مقالنا اليوم ايضا للكاتب محمد حمدي وبعنوان (النوع الثالث) ، شاركونا افكاركم ..مع الود:
أفهمتها كثيرا أن ما بيننا انتهى، كانت قصة حب حقيقية، لكن الحب مثل أى شىء فى الحياة، يبدأ صغيرا، ويصل إلى مرحلة المراهقة المتقدمة، ثم تصيبه الشيخوخة فتبدو عليه علامات الوهن والتعب والسن.. وأن أى تجربة عاطفية هى بنت البشر، تكبر مثلهم.. ثم تموت.. لتنبت منها تجربة أخرى.
قالت والدموع لا تفارق عينيها: لكن حبى لك من النوع الآبدى، لا تنتابه لحظات ضعف، ولا تصيبه الشيخوخة، إنه من النوع الذى ينضج كل يوم أكثر من اليوم الذى قبله.
لا أعتقد أنها مفرطة فى الرومانسية، بقدر ما هى بنت الشرق، تربت على أن الرجل بالنسبة لها هو البداية والنهاية وبدونه تفقد حتى مبرر وجودها فى الحياة.
منذ طفولتها كانت وشقيقاتها مسخرات لخدمة شقيقها الولد، وأمها ليس لديها فى الحياة سوى زوجها.. وحين أحبت لم تخرج من روح الشرق ولا من عقدة الأب والأخ، وواصلت الحياة معى بنفس الطريقة.
قلت لها: يجب أن تخرجى من هذا الكهف.. الحياة ليست علاقة بين رجل وامرأة، وليس بالضرورة أن يستمر هذا الثنائى طيلة الحياة، أى اثنين يمكن أن يتفقا، ويمكن أيضا أن يختلفا.. وحين يدب الخلاف بينهما ينتهى الحب، ويصبح مثل الشخص الذى مات إكلينيكيا وطبيا، لكننا نصر على وضعه على جهاز تنفس صناعى لأننا لا نعتقد أنه يمكن أن يموت.. أو لأننا لا نريده أن يموت!
انتهت حكايتنا منذ عام تقريبا، لكننى أجدها أمامى فى أحيان كثيرة، تعتبرها فرصة، وأنا أراها محاولة مصطنعة لتجديد حبل الود الذى انقطع، لكن ما لا تعرفه، أن مثل هذه المواقف التى تضع نفسها فيها هى مهانة لها قبل أن تمثل إزعاجا لى.
هذا نوع من النساء يختلف كثيرا عنك، أنه من النوع الذى يعيش فى جلباب وكهف التقاليد ولا يخرج منها أبدا، ولا حتى يفكرفي التمرد، لكن هناك نوع آخر متمرد، يسأل نفسه دائما لماذا يفعل كذا ولا أفعله، لماذا يحب كما يشاء ويعجبه من تشاء بينما لا يحق لى هذه المشاعر والاختيارات. المشكلة الوحيدة انه لا يوجد صنف ثالث من النساء، لا يعيش فى كهف التقاليد، ولا يتمرد عليها لدرجة محاولة كسر كل شىء لذلك أظل أتساءل دائما أين الصنف الثالث من النساء؟.. ألا توجد امرأة لا هى عبدة.. ولا هى سيدة!
هل تظنون حقا انه لا يوجد هذا النوع الثالث انتم ايضا ...تحياتي للجميع.