تفادى المنتخب الفرنسي إحراجا شديدا أمام جمهوره المتواجد هلى ملعب "ستاد دو فرانس" مساء الجمعة، عندما حقق فوزا ثمينا ومتأخرا على خصمه الروماني 2-1 في افتتاح كأس اوروبا 2016 لكرة القدم المقامة في فرنسا حتى العاشر من تموز (يوليو) المقبل.
وبعد نهاية سلبية للشوط الأول، سجل الفرنسي أوليفييه جيرو هدف التقدم لبلاده في الدقيقة 57 من ضربة رأسية، ثم تعادلت رومانيا عن طريق ركلة جزاء نفذها بوغدان ستانشو بنجاح (65)، وقبل دقيقة واحدة على نهاية الوقت الأصلي، سدد ديميتري باييه كرة صاروخية استقرت في المقص الأيمن لمرمى رومانيا.
وبهذا الفوز يكون المنتخب الفرنسي قد تجنب مفاحآت مباريات الافتتاح في المناسبات الكبيرة، ليكسب 3 نقاط ثمينة في المجموعة الاولى التي ستشهد عصر السبت مباراتها ثانية بين المنتخبين الألباني والسويسري.
صحيفة "ميرور" البريطانية نشرت فور انتهاء المباراة تقريرها المعتاد عن أبرز الخلاصات التي خرجنا منها من افتتاح كأس أوروبا، ونوجزها لكم على النحو التالي:
باييه المنقذ
توجهت الأنظار مع انطلاق صافرة البداية إلى أنتوان غريزمان وبول بوغبا في المنتخب الفرنسي، إلا أن اللاعبين سقطا في الاختبار الأول ليتفوق عليهما لاعب وست هام يونايتد وأحد نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم المنقضي حديثا ديميتري باييه.
قدم باييه مجهودا خارقا خلال المباراة خصوصا من الناحية اليسرى، وأرسل الكثير من الكرات الخطيرة داخل منطقة الجزاء، صنع فرصا سانحة للتسجيل لغريزمان وجيرو وباكاري سانيا قبل أن يوجه عرضية مميزة نحو رأس جيرو الذي أحرز الهدف الأول.
وفي وقت كانت تنتظر فيه الجماهير الفرنسية الحصول على ركلة حرة ليمارس باييه هوايته في التسديد المتقن، نفذ صبر الجناح المجتهد ليخترق من اليمين ويخلق لنفسه مساحة لإطلاق كرة صاروخية لم يحرك الحارس الفرنسي لها ساكنا.
أداء لا يرضي الطموح
امتلأ "ستاد دو فرانس" بحوالي 80 ألف متفرج، وكانت الرغبة شديدة في مشاهدة مهرجان أهداف فرنسي، لكن فريق المدرب ديدييه ديشان لم يتمكن من فرض سيطرته الكاملة أمام فريق آخر امتاز بالتنظيم التكتيكي.
هناك علامات تساؤل حول أداء خط الوسط الفرنسي في المباراة، كما أن جيرو أضاع مجموعة من الفرص السهلة خصوصا في الشوط الأول، ويبقى الدفاع في مشكلة دائمة بسبب غياب المصاب رفاييل فاران عن البطولة، وانخفاض المستوى البدني للبقية.
لا تستبعدوا فرص رومانيا
كاد الرومانيون أن يفاجئوا نظرائهم الفرنسيين بهدف مبكر في الدقائق الأولى، وشكل بوغدان ستانسو وفلورين أندوني خطورة شديدة أرغمت الحارس الفرنسي هوغو لوريس على التدخل، لكن الامر الأكثر لفتا للإنتباه هو حسن تنظيم دفاع المنتخب الروماني وقدرته على التحول سريعا من الدفاع إلى الهجوم وسط تألق واضح من الظهير الأيمن كريستيان سابونارو.
نجم الفريق كان لاعب الوسط وصانع الألعاب نيكولاي ستانسيو الذي صال وجال في أرجاء الملعب محاولا إرعاب الدفاع الفرنسي بكراته المتقنة نحو المهاجمين، واستطاع في النهاية أن يكسب ركلة جزاء جاء منها هدف بلاده الوحيد في المباراة.
سيواجه المنتخبان السويسري والألباني مهمة صعبة للمضي قدما في البطولة عندما يقابلان المنتخب الروماني الذي أثبت بوجود مدربه المحنك أنغل يوردانسكو أنه قادر على التأهل إلى ثمن النهائي.
بوغبا يخفق رغم علامات الارتياح
عند إجراء عمليات الإحماء، ظهرت علامات الجدية على وجوه لاعبي المنتخب الفرنسي، إلا أن بوغبا بدا مرتاحا يلقي التحية لأحبائه وأنصاره على المدرجات، وكأنه لاعب لديه من الخبرة أكثر من 10 أعوام.
لكن مع بداية المباراة، غابت علامات النضوج عن أداء لاعب يوفنتوس الذي لم يرتق للمستوى المطلوب، فلم نشاهد عبقريته في السيطرة على منطقة المناورة ولا تسديداته القوية، ليتم استبداله في الشوط الثاني ويدخل مكانه كينغسلي كومان.
أمام بوغبا فرصة للتعويض عندما تلعب فرنسا مباراتها الثانية مع ألبانيا، الجمهور الفرنسي يرى في لاعب مانشستر يونايتد السابق النجم الذي بامكانه قيادة البلاد للقب، وبوغبا لا يمانع تسلم الحمل بأكمله، فهل ينجح في مبتغاه؟
الإثارة تتغلب على الخوف
انطلقت البطولة وسط مخاوف أمنية بعد مرور سبعة أشهر على هجمات باريس التي أودت بحياة 130 شخصا، الإجراءات الأمنية كانت مشددة للغاية داخل وخارج الملعب تحسبا لأي طارئ.
مرت الأمور بسلاسة، وأبدى الجمهور المتواجد في الملعب سعادته للتواجد في هذه المناسبة النادرة، وتواجد الأطقال بشكل لافت والبهجة نملأ نفوسهم، لأن كرة القدم دائما ما تنتصر في النهاية.