الكائنات الدقيقة في أجسامنا، رفيقا خذلناه
كوننا بشرًا، كلٌ منا يرى أنه المتحكم҆ الوحيد҆ في نظامِ جسمه، لكننا فعليًا لسنا وحدنا!!! الملايين بل البلايين من المخلوقات تسكنُ أجسادنا، من الصحاري القاحلةِ على جلودنا، والقرى في شفاهنا، إلى المدن في أفواهنا وحتى كل سنٍ يعتبر҆ حيٌّ مستقلٌ بذاته! أما أمعاؤنا فهي أممٌ متحدةٌ من الميكروباتِ المتفاعلةؚ، وبداخل هذه الشوارع المكتظةؚ نرى هذا التدفق الدائم للطعامؚ فكلُ ميكروب له وظيفته الخاصة التي لا ينازعه فيها أحد.
المدينةُ التي تحدثتُ لكم عنها للتو تختلفُ من شخصٍ إلى آخر، فكل҆ إنسانٍ له مجموعته المميزة النادرة والتي تخصه هو وحده من الميكروباتؚ! إذن ما الذي يجعلُ كل جسمٍ ينفرد بمجموعته الخاصة، وما سر هذا الاختلاف ؟!
في الحقيقة هناك الكثيرُ من الأسباب التي تلعبُ دورًا مهمًا في تحديد ميكروباتنا المميزة قد تكون وراثيةً أو مقابلتنا اليومية للعديد من أنواع الميكروبات وتعرضنا لها، ولكن الشيء الذي قد نتغافل عن مدى تأثيره هو ” طعامنا “! فالغذاء الصحيّ المليء بالمركبات المعقدة والذي يحتاج للكثير من الميكروبات لتشارك في تكسيره وعمليه هضمه يجعل سكان أمعائنا في حركه دائمة ونشاط مستمر، كالتفاحة مثلًا وربما كانت الميكروبات السبب وراء المثل الذي يقول ” تفاحةٌ في اليوم، تبقي الطبيب بعيدًا “! بينما الأطعمة التي تحتوي على جزيئاتٍ بسيطةٍ وتعتبر غير صحيةٍ، يتم هضمها بسرعة بمساعدة عدد قليلٍ من الميكروبات مما يجعل الجزء الأكثر عاطلًا عن العمل وسرعان ما يتم طرده وإبعاده من هذه المدن أو يحكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة.
ونتيجةً لذلك قد نفقد الكثير من ميكروباتنا فيختل نظام أمعائنا المتكامل، كالمصابين بمرض السكري من النوع الثاني أو التهاب الأمعاء المزمن، فتقوم بعض البكتيريا التي تعيش في أمعائهم بانتهازؚ فرصةؚ نقصؚ الأنواع الأخرى وتتكاثر إلى العدد الذي تقرر من خلاله إفراز عوامل الشراسة التي من خلالها تستطيع أن تسبب لهم الأمراض كالتهاب القولون المزعج للكثيرين!
نحن لا نفهم تمامًا الطريقة المثلى لمعالجة مجتمعاتنا الفردية الميكروبية لكن على الأرجح تغير أسلوب حياتنا كتناول وجباتٍ متنوعةٍ من أطعمةٍ مكونة من جزيئاتٍ مركبةٍ وذات أصلٍ نباتي من الممكن أن يساعد في إعادة الأنظمة الميكروبية في داخل مدن أمعائنا وشوارعها.
إذن نحن حقا لسنا وحدنا في جسمنا فعدد خلايانا هو 100ترليون خلية ولكنّ عدد ميكروبات أجسادنا 1000ترليون خلية أي أنك إذا نظرت إلى جسدك في المرآة فأنت في الحقيقة لا ترى إلا عشر ما أنت عليه والباقي ميكروبات.
حاليا هناك بعض المحاولات لنقل بعض هذهؚ الميكروبات إلى داخل أمعاءنا ليتم إعادة الاتزان والاستقرار إلى تلك المدن وتعيش بسلامٍ وأمانٍ كمثالؚ الكلستريديوم ديفسل حيث يتم نقلها إلى جسم المريض عن طريق ؚنقل البراز ولكن مازالت هناك بعض العقبات في استخدام البرازؚ لعلاجؚ النقص في هذه الميكروبات كالضوابط الشرعية.
إذن نحن من بدأنا بتغيير نمطؚ المعيشة لهؤلاء السكانؚ بمجرد أن اكتشف العالم”الكسندر فلمنج “المضادات الحيوية في عام 1928فرحنا بأعظم إنجاز للبشرية في القرنؚ العشرين و تسرعنا في جنيؚ ثمار المعرفةؚ أو لقلةؚ معرفتنا كان ردة҆ فعلنا (اقتلوهم حيث ثقفتموهم) فالمضاد الحيوي يقتل҆ الميكروبات بعدة طرقٍ اذكر منها على سبيل الإيجاز لا الحصر: تدمير الجدار الخارجي للميكروب أو إعاقة بناء جدار خليةٍ بكتيريةٍ جديدة ولكن مع الزمن طوّر الميكروب نفسه حتى يتخلص من أثر ذلك السم القاتل له “المضاد الحيوي” ولكنّ بعض الدراسات توضح أنه في نفس الظروف الميكروبية قد يصاب البعض والبعض ҆الآخر لا يصاب يرجع ذلك إلى وجود عنصر هام في جهاز المناعة اكتشف حديثا يسمى مضادات الميكروبات الببتيدية حيث انه وفى بداية الثمانينات قد ؚاكتشف أكثر من 800 نوع من هذه الببتيدات وقد وجدت في الثديياتؚ والبرمائياتؚ والأسماك والحشرات والنباتات وحتى في البكتريا نفسها .هذه الببتيدات لها تأثير معدل للمناعة ومضادٍ للميكروبات كما أن لها قدرة فعالة لتجنب مقاومة الميكروبات لها. تلك الظاهرة التي جعلت الكثير من المضادات الحيوية غير فعالةٍ وهذا يعطى بصيص أملٍ في المستقبل إذا ما وصلنا إلى درجة عاليةٍ جدا من المقاومة بحيث انتشرت في الآونةؚ الأخيرةؚ قضية مقاومةؚ البكتيريا للمضادات الحيوية بحيث تم استخدام الطلقة الأخيرةؚ في ترسانةؚ المضادات الحيوية آلا وهو “الفانكومايسين”.
تغافلنا قول الله تعالى (وفى أنفسكم أفلا تبصرون) ولم نعرف ما هي فوائد هذا المستعمرات والجيوش بالعالم الذي داخل أجسادنا. تغافلنا أهمية تلك الميكروبات وبدأنا بمقاومتها بكلؚ ما أوتينا من قوة، ولكن كيف ردت علينا هذه الكائنات “أرجوكم تريثوا قليلا أنا أحميكم من مرض السكري من النوع الثاني أيضا أمنع الميكروبات الضارة أن تغزو أمعاءِكم وأنتج لكم بعض الفيتامينات مثل فيتامين ك، وأقدم لكم مزاجا جيدا”
لكن نحن لم نستمع لتلك الأصوات الخفية، وهنا كانت الفاجعة!!! أبيدت البكتيريا في أمعاءنا سواء النافعةؚ أو الضارة، وظهرت أمراض لم تكن بالحسبان كمرضؚ السرطان فطورت الأخيرة نفسها وردت علينا بأنها ستقوم بدورها المبرمجؚ وتصحح الخطأ الذي ارتكبنا منذ 70 عام.
إذن في النهاية لا بد لنا من ترشيد استخدامؚ المضادات الحيوية حتى لا ندمر تلك القرى والمدن بأيدينا فنحن̓ وحدنا من نحافظ على بيئةؚ جسمنا ونحميها بالتزامنا بنظام تغذيةٍ جيد يحتوي على كل العناصر فأنت بإمكانك أن تسعد الميكروبات الخاصة بك وبإمكانك أن تتعسها، ولكن هذه التعاسة ستعود على مزاجك، لذلك فلنحسن تناول الأطعمةِ التي تريح ميكروباتنا ونبتعد عن كل ما يعكر صفوها فإذا كان مزاجك سيئا فلا تلم إلا نفسك لأنك لم تطعم سكان أمعائك ما لذ وطاب مما يشتهون.
وهذه صور لبعض الكائنات الموجوده فى أجسامنا:
الأميبا أكله العقل:
وهي نوع من الكائنات الدقيقة جداً والتي تهيج الجهاز العصبي للإنسان، وتسبب له الأرق والرشح وفقدان حاسة الشم والتذوق والصداع والحمى وتصلب الرقبة والدوار والقيء، كل ذلك في غضون من يوم إلى 7 أيام من تلقي العدوى، إضافة إلى أعراض ثانوية كالهلاوس والعطس وفقدان التركيز.
معظم الحالات التي تصاب بتلك الأميبا يتم اكتشافها متأخراً، ويكون التعامل معها دون جدوى وتسبب الوفاة بعد 7 إلى 14 يوماً من تاريخ الإصابة.
توكسو بلازما كوندياي:
ذلك الكائن ينمو في شعر القطط المنزلية والقوارض، الأمر الذي يجعل القوارض والقطط أكثر انجذاباً لرائحة بول النساء مما يجعلها أكثر عرضة لتلقي العدوى، ويسبب للمصاب حالة من انفصام الشخصية وانخفاض سرعة رد الفعل، وتشوه الذات
دودة جوينيا:
تضع بيوضها في المياه العذبة، وتتعلق تلك البيوض في براغيث الماء، ويتعرض الإنسان للإصابة بتلك اليرقات عند تناوله لمياه تحتوي على البراغيث أو يقرر أن يعوم في تلك المياه، فبعد موت البراغيث تبدأ البيوضة تفقس داخل جسم الإنسان وتكمل حياتها، والمفزع أن تلك الديدان يمكنها أن تنمو حتى يصل طولها إلى 3 أقدام، وستحاول الخروج من جسد المصاب مما يسبب له إحساساً بحرقة المعدة.
جيارديا:
ذلك الكائن الدقيق ينتقل من تناول المياه غير المعالجة، والتي تعيش في أمعاء الشخص المصاب، والتي تسبب للإنسان الإسهال والانتفاخ والروائح الكريهة التي تنبعث من الفم والتقلصات، والتي تسبب الجفاف ونقصان الوزن وتصل بالمصاب إلى الوفاة.
دودة بين:
بيض تلك الديدان يمكن أن ينتقل إلى الإنسان من الماء الملوث أو الطعام أو الأيادي الملوثة، والتي تسبب حكة للشخص المصاب في منطقة الشرج.
سكابيز:
نوع من الحشرات ينتقل بين الإنسان والقطط والكلاب، والتي لديها القدرة على الانتقال من جلد إلى آخر، وتسبب الحكة والبقع الحمراء والانتفاخات الجلدية، ولذا فعملية انتقالها من شخص لآخر سهلة وسريعة.
دودة العين الأفريقية:
تعيش تلك الديدان تحت جلد الضحية، لا تشعر الضحية بأى ألم من تلك الديدان أثناء تحركها، حتى تصل إلى العينين والأنف، وتبدأ المأساة، وبعض الضحايا أبلغوا أنهم يمكنهم رؤية الديدان، وهي تتحرك أمام أعينهم.
الدودة الشريطية:
من أشهر الديدان في العالم، والتي تنتقل للإنسان من تناول اللحوم النيئة او الحيوانات المصابة بالدودة الشريطية، وتمثل خطورة تلك الديدان في إمكانية انتقالها للكبد أو القلب أو المخ، ما يسبب وفاة الشخص المصاب.