في ليلة الفتح من رجب
زارني طيف سحريار
كأنه دفق الضوء في الشهب
قال لي سحرياري
و قد هم بي
و ما به قد هممت
في جميل القول بالأدب
و أفطرت بالشهد من يده
و بتنا في العناق معا
فوق أبراج اللهو و اللعب
وذاق السحريار
ما ذاق من متع
و صرنا كالنور في اللهب
يمتص بعضنا من بعض
رشفة المكتسب
و أطلق الليل علينا
خمار الوجد و الأدب
و انصهرنا و انغمسنا
و انكوينا بجمار الحب
في بحار من النسيب و الخبب
و سحريار كمثل الطائر
يخفق قلبه تحت يدي
و صار السحر في نظري
و سحريار صار
أجمل ما لي من نشب
و امتطيت صهوة الريح أسابقه
في ديدن القول
أجري و يجري على كثب
و الشعر يعرف نهج مقصدنا
و البحر يحمل الموج في تعب
و قد عبأت مني للسحريار
بطاريات الشحن للهرب
من سجون الحزن و الكرب
و جبت دجلة سابحة
و حيتان الخليج
تهاب سفائن موكبي
و بحر الهند يسمع أغنيتي
و ينقل الوقع
للصين في عجب
و يعرج اللحن في درج
إلى عاليات المزن في السحب
و يحملني سحريار من نظري
أظل في عينيه
و في أصقاع الأرض قد مر بي
و تصغي للهمس و النبض
عرائس الزهر و الرطب
و يشدو الكل خلفنا
كأن الكل في طرب
و ما زال النهار
و الشمس نازلة
حتى صرنا نزيلين
في أرض قد صيغت لنا
من رياش الماس و الذهب
و راح السحريار
يلقي في الناس
من الشعر و الجطب
و التفت حولنا للإصغاء
مماليك الفرس
و من خلفنا باتت تمشي
مماليك و الروم و العرب...
عرض عناصر أقل