ويل سميث ومحمد علي.. صداقة وطيدة منحت المسلمين حليفاً قوياً في هوليوود
كان الممثل الأميركي الأسمر ويل سميث واحداً من حَملة نعش مواطنه الملاكم والرياضي الشهير محمد علي، حين وري الثرى الجمعة 10 يونيو/حزيران.
لصداقة الرجلين حكايةٌ حامت حولها الكثير من الشائعات، حول تأثر سميث بعلي واعتناقه الإسلام على يده.
أواصر الصداقة بين علي وسميث توطدت بعد أن قام الأخير ببطولة فيلم Ali في العام 2001، وهو العمل الذي تردّد سميث في تنفيذه لمدة 8 سنوات خوفاً من ألا يكون قادراً على تجسيد الشخصية على النحو الأمثل، لكنه عدل عن رأيه لسببين حسب ما جاء في لقاء له مع شبكة ABC الأميركية.
السبب الأول يكمن في إصرار الراحل علي وعائلته على أن يقوم هو دون غيره بتجسيد الدور، والثاني تأكيد مخرج العمل مايكل مان على أن يحوّل سميث لعلي حرفياً مهما تطلب الأمر من جهد ومال.
وهكذا كان، حيث خضع سميث ليس فقط لتدريبات رياضية شاقة ونظام غذائي صارم من أجل بناء جسده ليبدو عريضاً وقوياً كما هي الشخصية، وتدريبات لصوته، بل كان الأهم منها الجانب الروحي الذي جعل من علي أسطورةً كرجل ذي مبدأ وليس رياضياً فقط.
وكان هذا الجانب هو اعتناق علي للدين الإسلامي والذي تحول من كاسيوس كلاي - اسم النخاس الذي اشترى أجداده الأفارقة - إلى محمد علي.
وعن هذه النقطة قال سميث في المقابلة المذكورة، “لقد استوعبت الجانب الروحي لعلي بكل سهولة، لقد فهمت مبادئ الإسلام، وعيّن لي مدرس للديانة الإسلامية، أما الجزء الصعب فكان التدريب الجسدي والتدرب على طريقة كلام علي ونبرة صوته”.
ثم استضافت الإعلامية اوبرا وينفري العملاقين في برنامجها للحديث عن الفيلم، في واحدة من أنجح حلقات برنامجها، قدّمت فيها علي وسميث وجعلتهما يتحدثان مجتمعين لأول مرة أمام الجمهور، مؤكدة أن علي هو الرجل الذي تربع على عرش المشاهير الذين كتب عنهم في العالم.
ثم انطلقت عدة شائعات تؤكد اعتناق سميث للدين الإسلامي استناداُ إلى تصريح صحافي، قال فيه إن ما بقي له بعد انتهائه من الدور “فهمه للإسلام والله”.
بعدها تداولت بعض مطبوعات ومواقع الجالية الإسلامية في أميركا خبر إسلام سميث بعد تعليق لمدير مؤسسة “المسلمون الأمريكيون في أميركا الشمالية” سفيان زقوط، قال فيه “محمد علي أحد أفضل رموز المسلمين في أميركا، وكان من أفضل المتحدثين باسم الدين، وإذا استطاع ويل سميث أن يكمل عمل محمد علي فهذا سيكون رائعاً”.
كما أشيع أن سميث يحتفظ بنسخة من القرآن وملابس الصلاة في غرفة نومه، لكن سميث لم يصدر عنه ما ينفي أو يؤكد هذا الشائعات حتى هدأت، لتعود مرةً أخرى بعد أن ظهر سميث إلى جانب صديقه علي بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول وهو يدافع عن الإسلام ممثلاً في شخص صديقه قائلاً، “إن الأبطال يأتون بكل الأحجام والألوان والخلفيات والأديان. وهذا الرجل - مشيراً إلى علي - أحد أشهر الأشخاص في العالم، وهو أحد أعظم أبطال عصرنا وهو مسلم”.
ثم أردف “لم يكن الدين.. بل الكراهية هي الدافع وراء هجوم الـ11 من سبتمبر/أيلول”.
أما آخر ما استفز سميث للدفاع عن المسلمين، فكانت تصريحات مرشح الرئاسة الأميركي دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري، إذ قال سميث إن “وجهة نظر ترامب بخصوص منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة هي أفكار مجنونة، قد تدفعني للترشح للرئاسة”.
منقول