لا أحد ينكر عظمة التطور العلمي والتقني وشتى المجالات الذي توصل له الغرب، لكن علينا ألا ننسى أو نتناسى أن علماءنا المسلمين هم أول من وضع حجر الأساس لهذه الاختراعات الحديثة التي تغزو العالم. لا نقول ذلك من باب التباكي على الأطلال، إنما من باب الحفاظ على هذا الإرث العظيم، والدفع لمزيد من الجهد لمواكبة ركب الحضارة.
اختراعات حديثة يرجع فضل اختراعها للمسلمين
الجبر
يفخر الغرب وخاصة الألمان بإنجازاتهم التقنية والهندسية، لكن كيف سيكون المهندسون بدون الجبر؟ أصبح النظام الحسابي معروفًا في أوروبا خلال القرن الثاني عشر الميلادي، حين قام المستشرق البريطاني روبرت أوف تشستر بترجمة كتابات العالم الخوارزمي مؤسس الجبر الحديث، وهو الذي اشتُقت من اسمه “الخوارزميات”.
فرشاة الأسنان
يعد الإسلام من أوائل الأديان في العالم التي ركزت على النظافة الشخصية، فاشتمل القرآن على تعاليم خاصة للتطهر والاغتسال، ولا عجب أن صحة الأسنان تزايدت في ظل اهتمام الإسلام. ويعد المسواك الذي عُرف عن الرسول استخدامه من أوائل الأدوات المستخدمة لتنظيف الأسنان، وتطورت بعده الوسائل المختلفة.
فرق الموسيقى العسكرية
تعود الفرق الموسيقية العسكرية للعصر العثماني والتي كانت تُعرف باسم “مهترخانة”. كانت مهمة هذه الفرقة تقوم على لعب الموسيقى خلال المعركة، وكانت تتوقف فقط في حال انسحاب الجيش، أو انتهاء المعركة. وخلال فترة الحروب في الدولة العثمانية، يُعتقد أنه كان لهذه الفرق تأثير على الجنود الأوروبيين، حيث تم لاحقًا تبني فكرة الموسيقى العسكرية في جيوشهم.
العدسة المكبرة
لم تكن إنجازات المسلمين مقتصرة على الحساب، بل في البصريات، فكان ابن الهيثم أول من وصف آلية عمل العين. فقد قام بتجارب بالمواد العاكسة، وأثبت أن العين لا تستشعر البيئة بأشعة البصر، حيث كان العلماء يعتقدون بذلك. كما اكتشف أن أسطح الزجاج المنحنية يُمكن أن تُستخدم في التكبير.
عدسته “حجر القراءة” كانت أول عدسة مكبرة، ومنها تم تطوير العدسات الحديثة. كما أنه كتب نصوصًا علمية هامة في علم الفلك والأرصاد الجوية.
القهوة
يرجح البعض إلى أن جذور القهوة تعود إلى إثيوبيا، إلا أنها شقت طريقها عبر البحر الأحمر إلى الجزيرة العربية حيث زادت شعبيتها. ويُعتقد أن تاجرًا عثمانيًا أحضر مشروب القهوة إلى لندن في القرن السابع عشر. وقد افتُتح في البندقية أول مقهى عام 1645، وقد وصل المشروب إلى ألمانيا بعد انسحاب الأتراك من النمسا عام 1683، حيث تقول الأسطورة أن الجنود العثمانيين تركوا خلفهم حمولات ضخمة من القهوة.
المستشفيات
أول مستشفى حديث بممرضين ومركز تدريبي كان في القاهرة. فقد تلقى المرضى الرعاية الصحية المجانية ذات الطابع الإسلامي في مستشفى أحمد بن طولون والذي تأسس عام 872. لاحقًا تأسست مستشفيات في بغداد، لكن مستشفى القاهرة كان النموذج الذي قلّده العالم.
الابتكارات الجراحية
أبو القاسم الزهراوي هو رائد الطب الجراحي، وأشهر الشخصيات الطبية خلال فترة العصور الوسطى. فقد كتب أكثر من 30 مجلدًا، كما كتب عن أهمية العلاقة بين الطبيب والمريض، وتحدث عن المساواة في الرعاية الصحية، بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية.
اخترع طرقًا لعلاج أمراض مجرى البول، والأذن، والمريء جراحيًا، وكان أول من وصف الحمل خارج الرحم، وأول من استخدم الغرز للجروح، كما أنه كان أول من استخدم الملقط في عمليات الولادة، وكذلك التخدير الموضعي قبل العمليات. فكان له بالغ التأثير على كبار الأطباء الأوروبيين خلال القرن السادس عشر، وساهمت أفكاره في تشكيل الجراحة الحديثة.