بغداد/ سكاي برس : عندما يقوم معظم الأطفال البالغ عمرهم عشر سنوات باللعب والترفيه بمختلف الطرق، ويقضون معظم أوقاتهم في المدرسة وبين الأصدقاء، تخاطر "جنى جهاد" الفلسطينية بحياتها رغم أنها في العاشرة من عمرها فقط، ومن خلال الحضور في مناطق الاشتباك بين الفلسطينيين والکيان الإسرائيلي، تحاول إطلاع الآخرين علی الأوضاع التي يعيشها الناس هناك
تقيم "جنى" في قرية "النبي صالح" الصغيرة، وشهدت منذ سن مبكرة العديد من الأحداث المأساوية. تقول والدتها في هذا المجال: "جنى وبعد أن قُتلت إحدی أقرب صديقاتها على يد القوات الإسرائيلية، انهارت بشکل خطير. لقد رأت بعينيها کيف أن دم صديقتها تسفك، ولذلك اضطربت أحوالها بشدة".
وتواصل والدتها: "أخفت جنى لفترة طويلة حزنها وألمها، إلی أن قُتل اثنان من أبناء عمها في الاشتباكات أيضاً، بعد ذلك خرجت من المنزل لتظهر الظلم الذي يتعرض له الناس، وکأن هذا الأمر قد أصبح واجبها"
بدأت جنى الصحافة کهواية منذ السابعة من عمرها، وفي ذلك الوقت وباستخدام هاتف والدتها، کانت تشارك في الاحتجاجات والأنشطة السلمية وتشاهد ردود فعل جيش الکيان الإسرائيلي، وتصوِّر کل تلك المشاهد. وعلى الرغم من أن هناك صحفيين محترفين موجودون في کل هذه المشاهد، لكن "جنى" تشعر أنهم لا يعکسون كل شيء، وفي بعض الحالات لم يسجلوا الجرائم التي ترتکب ضد الناس العاديين، لذلك فقد قرَّرت العمل بنفسها.
إنها تصوِّر فيديوهات وتجعلها في متناول يد الآخرين باستخدام الشبكات الاجتماعية، بما في ذلك الفيسبوك ويوتيوب. تقول جنى: "أنا أفعل هذه الأشياء لجعل العالم يعرف أننا لسنا إرهابيين، ولأكون قادرةً على إطلاع العالم على العنف الذي نتعرض له".
والآن اکتسبت صفحتها علی الفيسبوك 80 ألف إعجاب. وتوضح والدة جنى التي لديها شعور بالفخر والخوف معاً: "أنا فخورة بابنتي، لأنها استطاعت إيصال رسالتها إلی العالم، ولكن في الوقت نفسه أنا قلقة وخائفة عليها. لأنه عندما يهاجمنا الجيش الإسرائيلي في منتصف الليالي، عادةً ما يلقون القبض على أولئك الذين لديهم خلافات معهم، وأنا أشعر بالقلق أن يحدث هذا لابنتي جنى".
عم "جنى" لديه هذه المخاوف أيضاً، ومع ذلك فهو يؤكد قائلاً: "صحيحٌ أن جنى في هذا العمر ينبغي أن تلعب وتلهو، ولكن في الظروف التي نعيشها نحن، ليس لدينا خيار آخر. يجب أن نعلِّم أطفالنا أن يرفضوا الذل ولا يبقوا صامتين ويكافحوا من أجل حريتهم".
في عام 2014، حيث أصبح الوصول إلى الإنترنت أسهل، کانت جنى قد ذهبت برفقة والدتها إلى مناطق مثل القدس ونابلس والأردن والخليل، وأعدَّت من هناك الکثير من التقارير ونشرتها في صفحتها.
حلم هذه المراسلة الصغيرة أن تدرس الصحافة في جامعة هوارد، وتعمل في القنوات الإخبارية العالمية الشهيرة، والسبب في ذلك أن هذه القنوات تعدّ تقارير عن فلسطين، و"جنى" تريد أن تکون الشخص الذي يقوم بذلك.
وعلی الرغم من أننا عندما نشاهد "جنى" أمام الكاميرا وفي حال الحديث عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ننسی بسهولة أنها في العاشرة من عمرها، ولکن مع ذلك فهي طفلة مع أحلامها الطفولية، وربما لهذا السبب حينما سئلت کيف هو عالمها المثالي ؟ أجابت: "باللون الوردي".