عمارة الشرق العربي وله أعمال منها ما نفذ ومنها ما لم ينفذ مثل بعض الأعمال في بغداد وتخطيط مدينة الجزائر .. وقد وضح تأثره الكبير بالأفكار المعمارية التي احتوتها عمارة الشرق الإسلامية على وجه الخصوص.
ملامح الفكر المعماري عند لوكوربوزييه
1 :تفريغ المبنى الصندوقي
كان للوكوربوزييه وجهة نظر مختلفة في الصندوق الكلاسيكي وإن كان لم يهاجم المباني الصندوقية بشكل كبير .. وتتلخص في الحفاظ على شكل الصندوق ولكن بعد عمل تفريغات في الصندوق تسمح باندماج الفراغات الداخلية مع الفراغ الخارجي وكل ذلك داخل الهيئة الهندسية النقية التي تحدد ملامح الصندوق.
كما ساهمت هذه الفكرة في تحقيق هيئة جديدة للحيز المعماري الداخلي .. صحيح أنها تختلف عن الهيئة التي قدمها ”رايت“ من قبل ولكنها لا تقل عنها من ناحية الإثراء الفكري والفراغي والتشكيلي.
وجهوده في هذا المجال كثيرة وشملت كل جوانب الفراغ.
أولاً: الفراغ المعماري: في هذا الإطار لم يعمد ”لوكوربوزييه“ إلى أن يذهب الفراغ الداخلي إلى الفراغ الخارجي بفكر الانسيابية الذي حققه ”رايت“ من قبل ولكنه اعتمد على أن يأتي الفراغ الخارجي لكي يندمج مع الفراغ الداخلي من خلال التجويفات التي فعلها في الصندوق .. أضف إلى ذلك قدرته على وضع الحوائط الداخلية في أي مكان بغض النظر عن اختلاف طوابق المبنى.
ثانياً: الحدود الخارجية (الحوائط): عمد ”لوكوربوزييه“ إلى تفريغ الصندوق عند الأركان بشكل خاص مما ساهم في الاتصال بين الفراغ الداخلي والخارجي .. كما أنه تمكن من تحرير الحوائط الخارجية من الإنشاء وبالتالي تمكن من وضعها في أي مكان.
ثالثاً: الفتحات: باعتماد مبدأ الفتحات الطويلة فقد تمكن ”لوكوربوزييه“ من تحقيق الاتصال بين الفراغ الداخلي والخارجي من خلال هذه الأشرطة الممتدة.
رابعاً: السقف: حاول ”لوكوربوزييه“ معالجة أسقف الفراغات الداخلية عن طريق الفتحات التي عملها في هذه الأسقف وقد اشتهرت أعماله بالفراغات المرتفعة بارتفاع طابقين ”الميزانين“ حيث ينساب الفراغ بين الطابقين.
2 :مبادئ العمارة الحديثة عند لوكوربوزييه
أولاً: المسقط الحر Free or Open Plan: بحيث يمكن وضع الحوائط في أي مكان من دون الارتباط بالنظام الإنشائي .. عكس النظام القديم الذي ارتبطت فيه الوظيفة بالإنشاء.
ثانياً: الواجهات الحرة Free Facade: بحيث يمكن وضع الحوائط في أي مكان من دون الارتباط بالنظام الإنشائي .. عكس النظام القديم الذي ارتبطت فيه الوظيفة بالإنشاء.
ثالثاً: الشبابيك الأفقية الطويلة Ribbon Windows: حيث تمتد النوافذ أفقياً من أول الواجهة حتى آخرها فساعد ذلك على تحقيق ارتباط قوي بين الفراغ الداخلي والخارجي.
رابعاً: رفع المبنى على أعمدة Pilots: بدلاً من أن يغوص المبنى في الأرض كما هو في الفكر العضوي .. حيث يسمح للأرض بأن تمتد تحت المبنى وتستغل في أغراض كثيرة.
خامساً: حديقة السطح Roof Garden: وبهذا يتحقق مجموعة من الفوائد الفنية والاقتصادية والوظيفية والروحية.
3 :سيطرة المبنى على الطبيعة
- اختلف ”لوكوربوزييه“ عن ”رايت“ في علاقة المبنى بالطبيعة .. حيث رأى ”لوكوربوزييه“ أن تسيطر المباني على الطبيعة.
- كان يقول: ”إن المسكن الذي نبنيه يرغب في أن يرى الريف أكثر من أن نضعه بين الأشجار والحشائش“.
- بالطبع فإن هذا يتوافق مع فكره حول حديقة السطح ورفع المبنى على أعمدة وحول تفريغ المبنى الصندوقي والحفاظ على الحدود الخارجية له.
4 :تقنيات جديدة لمعالجة المناخ الحار
- كان ولابد من حل لموضوع النوافذ الطويلة وخصوصاً في حالة المناخ الحار.
- كانت فكرة كاسرات الشمس والتي طورها في أعماله بشكل كبير.
- يقول ”هنري – روسل هتشكوك“: ”إن كاسرات الشمس التي استخدمها لوكوربوزييه قد أجرى بها تصحيحاً وظيفياً للصناديق الزجاجية“.
- يعتبر البعض هذه التقنية هي النقطة السادسة ضمن مبادئ العمارة الحديثة التي أعلنها ”لوكوربوزييه“
5 :تقنيات جديدة في طرق ومواد الإنشاء
- تميز ”لوكوربوزييه“ باستخدام الخرسانة المسلحة كمادة بناء بإمكانها أن تحقق رغباته في التشكيلات والإنشاءات التي قدمها.
- اقترح ”لوكوربوزييه“ عام 1914م هيكل بيوت الدومينو وهو يتكون من بلاطتين محمولتين على ستة أعمدة ومتصلتين بسلم خارجي.
- يقول ”كريستيان نوربرج – شولز“ نقلاً عن ”لوكوربوزييه“: ”نحن نستطيع أن نقدم نظام الإنشاء - إنشاء العظم - وهو مستقل تماماً عن الاحتياجات الوظيفية لمسقط المسكن يسمح لنا بمجموعات متعددة من التنظيم الداخلي وعمل المعالجات الممكن تخيلها للفتحات في الواجهات“.
- نجح ”لوكوربوزييه“ في أن يحول الإنشاء إلى وظيفة تعبيرية بتحويله من كونه وسيلة تقنية إلى نظام معماري .. وكما يقول عنه ”سيجفريد جيدين“: ”إن لوكوربوزييه عرف كيف يوضح السر المدهش للصلة بين الإنشاء الخرساني واحتياجات الإنسان والرغبات الملحة التي تأتي على الأسطح .. لقد كانت فكرة لابتكار المساكن بخفة غير مسبوقة.
*فكرة تصميم