عندما تنتهي من الاختبارات النهائية وتستعد لمغادرة الجامعة، فمن المحتمل أن تشعر بأنك تواجه واحدًا من أهم القرارت المصيرية في حياتك: ماذا ستفعل الآن؟ ولكن لا تقلق إذا لم تمتلك خطة، فبعض من أفضل القرارات المهنية تم اتخاذها بعفوية.
مثالًا على ذلك، المتخرجة الحديثة من جامعة إكزتر “جوانا فريمان”، التي لم تكن تعلم ما تريد إلى أن تخرجت. وقالت: “لم أختر مهنتي. وأردت أن أمتهن التسويق ولكن انتهى بي المطاف بأن أقوم برسم مخططات التخرج في شركة اتصالات. وأحببت تلك المهنة للغاية. وكنت محظوظة جدًا لكي أحصل على ما كنت أبحث عنه بالتحديد لأنني لم أسمع قط عن الاتصالات الداخلية من قبل.”
سواء كانت لديك خطة كاملة عن المهنة التي ترغب بها أو لا تعلم من أين تبدأ، سنعرض هنا نصائح بعد التخرج لاكتساب الثقة في مستقبلك وكيف تصبح ما تريد أن تكون.
تحديد ما تريد أن تفعل
يعلم بعض الطلاب ما يريدون فعله عندما يتخرجون. ولا يكون ذلك واضحًا للبعض الآخر ويكون التخرج خطوة نحو المستقبل المجهول بالنسبة لهم.
وتقول «هانا مورتن-هيدجز»، وهي مؤسسة “Momentum Careers Advice”، “لا تخف! فهذه القرارات تستطيع أن تأخذ وقتًا طويلًا لصُنعها وأن يصبح الحال أفضل بعد ذلك. فكّر طويلًا ومليًا في قيم مهنتك وما تريده فعلًا. ما أهمية المال، مثلاً؟ أو مساعدة الآخرين في عملك؟ هل ستستفيد من أن تعمل بشكل منظم وهيكلي للغاية أم تشتهي الحرية في العمل بأسلوبك الخاص؟ فاختيار الوظيفة التي تتعارض مع قيمك سرعان ما تفشل في إرضائك لتحافظ عليها.”
ابدأ في الانخراط بالأنشطة التي تحب فعلها. فيقول «جون غريغوري»، وهو مدرب ومرشد لوظائف الخريجين، “إذا كان ذلك قراءة المجلات، فامتهن ما يثير اهتمامك بها. هل هو شيء يتعلق بالموضة أو السفر أو مظاهر الممثلين في الأفلام أو الفرص الاجتماعية أو العامة؟ ما هي الوظائف التي ستقودك للولوج إلى العالم الخارجي؟ من الممكن أن يكون تصميم الملابس أو المكياج أو تنظيم الأحداث أو العلاقات العامة أو التسويق.”
وتضيف «كورين ميلز»، وهي كذلك مرشدة لوظائف الخريجين، أنك تحتاج إلى تجربة مهن مختلفة قبل أن تتأكد مما ترغب في امتهانه. فقالت: “إن واقع الوظيفة والتفاصيل الهامة في العمل اليومي يختلف دائمًا عن مجرد الفكرة في ذهنك. لذا نصيحتي هي أن تتحدث إلى الناس الذين يمتهنون الوظائف التي تثير اهتمامك وحاول أن تحصل قدر المستطاع على الخبرة اللازمة لها.”
إنشاء السيرة الذاتية والخبرة الخاصة بك
بمجرد حصر وتقليص عدد الوظائف التي تريد العمل بها لدور وظيفي أو مجال معين، فإنك تحتاج بعد ذلك إلى تطوير المهارات التي ستجعل الموظف المحتمل لك يرغب في توظيفك. ويقول «غريغوري»: “أي شيء يمكنك فعله لتثبت أنك تفهم ماهية الوظيفة التي ستتقدم لها سيكون بمثابة نقاط إضافية لك لحصولك على الوظيفة.”
وجزء آخر (عادًة ما يكون مخيفًا) أثناء البحث عن وظيفة للخريجين هو أن تمتلك الثقة للتفاعل مع الآخرين. وتقول «مورتن-هيدجز»: “يجب أن يكون في الجامعة فرص لمقابلة الموظفين وحضور ورش العمل واكتشاف بيئة العمل.” وأضافت “ابدأ التفكير في الناس حولك، أصدقاءك وعائلتك، الذي من الممكن أن يكونوا قادرين على مساعدتك في الحصول على وظيفة في مجال عملهم.” وعندما تمتلك خبرة قليلة يمكنك وضعها في سيرتك الذاتية، ستبدأ فرص العمل في فتح أبوابها لك بسهولة.
الحصول على الوظيفة التي ترغب بها
لتنجح في الحصول على الوظيفة التي ترغب بها، تحتاج إلى تطوير ثقتك بقدراتك. فتقول «ميلز»: “ابذل طاقتك في فعل شيء ما، من الممكن أن يكون بدء حملة ما أو العمل في متجر للأعمال الخيرية أو التطوع. وتأتي الثقة بعد ذلك عندما تقول ‘لقد فعلت هذا وكان جيدًا للغاية’.” وبمجرد إدارتك لمشروع ما أو صقلت تلك المهارات، ستزيد ثقتك بنفسك وقدراتك.
وتوافق مورتن-هيدجز على أن حصولك على خبرة ناجحة باستخدام مهاراتك سيطور من ثقتك عندما تبحث عن وظيفة. فتقول: “كن نشيطًا وتقنّص الفرص لاكتساب الخبرة والانخراط في العمل. ولا تنسَ أننا نطور مهارات انتقالية وقابلة للتغير طوال الوقت، سواء خلال دراستنا أو مسؤولياتنا التي تقع على عاتقنا أو أي عمل جزئي. ومن المهم جدًا كذلك تذكّر أن الموظفين لن يتوقعوا أسمى المواصفات المهنية منك، لذا حاول ألا تقلق حيال كونك أقل بقليل من توقعاتهم نحوك.”
في النهاية، تحتاج إلى أن تكون هادئًا وألا تضع نفسك تحت ضغط هائل لإيجاد وظيفة ما بعد التخرج. فتقول «مورتن-هيدجز»: “ابقَ واقعيًا. ولا تضغط على نفسك لاختيار وظيفة حياتك. أحيانًا تتّضح ماهية هذه الوظائف على المدى الطويل لتكون هي المناسبة لك بالفعل، وأحيانًا لا يكون الأمر كذلك. والمهم أننا نتعلم مما نختبره. ويستطيع النجاح المهني أن يكون مثل قصة السلحفاة والأرنب، فأولئك الذين ينطلقون للعمل فورًا بعد التخرج لن يكونوا دائمًا من يصل إلى خط النهاية أولًا.”
نأمل أن تستفيدوا من هذه المجموعة الخاصة بـ نصائح بعد التخرج .. نتمنى للجميع التوفيق!
المصدر